"هؤلاء هم البدلاء".. الحزب الديمقراطي يناقش سحب بايدن من سباق الرئاسة

يأتي سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكي عادة عامرًا بالمفاجئات، والتي يبدو أنها تتزايد خاصة بعد المناظرة الأخيرة بين دونالد ترامب وجو بايدن.

ويجمع كثير من المراقبين والسياسيين على أن المناظرة لم تكن في صالح الرئيس الحالي جو بايدن في مواجهة خصمه الجمهوري دونالد ترامب، لا سيما مسألة عدم الحضور الذهني في انعكاس لعمره المتقدم، وكذلك كان يبدو أن حالته الصحية ليس على ما يرام، ما قد يدفع الحزب الديمقراطي للتفكير في بدلاء وإقناع مرشحه بالتراجع عن استكمال تلك المهمة.

يقول الدكتور مهدي عفيفي القيادي بالحزب الديمقراطي في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن هناك تطورات كبيرة داخل الحزب بعد المناظرة، إذ يوجد حوار حول إمكانية تنحي بايدن عن الترشيح والتقدم بمرشح آخر، لأن كل استطلاعات الرأي تقول إنه إذا جرت الانتخابات الآن، فإن الرئيس الحالي سيخسر، مؤكدًا وجود حديث قوي لترشيح بديل داخل الحزب.

وأوضح عفيفي أنه في هذا السياق فإن هناك حديثًا عن كامالا هاريس نائبة الرئيس بأن يتم ترشيحها في الاجتماع الخاص بالحزب بدلًا من بايدن، لكن الأمر لم يتم البت فيه، لأن هناك أسماء أخرى يمكن أن يتم ترشيحها، لافتًا إلى أن المرشح الآخر و"النجم الساطع"، على حد وصفه، هو جافن نيوسوم حاكم ولاية كاليفورنيا وهو صاحب حظ وفير في مسألة ترشيحه أمام ترامب حال استقر الحزب الديمقراطي على بديل.

حديث عن انقسامات

ويلفت القيادي بالحزب الديمقراطي إلى أن نيوسوم لديه شعبية كبيرة كما أنه ليس كبير السن وهو من أقطاب الحزب، مشيرًا إلى أن هناك انقسامات داخل الحزب بشأن مسألة تنحي بايدن من عدمه، مع وجود كثيرين يرون أنه لا بد أن يتنحى، معربًا عن اعتقاده أن الضغط يزيد على المجموعة العاملة مع بايدن لمحاولة الخروج من هذا المأزق بترشيح هاريس أو نيوسوم أو أي شخص آخر، لكن المخاوف تتمثل في عنصر الوقت ومسألة إعادة ترتيب الأولويات.

وقال عفيفي إنه إلى الآن لم يتم اتخاذ أي قرار وإنما تكهنات من مصادر مختلفة، خصوصًا أن هناك من يرى أن سحب ترشيح بايدن نوع من الاستسلام، مشيرًا أنه لذلك فإن الحزب لا يزال في مناقشات داخلية بشأن التوافق على مرشح آخر وإقناع المجموعة المساندة لبايدن من داخل الحزب بمحاولة إقناعته بالتنحي عن استكمال السباق الانتخابي.

في سن التقاعد؟

بدوره، يقول نعمان أبوعيسى عضو الحزب الديمقراطي، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن بايدن نجح في الحصول على تفويض الولايات الخمسين ليكون مرشح الحزب الديمقراطي، لكنه في المناظرة الأول مع ترامب أخفق في فضح خصمه وكذبه ولم يكن على أحسن وضع رغم أنه كان يفترض أنه قد حضر نفسه لهذا اللقاء الذي كان مدته 90 دقيقة.

وأضاف أبوعيسى أننا أمام 3 احتمالات، إما أن ينسحب بايدن قبل المؤتمر العام لحزبه في أغسطس/آب المقبل أو بعده أو لا ينسحب ويبقى هو المرشح الديمقراطي ليواجه ترامب، لكنه إذا انسحب فإنه يكون قد اتخذ قرارًا محترمًا ويعطي فرصًا للحزب الديمقراطي أن يقدم مرشحًا آخر في مواجهة الرئيس السابق في الفترة المتبقية قبل الانتخابات المزمعة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ويرى عضو الحزب الديمقراطي أن انسحاب بايدن وتقديم مرشح جديد بدلًا منه يعتبر الخيار الأفضل للحزب، وإذا استكمال الرئيس الحالي السباق نحو ولايته الثانية وخسر فإنه سيُلام بشكل كبير، لأنه كان ناجحًا في ولايته الأولى لكن عمره سيكون أكثر من 92 عامًا، معتبرًا أن هذا برأيه هو سن للتقاعد.

تراشق داخل الحزب الديمقراطي

من جهته، يقول الإعلامي والمحلل السياسي الأمريكي مايكل مورجان، في حديث لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن المناظرة كان لها تأثيرًا كبيرًا للغاية وقد خلقت حالة من الهلع بين الديمقراطيين بعد أن رأوا أداء الرئيس بايدن الضعيف جدًا وكان من الواضح عليه تراجع حالته الصحية والعقلية بشكل كبير للغاية، مؤكدًا أن هناك محاولات لتصدير أسماء أخرى كبديلة له، لأنه من الواضح أن بايدن لن يستطيع استكمال السباق، وفقًا له.

وأضاف مورجان أن هناك حالة من التراشق بين أعضاء الحزب الديمقراطي، إذ يرون أن بايدن لن يخسر فقط الانتخابات الرئاسية ولكنه سيكون سببًا في خسارة انتخابات مجلس النواب وكذلك مجلس الشيوخ، لأن عديدًا من المرشحين يرون أن موقف الرئيس سيؤثر عليهم سلبًا فيما يتعلق بالاستحقاقات الانتخابية الأخرى.

وتوقع كذلك أن يتم طرح أسماء بديلة خلال الأيام المقبلة في مقدمتهم جافن نيوسوم حاكم ولاية كاليفورنيا، مشيرًأ إلى أنه يقدم نفسه بشكل غير مباشر على أنه الشاب الوسيم وأنه بديل قوي للرئاسة، لكنه يقاوم بقوة من قبل كامالا هاريس نائبة الرئيس التي تطمح لأن تكون هي البديلة، والفترة المقبلة ستحدد ما سيحدث.

وأشار مورجان إلى بديل ثالث وهو جو مانشين وهو مستقبل وكان في السابق عضو بالحزب الديمقراطي، وفي حال ترشحه سيكون له صدى كبيرًا لما لديه من قدرة على إرضاء كثير من الأطراف سواء الجمهوريين أو الديمقراطيين، كما أن المرشح الرئاسي الأسبق الجمهوري ميت رومني يدعمه، وإذا ترشحا كرئيس ونائب رئيس بالترتيب سيكون هذا أمرًا جيدًأ للناخبين الذين سأموا ترشح بايدن وترامب.