"الاحتلال القبيح يلجأ لورقته المفضلة".. أردوغان ينقل مرتزقة ودواعش إلى دهوك

كشفت تقارير إعلامية في العراق عن خطوة جديدة للاحتلال التركي القبيح بإرسال مرتزقة وعناصر تنظيم داعش الإرهابي إلى دهوك.

المعلومات ذكرها موقع "سبي ميديا" الإخباري ومقره إقليم كردستان العراق حيث كشف عن سجلات مرتزقة داعش الذين تم نقلهم إلى إقليم كردستان لمحاربة المقاتلين الكرد بالشراكة مع الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني، في كشف يأتي بعد تقارير عن تدريب هؤلاء المرتزقة في عفرين المحتلة بسوريا ونقلهم لاحقًا إلى مناطق مثل متينا وآميدية بمحافظة دهوك.

وكشف الموقع عن سجلات أكثر من 800 مرتزقة من داعش تم تدريبهم في عفرين المحتلة لنقلهم إلى دهوك بزي الجيش التركي، كما يضم التقرير معلومات موثقة عن 416 مرتزقًا سوريًا تم تدريبهم من قبل الاستخبارات التركية، حيث استخدمت أنقرة هؤلاء المرتزقة على مدار السنوات الأخيرة لمحاربة قوات سوريا الديمقراطية وقوات الدفاع الشعبي، في حين أن جزءًا من هؤلاء المرتزقة لا يزالون يتلقون تدريبات في عفرين المحتلة، تركز في الغالب على استخدام الأسلحة الصغيرة والمتوسطة.

ليس مستغربًا

يقول السياسي الكردي العراقي البارز الدكتور حكيم عبدالكريم، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن المعلومات التي نشرها موقع "سبي ميديا" بدرجة كبيرة صحيحة لأنه من المواقع المعتمدة والموثوقة، مؤكدًا أن سياسات تركيا واضحة وقد تحولت إلى احتلال تام في ظل الصمت من الحكومة المركزية العراقية وكذلك حكومة إقليم كردستان.

واعتبر عبدالكريم أن هذا الصمت من قبل المركز والإقليم يقدم دليلًا على وجود اتفاقية غير معلنة، وهذه الاتفاقية تعود إلى حكومة مصطفى الكاظمي السابقة في إطار ما عرف باتفاقية شنكال والتي أعدت بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان وكذلك مع تركيا، على نحو يفسر حالة الصمت الواضحة لدى رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني.

وأشار السياسي العراقي إلى أنه رغم الصمت من قبل حكومة بغداد إلا أن هناك بعض الأصوات تطالب بعقد جلسة للبرلمان العراقي وتحديدًا لجنة الدفاع والأمن لمناقشة التواجد التركي في شمال البلاد، خاصة أنه كما قلت فسياسة تركيا أصبحت واضحة وأن هناك احتلال تركي رسمي لمناطق في داهوك.

وفي ختام تصريحاته، قال الدكتور حكيم عبدالكريم إن مسألة إرسال النظام التركي لمرتزقة إلى داهوك أو جنوب كردستان ليست أمرًا مستغربًا، فقد سبق وأرسل هؤلاء إلى مناطق تدخله مثلما حدث في سوريا وليبيا ومناطق أخرى، وهو يستخدم هؤلاء المرتزقة ويستفيد منهم في إطار النهج الأيديولوجي الإخواني.

وأشار إلى أن النظام التركي يستخدم المرتزقة حتى لا يسقط جنوده قتلى على نحو يثير الرأي العام ضده، خاصة أن الشعب التركي يرفض سياسات هذا النظام ويرفض ممارساته في سوريا والعراق وليبيا، كما أنه لن يقبل سقوط أبنائه من الجيش بسبب تلك الممارسات والتدخلات.

وتتواجد القوات التركية في عدة مناطق جنوب كردستان وتمارس اعتداءات تطال الأبرياء تحت مزاعمها الواهية بـ"محارية الإرهاب"، في احتلال واضح وصريح يأتي في ظل صمت واضح من قبل الحكومة العراقية المركزية وتواطؤ مفضوح من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود بارزاني.

نهج تركي

يقول الدكتور نهاد القاضي رئيس المعهد الكردي للدراسات والبحوث، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إنه بالتأكيد تركيا ليست هذه المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تستخدم فيها المرتزقة وهؤلاء الإرهابيين وليس في سوريا فقط ولا العراق فهذا هو ديدنها أينما كانت وأينما تواجدت تصنع هذا النوع من الإرهاب والمليشيات غير القانونية.

وأضاف أن النظام التركي يستخدم هذه المليشيات والتنظيمات الإرهابية لضرب الكرد في كل المناطق، ليس هذا فحسب، فإن تدخلال تركيا واصطناع الأزمات الخارجية أمر الغرض منه تصدير نظام أردوغان مشاكله إلى خارج تركيا، لأنه في مأساة كبيرة نتيجة التراجع الفظيع في شعبية النظام وقد جاءت الانتخابات البلدية التي جرت في مارس/آذار الماضي كاشفة بقوة عن مدى ضعف النظام وتفوق الأحزاب الأخرى على الحزب الحاكم.

ويشير القاضي إلى أن تراجع شعبية النظام التركي يأتي إلى جانب الحالة الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، ولهذا نلاحظ أنه يتصرف بعشوائية على الصعيد الخارجي فيتصالح مع هذا ويبتعد عن هذا، ورأينا كيف يتجه لمد اليد إلى النظام السوري في حين كان يرفض ذلك في السابق تمامًا، كما أنه متذبذب بين القوى الدولية مرة في أحضان روسيا ومرة في أحضان أمريكا.

وفي ختام تصريحاته يقول الدكتور نهاد القاضي إن قضية داعش وإقامة المعسكرات لهم قضية تتورط فيها كثير من الدول بما في ذلك دول عربية جلبت هؤلاء إلى الأراضي السورية وأقامت لهم المعسكرات وقد تم تدريبهم من قبل أنقرة وأشرفت عليهم، وهي التي تقوم بتصديرهم إلى مناطق أخرى لخدمة مصالحها وأجنداتها.