لا يزال ثعلب الصحراء وزعيم تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين" إياد أغ غالي المطلوب رقم "1" على قوائم الإرهاب في الساحل الأفريقي، ولكن تلك المرة أصبح مطلوباً لدى محكمة الجنايات الدولية والتي أصدرت مذكرة توقيف بحق زعيم القاعدة في المغرب العربي، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في مدينة تمبكتو الصحراوية وذلك في الفترة ما بين 2012 و2013، مما يثير التساؤلات حول جدوى تلك المذكرة بحق أغ غالي وتأثيرها في نشاط التنظيم الإرهابي في منطقة الساحل الأفريقي، وتوقيت القرار لا سيما بعد انحسار النفوذ الغربي الذي كانت تقوده باريس وواشنطن وتوقف عملية محاربة الإرهاب الذي كانت تقوم به الدولتان في تلك المنطقة.
وشهد إياد أغ غالي تحولات كبيرة في مسيرته، حيث بدأ في كتيبة الطوارق التي أسسها الزعيم الراحل معمر القذافي وشارك في عمليات الجيش الليبي بدولة تشاد، ثم ظهر غالي مرة أخرى في المشهد بقيادة الحركة الشعبية لتحرير أزواد في التسعينات وتحديداً في عام 1990، ثم تحول إلى الفكر الجهادي في عام 2012 وأسس جماعة "أنصار الدين" والتي نجحت مع جماعات جهادية أخرى من طرد الجيش المالي من إقليم أزواد، وذلك حتى استنجدت مالي بالفرنسيين الذين شنوا حرب ضد الإرهاب واغتالوا الكثير من قيادات القاعدة ومنهم بعض المقربين من غالي نفسه.
أصبح غالي أبرز المطلوبين على قائمة الفرنسيين، ورغم ذلك شهدت تحركاته تطور آخر في مارس\آذار 2017، عندما أعلن عن تأسيس جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" وتوحيد الجهاديين في منطقة الساحل تحت إمرته بإدماج 4 حركات مُسلحة في مالي ومنطقة الساحل، ليشن هجمات منظمة ضد مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، وظهر في الفترة الأخيرة بمقطع مصور يعلن فيه الحرب على القوات الروسية التي حلت محل نظيرتها الفرنسية في منطقة الساحل.
كشف أحمد سلطان الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، أن قرار محكمة الجنايات الدولية هو والعدم سواء وذلك لعدد من الأسباب إن اياد أغ غاني مطلوب من نصف الدول العالم وعلى رأسها دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا كما أنه مدرج على قائمة الإرهاب في الأمم المتحدة، مبيناً أن تلك الدول لو تستطيع الوصول إليه لقضت عليه مثلما فعلت مع القيادات السابقة.
وأكد سلطان في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الجماعات الإرهابية في غرب أفريقيا وعلى رأسها تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين لا تأبه لمحكمة الجنايات الدولية أو للأمم المتحدة، مشيراً إلى أن القرار يفتقر لأي شكل من أشكال تنفيذه.
وأضاف الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، أن الجماعات الإرهابية زاد نفوذها في المرحلة الأخيرة في منطقة الغرب الأفريقي بعد الاضطرابات الأمنية المتمثلة في الانقلابات العسكرية، والاختلافات العرقية بين القبائل العربية والإفريقية الطارقية، والتعامل الخاطئ من بعض الأنظمة العسكرية الجديدة في إضافة المرتزقة إلى الجيوش الوطنية.
وبيّن سلطان، أن المرتزقة مثل مرتزقة فاغنر لا يلتزمون بقوانين أو بضوابط مما أدى للكثير من الجرائم والانتهاكات، والتي أدت إلى سخط من المجتمعات المحلية، استفادت منها بدورها الجماعات المتطرفة في الحشد والتجنيد، وتقديم نفسها كحامي للمجتمعات المحلية من هؤلاء المرتزقة.
وأوضح الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، أن اهتمام المجتمع الدولي بمدينة مثل تمبكتو أو غيرها من المدن التي وقعت ضحية للإرهاب جاء متأخراً خاصة بعد سنوات من قتال القوات الفرنسية في عملية برخان وبعدها سيرفال والآن يأتي القرار بعد انسحاب كل من القوات الفرنسية والأمريكية من المنطقة.
بينما كشف سلام الموجري مدير مركز الأمير سلطان الثقافي بالنيجر، أن تلك الجماعات الإرهابية لا تعرف دين ولا أخلاق، وهم يقومون بالسلب والنهب وترويع الآمنين.
وأكد مدير مركز الأمير سلطان الثقافي بالنيجر في تصريح خاص لوكالة فرات، أن تلك المجموعات الإرهابية تستعين بعصابات السلب والنهب وأحيانا تشترك معهم في الهجمات على المواطنين.
وأضاف الموجري، أن عناصر تلك الجماعات منبوذون لا يتعامل معهم أحد إلا تحت الإجبار والإكراه والخوف منهم.
وبيّن مدير مركز الأمير سلطان الثقافي بالنيجر، إن تلك الجماعات يقتلون الناس وهم في الأسواق وهم في المزارع وهم في الطرقات وهم في مساجدهم أثناء تأديتهم الصلوات.