في يوم المرأة المصرية.. إشادات بفلسفة المفكر عبدالله أوجلان

كان أوجلان سباقاً في فلسفته عندما تناول المرأة ودورها في المجتمعات، وحرص على تحريرها، الأمر الذي يلقى إشادات واسعة لدى الأصوات النسائية المصرية.

اليوم تحيي مصر يوم المرأة المصرية، الذي يوافق 16 مارس/آذار من كل عام، ويُقال إن الاحتفال به يأتي تخليداً لذكرى مشاركة المرأة بشجاعة وبسالة في ثورة 1919 ضد الاستعمار البريطاني، التي شهدت سقوط عدد من الشهيدات مثل حميدة خليل ونعيمة عبدالحميد، فضلاً عن أن هذا التاريخ أعلنت خلاله العديد من الإنجازات على صعيد العمل النسوي.

ولما قدم من دعم للمرأة وإيمان بمكانتها في فلسفته، فإن المفكر عبدالله أوجلان يكون موضعاً للإشادات من قبل بعض الأصوات النسوية المصرية في هذا اليوم، وسط دعوات لاستلهام أفكاره التي تصلح للتطبيق في كل المجتعات الشرق أوسطية مع مراعاة طبيعتها وخصوصيتها. 

فلسفة سباقة


تقول فاتن صبحي الكاتبة الصحفية المتخصصة في شؤون المرأة، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن هناك خطوات قطعت على صعيد تمكين المرأة المصرية، لكن الحقيقة إن هناك كثيراً من الإشكاليات التي لا تزال تواجهها، مضيفة أننا ونحن نحيي يوم المرأة المصرية فإننا نتذكر دائماً فلسفة المفكر عبدالله أوجلان التي قدمت نموذجاً ملهماً فيما يتعلق بالأفكار التي تعالج قضايا المرأة وأوضاعها.

وأضافت الكاتبة الصحفية المصرية أن أكثر ما تتوقف عنده دائماً في فلسفة أوجلان أنه ربط بين تحرير الشعوب والمجتمعات وتحرير المرأة، إذ اعتبر أن تحريرها يعني تحرير المجتمعات، بل اعتبر كذلك أن البداية دائماً تكون من عندها؛ فهي المحرك الرئيسي للنضال في مواجهة كافة أشكال الاستبداد، فهي ليست مجرد شريكة وإنما صاحبة دور حقيفي وفعال.

وتقول فاتن صبحي إن فلسفة أوجلان تعاملت بإجلال مع كيان المرأة؛ فرفض أن تكون مجرد شيء جميل من أجل المتعة والإنجاب، منتقداً بشدة هذا النوع من العلاقات المعيبة، وآمن بأن اختيار الرجل لامرأة من نفس الخلفية الفكرية والنضالية من شأنه خلق أسر ومجتمعات قويمة قادرة على النضال من أجل التحرر.

وفي ختام تصريحاتها، أكدت الكاتبة الصحفية المصرية أن فلسفة عبدالله أوجلان بشأن المرأة صالحة في كثير من جوانبها لمجتمعات الشرق الأوسط، وأفكاره يجب استلهامها في إيلاء المرأة المكانة التي تليق بها، والتي ترجمت في جانب منها بفكرة التشاركية التي نراها في كثير من المؤسسات والتنظيمات بإقليم شمال وشرق سوريا في إطار مفهوم الأمة الديمقراطية.

وقبل أيام بعث المفكر والمناضل الأممي عبدالله أوجلان رسالة إلى المرأة، بمناسبة اليوم العالمي لها في 8 مارس/آذار، حيث يرى مراقبون ومهتمون بحقوق المرأة أنها جاءت مشجعة وداعمة لها، وواصفة بدقة لواقعها ومؤكدة لمكانتها وقيمتها، في ترجمة لفلسفة "آبو" التي أولتها اهتماماً كبيراً.

حرية المرأة وحرية الشعوب

بدورها، تقول الدكتور سحر حسن أحمد المتخصصة في علم التاريخ، خلال اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن المرأة المصرية لعبت دوراً محورياً في كافة أشكال النضال الوطني على مر التاريخ، وكانت النساء جزءاً أساسياً من الحركة الوطنية لتحريرها من المستعمر والمحتل البريطاني؛ ما أدى إلى تعزيز مكانتهن في الحياة السياسة والاجتماعية.

وتضيف أنه بهذه المناسبة فإنها تتوقف عند فلسفة المفكر الأممي عبدالله أوجلان، ورؤيته وأفكاره بشأن المرأة ومكانتها، إذ أنه طرح رؤية متقدمة حول دور المرأة في المجتمع الكردستاني، واعتبر إن تحريرها شرط أساسي لتحرير المجتمع ككل، وحتى أنه ذكر في كتاباته أن تحرير المرأة يعني كردستان حرة، وكان يرى أن الأنظمة الذكورية والاستبدادية تعوق تطور المجتمعات.

وتوضح أن لهذا فإن المفكر عبدالله أوجلان ربط بين تحرر المرأة وتحرر الأمة، ولهذا أيضاً دعا إلى بناء مجتمع ديمقراطي يقوم على المساواة بين الجنسين والحياة التشاركية، وهذا من خلال تنظيمات المرأة في المجتمع، معربة عن قناعتها بأن أفكاره تصلح للحركات النسوية في المجتمعات التي تعاني بها المرأة من التمييز، لا سيما التمكين السياسي والاقتصادي.

وترى الدكتورة سحر حسن أحمد أنه يمكن أن يتم تبني مبدأ التنظيم الذاتي في المجتمعات التي لا تزال تعاني من هيمنة البنى الذكورية، كما أن فلسفته الداعية إلى التحرر من الهيمنة  الذكورية والأبوية والدينية على النساء تتماشى مع مطالب الحركات النسوية في مختلف الدول، مؤكدة أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن أفكار أوجلان يمكن الاستفادة منها بما يتوافق مع الواقع المحلي للمجتمعات.

وفي ختام تصريحاتها، تقول الدكتورة سحر حسن أحمد إن المرأة المصرية عندما خرجت في 16 مارس/آذار تنادي بتحرير بلادها من المستعمر، فإن ذلك يتقاطع مع الفكر الذي بنى عليه أوجلان أفكاره حول المرأة؛ إذ رأى أن المرأة تلعب دوراً مهماً بالتشارك مع الرجل، وأن الاثنين لهما دوراً مهماً في المجتمع.

وكان يوم 16 مارس/آذار شاهداً على عديد من الإنجازات لصالح المرأة، حيث أعلن عن تأسيس أول اتحاد نسائى فى مصر خلال نفس التاريخ عام 1923، ثم يأتي عام 1928 ومعه تدخل أول دفعة من الفتيات جامعة القاهرة، ولهذا خصص هذا اليوم كتكريم للمرأة المصرية وإيمان بدورها ومكانتها.