نساء كافة مكونات شمال وشرق سوريا تستقبلن معاً يوم 8 آذار

مع ثورة روج آفا ـ شمال وشرق سوريا، شعرت النساء الكرديات والأرمنيات والعربيات والآشوريات والتركمانيات أكثر بمعنى 8 آذار وتحتفلن به معاً.

على الرغم من الضغط والقمع، أسس الشعب الكردي في روج آفا (غرب كردستان)، نظامه الذاتي في 19 تموز 2012 بقواه الخاصة، وبدأوا بمرحلة جديدة لأجل نضال المرأة من خلال نشاطهم على أساس الإدارة الذاتية الديمقراطية، وفي هذا الإطار، أصبحت المرأة الكردية في المنطقة قيادية في النضال من أجل حرية الشعوب الأخرى.

يتم تزيين ساحات الثورة الآن بلون نضال المرأة في الثامن من آذار، إلى جانب التنظيمات العسكرية لوحدات حماية المرأة (YPJ) وقوى الأمن الداخلي للمرأة، التي تأسست ضد أنظمة السلطة، تستقبل النساء 8 آذار في ظل استقرار وسلام وحرية.

 

وتحدثت رئيسة اتحاد المرأة الأرمنية في شمال وشرق سوريا، آنيفيت قصابيان، لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن تنظيم النساء الأرمنيات في المنطقة، اللواتي يوصفن بـ "مخلفات السيف" على النحو التالي: "في عام 1915، عندما تعرض الشعب الأرمني للمجازر، انحلت المرأة الأرمينية بين الشعب الأخرى، وفقدت تاريخها، هويتها، ولونها، قبل الثورة كان هذا هو وضع المرأة الأرمنية في روج آفا، ومع الثورة إلى جانب المرأة الكردية والعربية أخذت مكانها في صفوفها، كما أن الثورة منحت فرصة للمرأة الأرمنية لاتخاذ مكانها في الإدارة الذاتية والمجالات العسكرية والسياسية وكل المجالات الحياتية، وفي خضم هذه الثورة التي تعرف بثورة المرأة، تطورت المرأة فكرياً وتنظيمياً في الجيش، السياسة، والإدارة وفي كل مجال، وقدمت المرأة الأرمنية نفسها بهذا التأثير في كل مرحلة من مراحل الثورة، كما اتخذت المرأة الكردية، العربية، والأرمنية مكانهن معاً في المجال العسكري، انضمت جميع النساء الأرمنيات إلى هذا النضال التنظيمي، وفي سياق نضالنا ضد العدو، نواصل بتضامن المرأة الكردية، العربية، السريانية نضالاً عظيماً ضد العنف الذكوري".

وذكرت آنيفيت قصابيان، أنهن ينظمن أنفسهن في وجه الإبادات الجماعية على الشعب الأرمني، وتابعت قائلةً: "لقد وصلنا إلى جميع النساء الأرمنيات في شمال وشرق سوريا، وفي سياق متصل يستمر نشاطنا لأجل الوصول إلى من لم نتمكن من الوصول إليهن، كما أننا نستمر في نشاطنا بلا انقطاع، للوصول إلى كل امرأة أرمنية في بلجيكا، فرنسا، وفي جميع أنحاء العالم".

يتم الاحتفال به في الساحات

وأشارت آنيفيت إلى أن الثامن من آذار هو اليوم العالمي للمرأة العاملة، ومع الثورة، أصبح مناسبة أكثر أهمية، وتم الاحتفال به بحماس ومعنويات عالية، وقالت: "في الواقع إننا احتفلنا بمناسبة 8 آذار مع انطلاق الثورة، إلى جانب المكونات الأخرى في المنطقة شعرنا بأهمية ومعنى اليوم العالمي للمرأة، تم إيقاظ المرأة من المعاناة والظلم الذي مارسها الذهنية الذكورية منذ 5 آلاف سنة، ولهذا السبب، أخذت المرأة مكانها في الثورة في إطار هذا الواقع".

وأوضحت آنيفيت أن الاستعدادات المشتركة للاحتفال بمناسبة 8 آذار قد تم إجراؤها، وفيما يتعلق بالمخطط، قالت: "بمناسبة اليوم العالمي للمرأة العاملة 8 آذار، وضعنا بعض الخطط على جدول أعمالنا، نحن كاتحاد المرأة الأرمنية سنعقد ندوات في كل مناطق شمال وشرق سوريا، ستقام 18 ندوة في مناطق قامشلو، الحسكة، دير الزور، والرقة، وبمشاركة المرأة الكردية، العربية، السريانية، سنعد مخطط الاحتفال بمناسبة الثامن من آذار".

بدأت المرأة الآشورية بتنظيم نفسها في عام 2012

بعد تشكيل مجلس الدفاع الآشوري في الأول من نيسان 2012، اتخذت المرأة مكانها في قوات المرأة في مجلس الدفاع الآشوري، المجلس الذي أسسه مجموعة من الشباب الآشوريين، كان هدفهم حماية أرضهم من الهجمات وبناء نظام لقوتهم المحلية، وتولت القوات المرأة الآشورية زمام المبادرة، وتم تنظيم التدريب التعليمي في أكاديمية الشهيد وديد يونان في 8 آذار 2020 ولا يزال نشطًاً، وفي هذا الإطار تم خلق الفرص للقيام بالكثير من النشاط والتدريب، وأبدت المرأة الآشورية اهتمامات جداً لهذا المركز، وقدم هذا المركز حتى الآن، تدريبات عسكرية وإيديولوجية وتطور كثيراً.

سنحتفل بالثامن من آذار مع كافة الشعوب

وتحدثت كاويترا شاميران سيمون المقاتلة في قوات المرأة ضمن مجلس دفاع خابور، ، عن تأثير ثورة روج آفا (غرب كردستان) على المرأة، وقالت: "اعتادت المرأة على المشاركة في الأعمال المنزلية، العائلية والزراعية فقط، كما تم تعريفهن على أنهن لا تستطعن التعبير عن رأيهن في أية قضية ولا تستطعن القيام بعمل ناجح، ومع ذلك، تغير هذا المفهوم مع بدء ثورة روج آفا، وحدث تغيرات عظيمة على وجه الخصوص بين النساء الآشوريات،  بحيث يمكن للمرأة الآشورية الآن أن تشارك في المجالس الآشورية وأن تعبر عن رأيها، عندما بدأت الثورة منذ عام 2012، منذ ذلك الحين، تشارك المرأة الآشورية في قوات المرأة التابعة لمجلس دفاع الخابور، ومنذ ذلك الحين، تشاركن في تدريب أيديولوجي وعسكري".

وذكرت المقاتلة كاويترا شاميران سيمون، أنهن قبل ثورة روج آفا، لم تكن تعرفن ما هو معنى الثامن من آذار، وقالت: "لم نحتفل بهذه المناسبة لأننا لم نكن نعرف معناها وأهميتها، وأدركنا في بداية الثورة، أن هناك يوم للمرأة في العالم بأسره، ويتم الاحتفال بها بطرق عديدة، وبدأنا مع المرأة من كافة الشعوب الأخرى  في شمال وشرق سوريا، الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للمرأة العاملة في الثامن من آذار".