ديروك جودي ممثلة فلسفة العصر وأخوة الشعوب

انضمت إلى صفوف نضال حركة الحرية منذ بداية تأسيسها وحتى اليوم مع فلسفة القائد آبو وعلى مبدأ أخوة الشعوب، العديد من الشباب من مختلف الأمم.

إن حياة كل بطل من أبطال النضال التحرري هي ملحمة تاريخية لا تنتهي ومع كتابة هذه الملاحم، لم تعد الكلمات والجمل كافية لوصف حياة هؤلاء الأبطال الشجعان، إن مسيرة وحياة كل مناضل أبوجي تشبه عظمة جبال زاغروس، أنَّ مقاتلي حرية كردستان يسيرون على خطى مظلوم وكمال وبيريتان وزيلان من أجل ضمان حياة حرة لشعبهم.

 هذه المسيرة التي لا رجعة فيها لتربية أطفال نار نوروز على الشعور بالانتقام، لقد أصبح المقاتلون الذين ساروا على هذا النهج بكل قوتهم وإرادتهم وشجاعتهم من أكثر الأبطال جدارة والذين قدموا حياتهم من أجل الحرية على طبق من ذهب، أحدى البطلات اللواتي اتجهنَ نحو هذا المسير والتي أصبحت قائدة لمقاتلي الحرية هي رفيقتنا ديروك جودي.

فتحت سولين باشتورك عينيها على العالم في كنف عائلة "المحلمية" في بلدة تل حميس، نشأت الفتاة الصغيرة في قامشلو في بيئة كردية وطنية و عندما وصلت سولين إلى مرحلة الشبيبة (مرحلة العنفوان) بدأت الثورة في روج آفا، أي إنها تشهد ثورة روج آفا بأم عينيها، إن حملة التحرير والحرب ضد داعش وخاصة تحرير الشعب العربي من براثن داعش كان لها أثر كبير على رفيقتنا  وتأثرت بشكل خاص وضع المرأة الكردية وجميع النساء اللاتي يناضلن بروح عظيمة ضد العقلية الأبوية وبالطبع فإنَّ البيئة التي نشأت فيها كانت لها أيضا تأثير إيجابي وبعد أن شهدت كل هذا بأعينها الجميلة، قررت أن تكون جزءا من هذا النضال، ونتيجة إخلاصها لقرارها اتجهت بالفعل صوب الجبال الحرة عام2017م.

ديروك تصبح قوة للجبال

الخطوات الأولى والمشاعر الأولى التي رآها الثوار الأوائل، خلقت إنبعاثاً جديداً في روح المرأة و مع هذا النهضة الجديدة، اطلقت على نفسها اسم  ديروك جودي، وهذه المناضلة التي تشارك في النضال التحرري هي من المكون العربي ولهذا تتمنى أن تكون  لها تاريخ شامل ومليء من المقاومة والنضال في هذا النضال التحرري كما مثل اسمها.

وتتحدث ديروك الشابة عن خطواتها الأولى إلى الجبال الحرة وهي بين مقاتلي الكريلا: "أعتبرت الانضمام إلى الجبال والقدوم إليها بمثابة فرصة كبيرة بالنسبة لي و خصوصا كامرأة، فإن مجيئي إلى الجبال وأخذ مكانتي في هذا النضال منحتني حماسا كبيرا، إن معرفة حقيقتي كامرأة في هذه الجبال هي مباركة بالنسبة لي، لقد زرعت هذه الأشياء إيمانا في نفسي ولقد أتاحت لي تحديات الجبل أن أستخرج قوتي بشكل أفضل وأن أحب الحياة أكثر."

أحبت ديروك الجبلية الحياة في جبال الحرية لدرجة أنها مستعدة للتضحية بحياتها في سبيل ذلك وبعد خضوعها للتدريب اتجهت إلى الساحات لتطبق ما تعلمته عملياً وباعتبارها مقاتلة أممية، فقد كانت فرصة عظيمة لها أن تذهب إلى ساحات الممارسة العملية في فترة قصيرة من الزمن و كما أنها تقييم هذه الفرصة وخلال فترة قصيرة حققت تقدما كبيرا في شخصيتها وبالأخص، في الممارسة الأولية، شاركت في كتيبة خاصة من مقاتلي وحدات المرأة الحرة YJA Star، وأصبحت ذلك أساسا لنضال حقيقي في خط المرأة الحرة ولهذا تعبر ديروك عن مشاعرها وآرائها بقولها: "أول شيء تأثرت به في هذا النضال هو نهج رفيقاتي وأنَّ تجمع كل رفيقة من مدينة أو بلد و من قوميات مختلفة في مكان واحد للقيام بالنضال من أجل حرية المرأة خلق ذلك رغبة كبيرة في داخلي.

مهما واجهت من صعوبات فإنَّ أول من يفتحون أيديهم لك ويساعدونك هم رفاقك خاصة بالنسبة للمرأة التي تتم تكليفها فقط بالأعمال المنزلية، فإنَّ كونها مقاتلة في هذه الجبال وتغطي بدنها بالأسلحة والذخيرة خلقت توقعات كبيرة بداخلي وهذه كلها سمحت لي باتخاذ المزيد من الخطوات للأمام والنضال وإحراز تقدمٍ كبيرٍ في شخصيتي".

بعد أن أكملت تدريبها الأول في الممارسة العملية انضمت إلى أكاديمية التخصص العسكري لتصبح مقاتلة محترفة وشجاعة ضمن وحدات المرأة الحرة وعلى هذا الأساس طورت نفسها في مجال الاختصاص العسكري وأصبحت محترفة وماهرة في مجال الأسلحة و تكتيكات حرب الكريلا وكانت إبراز قوة المرأة المحاربة وخضوعها لنضال لا هوادة فيه أحد أبعاد حياتها و أكملت تدريبها بنجاح وعادت إلى الممارسة مع الكثير من المعلومات والبيانات.

رمز الوحدة وأخوة الشعوب

هذه المرة ستمضي ديروك حياتها ونضالها بملحمة عظيمة في تاريخ أبطال حركة الحرية وكانت منطقة خاكورك تنتظر المقاتلة الشابة والمناضلة والحيوية والشجاعة وذوي شخصية مفعمة بروح المناضلة الفدائية الأبوجية ولا تقبل المقاتلة في صفوف وحدات المرأة الحرة لمنطقة خاكورك أن تنتظروها طويلاً ولذلك انتقلت إلى هناك في أسرع وقت.

وكثورية عظيمة ومناضلة أبوجية في خط المرأة الحرة دون أيّة تردد وتناضل بكل قوتها وتقضي كل لحظة من حياتها الثورية على درب بيريتان وزيلان كقائدة عصرية وهو معروف أيضا هنا بروحها الرفاقية الصادقة وتواضعها وذكائها وفي مواجهة كل الظروف الصعبة تقف مثل الجبال الشامخة وبما أنها اعتنقت أفكار القائد آبو فلن تكون هناك أي عوائق أمام مسيرتها وأصبحت القوة الأبوجية والرد الأقوى على المحتل في ساحات القتال، وأصبحت المناضلة ديروك جودي تمتلك شخصية فدائية مثل عظمة جبل جودي وانضمت رفيقة دربنا ديروك إلى قافلة الشهداء في تموز 2024 وأصبحت بطلة مناضلة فدائية لا مثيل له ، لقد اتبعت حلمها وجعلت اسمها تاريخاً في كتاب الأبطال المخلصين، لقد ضحت بنفسها بقدر ما أحبت الحياة وأصبحت مثل العديد من رفاقها الأمميين، رمزاً لأخوة الشعوب والفداء للوطن.