كولن تستعد لاستقبال مناصري حرية أوجلان

تحت شعار "الحرية الجسدية للقائد آبو"، تستعد مدينة كولن الألمانية إلى استقبال أنصار حرية المفكر عبد الله أوجلان من مختلف الدول الأوروبية، في مسيرة تؤكد حضور قضيته العادلة.

وقد دعا إلى المسيرة عدد من المؤسسات الكردستانية الناشطة في ألمانيا وأوروبا، وتنطلق السبت 16 نوفمبر/تشرين الثاني في إطار المرحلة الثانية من حملة "الحرية لعبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية"، كرسالة تعكس وحدة الشعوب الكردية والشعوب التواقة للحرية لضمان الحرية الجسدية للقائد آبو وإطلاق سراحه.

وأسر المفكر عبد الله أوجلان في إطار مؤامرة دولية حيث لايزال في السجن بجزيرة إمرالي التركية لنحو 26 عاماً، خضع فيها لعزلة ظالمة فرضها عليه النظام الديكتاتوري، لدرجة أنه في آخر 44 شهراً لم يسمح له إلا بلقاء مع ابن شقيقه النائب عمر أوجلان قبل نحو 3 أسابيع، ثم فرضت عليه لاحقاً عقوبة انضباطية جديدة ظالمة بحرمانه من الزيارات.

الاستعدادات والأهداف

يقول أحمد حبش أحد منظمي المسيرة والرئيس المشترك لاتحاد الجمعيات الكردستانية في ولاية نورث راين – ويستفاليا، في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن الاستعدادات انتهت من النواحي القانونية والتكتيكية والعملية، حتى أن الصور والرموز التي سيتم رفعها أصبحت جاهزة، مضيفاً: "ننتظر نهار السبت وصول الجالية الكردية من كافة الدول الأوروبية إلى ساحة المسيرة، فكل التحضيرات تمت على قدم وساق وانتهت".

وعن الجهات القائمة على هذه المسيرة، أوضح حبش أنه يقودها مؤتمر المجتمع الكردستاني في أوروبا، ومن بعده اتحاد الجمعيات الكردستانية في ألمانيا، لافتاً إلى أنه بالنسبة له كاتحاد الجمعيات الكردستانية في شمال الراين بما أنه كاتحاد مسؤول عن كولن، فإن عملية تيسير الحركة والقدوم يتم تنسيقها من قبل الجهات الثلاثة.

وعدد الناشط والسياسي الكردي أهداف تلك المسيرة، التي يأتي في مقدمتها تسليط الضوء على القضية العادلة للمفكر عبد الله أوجلان الذي يقبع في السجن منذ 26 عاماً نتيجة مؤامرة دولية، وفي آخر 44 شهراً لم يكن هناك أي اتصال له بمحاميه أو أحد من أقاربه إلا يوم 22 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مؤكداً أن الجالية الكردية ترى أن هذا ليس كافياً، بل يجب تحريره شخصياً وليس مجرد إنهاء عزلته.

وذكر أن المسيرة هدفها إجبار الرأي العالم العالمي والأوروبي على اتخاذ إجراءات ملموسة من أجل حرية القائد آبو، وإجبار الدولة التركية على حل سلمي للقضية الكردية، إلى جانب إنهاء عزلة أوجلان وإتاحة اللقاءات به سواء مع ذويه أو محاميه أو أصدقائه، بهدف ترسيخ الديمقراطية في تركيا وإنهاء الحكم الديكتاتوري.

واكتسبت الدعوة إلى مسيرة كولن تضامناً واسعاً لا سيما في الأوساط السياسية الكردية بأوروبا، في إطار النضال من أجل لجم جماح الديكتاتورية التركية التي تهدد حق الشعب الكردي ككل في الحياة، وليس أدل على ذلك من العمليات والهجمات العسكرية التي لا تتوقف سواء في شمالي سوريا أو العراق، فضلاً عن حملة القمع شديدة العنف بحق الكرد داخل الحدود التركية.

قضية إنسانية

بدورها، تقول بروين يوسف الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري إن أوجلان شخصية عالمية، فله فلسفته وإسهاماته الفكرية التي تساعد في حل كثير من الأزمات بالشرق الأوسط، وبالتالي فإننا "استشعرنا أن هذا واجب وطني وإنساني أن نهب لدعمه ومساندته ضد هذا الظلم الذي يتعرض له" هذا القائد والمفكر الكبير.

ودعت بروين يوسف، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، الجاليات الكردية والتركية في مختلف الدول الأوروبية، وكذلك كل من يؤمنون بالحرية والقيم الإنسانية أن يأتوا إلى كولن للمشاركة في هذه المسيرة، من أجل كسر حالة الصمت الدولي تجاه ما يجري بحق القائد أوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي التركية.

وانتقدت بروين يوسف موقف بعض المنظمات الدولية وصمتها حيال وضعية القائد أوجلان، قائلة إنه للأسف فإن بعض المنظمات الحقوقية تُسيّس وتعمل لحساب المصالح مع النظام التركي، ولهذا تتغاضى عما يطال القائد آبو، ولهذا أيضاً فإن استمراره في السجن مؤامرة ليس عليه فقط، بل على كل الشعب الكردي، مشددة على أن "حل قضيته حل للقضية الكردية".

التفاف حول القائد

وفي اللقاء الذي جمعه بنجل شقيقه مؤخراً، أكد القائد عبد الله أوجلان قدرته النظرية والعملية على تحويل الصراع والعنف إلى أرضية سياسية وقانونية، حسب ما نقل النائب عمر أوجلان، وهي الرسالة التي اكتسبت دعماً واسعاً واعتبرت بمثابة إلقاء للكرة في ملعب النظام التركي، الذي خرجت دعوات عدة تطالبه بالتفاعل الإيجابي مع تلك المبادرة.

في هذا السياق، يقول الدكتور إبراهيم مسلم ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي باليونان في تصريحات عبر الهاتف لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إننا أمام مسيرة مهمة في هذه المرحلة، كونها تؤكد التفاف الشعب الكردي حول القائد أوجلان، وأنه في حال بدأ عملية السلام، فإن الكرد يوافقون على السياسة التي سيختارها.

وأضاف أنها مسيرة مهمة لتبين وحدة الشعب الكردي والرؤية الكردية للحل مع الدولة التركية، فتؤكد أن الشعب موحد حول القائد والحزب وقوات الكريلا، وبالتالي كل هذا يؤكد قوة الشعب الكردي، كما أن المسيرة تشكل ضغطاً أكبر على النظام التركي من أجل رفع العزلة عن القائد أوجلان وإطلاق سراحه.

وقبل أكثر من 25 عاماً، حكم على أوجلان بالسجن المؤبد بعد أسره في إطار مؤامرة دولية، وفرضت عليه عزلة مجحفة حرمته من أبسط حقوقه كإنسان وكمعتقل سياسي، وبعد مرور كل هذه الفترة فإنه يحق له الخروج من سجنه وفق القوانين والقرارات الدولية المتمثلة بحق الأمل، إلا أنه على النقيض من ذلك يرفض نظام الديكتاتورية التركية تطبيق هذا الحق، لكن ما يثير علامات الاستفهام أكثر موقف المنظمات الحقوقية الدولية التي تتجاهل إثارة هذه المسألة.