تركيا تواصل زعزعة استقرار أفريقيا عبر المرتزقة.. وسياسيون: أطماعها واضحة
لا يكف نظام دولة الاحتلال التركي عن ألاعيبه لا سيما في أفريقيا، وأينما رست أطماعه فتح الطريق إلى المرتزقة الذين وصلت أقدامهم إلى النيجر.
لا يكف نظام دولة الاحتلال التركي عن ألاعيبه لا سيما في أفريقيا، وأينما رست أطماعه فتح الطريق إلى المرتزقة الذين وصلت أقدامهم إلى النيجر.
كشفت تقارير غربية على مدار الأيام الماضية عن قيام تركيا بعمليات واسعة لنقل مرتزقة لا سيما من الجنسية السورية إلى الأراضي الليبية ومن ثم نقلهم إلى دولة تشاد للقتال هناك أو لحماية مصالح تركية، والمفارقة التي كشفت عنها شبكة "بي بي سي" أن بعض هؤلاء يعملون تحت قيادة روسية في منطقة مالي والنيجر وتشاد، برواتب تصل إلى 1500 دولار أمريكي، في علامة على التنسيق الكبير بين موسكو وأنقرة.
وليس بجديد على نظام دولة الاحتلال التركي أن يرسل مرتزقة إلى مناطق خارج الأراضي التركية، فقد وثقت تقارير عدة وصول هؤلاء إلى ليبيا وتوجيه بعضهم إلى ناجورنو كاراباخ للقتال إلى جانب القوات الأذربيجانية حليفة أنقرة ضد القوات الأرمينية، في ممارسة أثارت انتقادات عديدة لا سيما أنها تحولت إلى قوة هدم وتدمير.
احتلال وسلب للثروات
في هذا السياق، يقول الأكاديمي الليبي الدكتور حسين الشارف، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن الاحتلال التركي على سبيل المثال لليبيا، يقوم بكل ما يقوم به ويدعي أن هذا من أجل الاستقرار رغم أن كله أكاذيب وتلاعب بالعقول وهو أمر معتاد من النظام التركي، لأن هذا الوجود أبداً لم يكن عاملاً للاستقرار بل عاملاً للهدم والتخريب والإرهاب والاستقطاب والتقسيم وسلب الثروات.
وأضاف "الشارف" أن الاحتلال التركي لعب دوراً رئيسياً في محاولات تقسيم البلاد بين الشرق والغرب عبر دعم مليشيات معروفة بأجندتها الإرهابية التي أرادت اختطاف البلاد، وفي سبيل دعم هذه التنظيمات الإرهابية جلب أردوغان المرتزقة السوريين والتركمان وغيرهم إلى ليبيا كما فعل في مناطق أخرى مثل سوريا، فكيف يمكن أن يكون وجود هؤلاء عامل استقرار، ومنذ متى وكان الإرهاب والمليشيات عوامل استقرار لأي دولة.
وقال الأكاديمي الليبي إن الأمر لم يقتصر على ذلك، بل كان هدف دولة الاحتلال التركي سلب ثروات الليبيين والهيمنة على اقتصادهم، وقد رأينا الاتفاقية المشبوهة التي أبرمت من قبل مع حكومة فايز السراج بشأن المياه الإقليمية الليبية والتي كان الهدف منها سلب مقدرات الشعب الليبي وثرواته الطبيعية في اتفاق غير شرعي مشبوه رفضه كل الليبيين الشرفاء فيما تمسك به عملاء أنقرة من الإخوان والجماعة المقاتلة وحكومة المليشيات.
وشدد "الشارف" على أن تركيا أو أردوغان تعامل مع ليبيا على مدار الفترة الماضية باعتبارها ولاية عثمانية كما فعل مع سوريا وكما تعامل مع غيرهما من الدول العربية، فهو رجل لديه وهم الإمبراطورية العثمانية ويعتبر كل وطننا العربي ملكاً له، مبدياً استغرابه أنه بعد كل ما تعاني منه ليبيا على مدار قرابة عقد ونصف من الزمان بفعل التدخلات التركية ثم يأتي مسؤول ويقول إن هذا الوجود كان عامل استقرار.
واعتبر الأكاديمي الليبي أن تركيا تقوم بمحاولات لتزييف الحقائق والاستخفاف بالعقول، مؤكداً أن الاحتلال التركي هو السبب الرئيسي في بقاء ليبيا على حالتها، فلا توجد مؤسسات سياسية وتحكم المليشيات قبضتها على مناطق واسعة، ولعب أردوغان دوراً رئيسياً في دعم التنظيمات الإرهابية وعمل على إحباط مقاومتها لتبقى ليبيا رهينة له ولأطماعه، بل ولجعلها رأس حربة لمواصلة أطماعه ولهذا نرى استخدامه بلادنا محطة لنقل مرتزقته إلى أفريقيا.
وفي يوليو/تموز 2023، أطاح انقلاب عسكري بالرئيس المنتخب في النيجر محمد بازوم، مما أدى إلى تغيير كبير في التحالفات في غرب أفريقيا بعد الاستيلاء على السلطة، حيث طالب القادة العسكريون برحيل القوات الفرنسية وألغوا الاتفاقيات العسكرية مع فرنسا والولايات المتحدة، وبحثوا عن شراكات مع قوى جديدة في مقدمتهم روسيا وتركيا.
تفاهمات تركيا وروسيا
يقول الدكتور نبيل رشوان، الخبير في الشأن الروسي، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن تركيا وروسيا لديهما كثير من المصالح المشتركة والتفاهمات، وقد وضحت في سوريا مثلاً في التفاهم على إقامة منطقة عازلة بطول الحدود السورية التركية، كما أن الأترك يوفرون في المقابل الحماية لمناطق غرب سوريا حيث توجد القواعد العسكرية الروسية.
وأضاف أن روسيا كل ما يعنيها مصالحها فقط لا غير، فقد تحققت مصالحها في سوريا مع تركيا، حيث منعت الأخيرة أياً من الجماعات والتنظيمات الموالية لها من أي هجوم يطال القواعد الروسية، وقد انتقلت فكرة التفاهمات هذه من سوريا إلى ليبيا التي يوجد بها الأتراك والروس كذلك.
وأوضح "رشوان" أن تركيا وروسيا لديهما مصالح كثيرة في ليبيا، ولهذا نقلت أنقرة مرتزقة سوريين إلى الأراضي الليبية، وفي الفترة الأخيرة مع الدخول في تفاهمات تتعلق بإعادة الإعمار فإن موسكو تتفاهم مع أنقرة حتى يكون للأولى نصيباً من عوائد إعادة الإعمار، معتبراً أنه يمكن أن يكون هناك تفاهمات بينهما في مناطق أخرى، لكنه استبعد فكرة جلب تركيا مرتزقة إلى أفريقيا للعمل تحت راية روسية.