صفعة جديدة لإثيوبيا في القرن الأفريقي.. ماذا بعد فشل أنقرة في الوساطة بين أديس أبابا ومقديشو
أخفقت إثيوبيا للمرة الثانية في القرن الأفريقي عندما تحققت في الوساطة بين إثيوبيا والصومال في إنهاء التصعيد بينهما وتسوية الخلافات المختلفة.
أخفقت إثيوبيا للمرة الثانية في القرن الأفريقي عندما تحققت في الوساطة بين إثيوبيا والصومال في إنهاء التصعيد بينهما وتسوية الخلافات المختلفة.
أعلنت أنقرة عن فشل جولة المباحثات بين وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الخارجية الإثيوبي تايي أتسكي سيلاسي ووزير الخارجية والتعاون الدولي الصومالي أحمد معلم فقي، التي استضافتها تركيا بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، لتعد ثاني جولة من المفاوضات التي تفشل فيها تركيا في حل الخلافات بين مقديشو وأديس أبابا مما يهدد بتضاؤل نفوذها في كلا الدولتين.
وكان الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود قد هاجم إثيوبيا متهماً إياها بـ "المساس بسيادة بلاده".
ويقول مصطفى حبشي الناشط السياسي في تجراي، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن المفاوضات بين الصومال وإثيوبيا فشلت نتيجة لموقف أبي أحمد المناهض لمقديشو خاصة فيما يتعلق بصوماليلاند حيث عينت إثيوبيا سفيراً لها في صوماليلاند وهذا تسبب في انهيار المفاوضات بين الجانبين، كما تتهم إثيوبيا الصومال بأنها استقدمت قوات حفظ السلام المصرية من أجل الإضرار بأمنها القومي وأنها قاعدة متقدمة للقوات المصرية لاستهدافها.
وأضاف أن سيناريو التصعيد العسكري بين البلدين هو الأقرب خاصة بعد التراشق الإعلامي بين البلدين والقطيعة الدبلوماسية، وفشل محاولات الحوار بينهما.
بينما يقول خالد محمد، الكاتب الصوماليلاندي المتخصص في شؤون القرن الأفريقي، في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF) إن جولتي المفاوضات بين أديس أبابا ومقديشو فشلتا، مبيناً أن أهم أسباب الفشل هو تمسُك إثيوبيا بالاتفاقية البحرية مع صوماليلاند، لأن إثيوبيا تعتبر هذه الاتفاقية استراتيجية ومهمة جداً لمستقبلها.
وأضاف أن إثيوبيا تعرضت لضغوط من أمريكا وأوروبا وجامعة الدول العربية من أجل التراجع عن الاتفاقية، ولكنها رفضت الرضوخ لهذه الضغوط، وقريباً سيتم التوقيع على النسخة الرسمية من الاتفاقية في أديس أبابا.
تضاؤل النفوذ التركي في القرن الأفريقي
وينذر فشل الدور التركي في التقارب بين مقديشو أديس أبابا بفقدان تركيا دورها كلاعب أساسي في القرن الأفريقي، خاصة مع موجات استياء من مكونات داخل المنطقة مثل التيغراي والأورومو وبني شنقول والتي تعتبر أنقرة شريك أساسي في عمليات الإبادة الجماعية التي تمت ضدها خلال الحرب الأخيرة، أو دخول لاعبين جدد مثل التعاون العسكري المصري الصومالي الأخير أو الاستثمارات الإماراتية في أديس أبابا وولايتي بونتلاند وجوبالاند الصوماليتين.
وحول تلك النقطة، قال حبشي إن تركيا قامت بعملية الوساطة الأخيرة نتيجة لمصالحها في كل من إثيوبيا حيث المصالح التجارية وبيع الأسلحة، وفي الصومال حيث القواعد والنفوذ العسكري، ولكنها رغم ذلك فشلت في التوفيق بين مقديشو وأديس أبابا.
وأكد الناشط من تجراي في ختام تصريحاته لوكالة فرات للأنباء(ANF)، أن إثيوبيا بدأت تفقد نفوذها في القرن الأفريقي شيئاً فشيئاً على الأقل في الصومال التي ترى أن التحركات الإثيوبية في صوماليلاند هي نقص من سيادتها وعدم الاعتراف بها، مشيراً إلى أن إثيوبيا عرضت على حكومة تجراي في الأيام الأخيرة أن تعيد ترميم مسجد النجاشي رغم أن طائراتها هي من قصفت المسجد في محاولة لترميم صورتها أمام مسلمي إثيوبيا.