تتعرض قرى برج القاص وذوق الكبير وكلوتيه وباشمر وصوغانكه وزرناعيت ومياسه التابعة لناحية شيراوا والتي تبعد عن قواعد جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، مسافة 2 كم فقط، لقصف دائم، ومن جهة أخرى تفرض ميليشيات حكومة دمشق في قريتي نبل والزهراء حصاراً على هذه القرى.
أثناء تجولنا في برج القاص، القرية التي يستهدفها جيش الاحتلال التركي بشكلٍ دائم، وملامح الخوف واضحة على وجه سكانها، خاصة الأطفال، الذين يلتزمون منازلهم بشكل شبه دائم، رأينا روح المقاومة والنضال لدى الأهالي للحفاظ على قريتهم والتصدي لكافة الهجمات والسياسات الساعية إلى إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين.
ولمعرفة أوضاع أهالي القرية، التقينا بالمواطنة فاطمة محمد، والتي تحدثت في البداية عن القصف التركي العشوائي على القرية قائلة "لا نستطيع الخروج من منازلنا بسبب القصف التركي العشوائي المستمر، أطفالنا يعيشون حالة من الرعب والأوضاع صعبة جداً".
وأشارت فاطمة محمد إلى أن القصف التركي يستهدف الأرضي الزراعية، وقالت: "قبل عدة أيام، أضرم مرتزقة الاحتلال التركي النيران بالأراضي الزراعية للمواطنين، لقد وصل الأمر بهم إلى استهداف لقمة عيش المواطنين".
ووصفت المواطنة فاطمة محمد تدهور الحالة المعيشية لسكان قرية برج القاص بسبب الحصار المفروض من قبل مرتزقة حكومة دمشق في قريتي نبل والزهراء، لمنع وصل المستلزمات اليومية والمواد الأولية كالمازوت والغاز، والارتفاع الهائل للأسعار بـ "كارثة إنسانية وأزمة اقتصادية كبيرة"، مشيرة إلى أملها بالعودة إلى موطنها عفرين وخروج جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من مدينتها.
ومن جانبها، أكدت المواطنة نزيهة حمو أنهم محاصرون من جميع النواحي، وقالت: "تتمركز قواعد جيش الاحتلال التركي التي تقصفنا بشكل عشوائي، على أطراف القرية، ومن ناحية أخرى، يُفرض علينا حصار من قبل النبل والزهراء، وهذا يزيد من معاناتنا بشكل كبير".
ومثل حال الكثيرين من الذين كانوا من أصحاب الأملاك في مدينة عفرين المحتلة، وباتوا الآن لا يملكون حتى حق الطعام، تقول المواطنة حسنة من أهالي قرية كيمار في عفرين المحتلة: "كان لدينا كثير من أشجار الفاكهة، مثل التين والجوز وغيرها والآن لا أستطيع حتى أن أذهب وانظر إلى قريتي التي ابعد عنها مسافة 2 كم فقط"، وحول الحصار التي تفرضه حكومة دمشق على قرية برج القاص، تضيف: "إننا محاصرون من كافة النواحي، الطريق الوحيد الذي يعبر إلى قرية برج القاص بشكل أمن هو من قريتي النبل والزهراء، ولكن يُمنع دخول المواد إلى القرية من هناك ايضاً".