بمشاركة جمعيات إخوانية بدول عربية.. كواليس المستوطنات التركية في عفرين
تعددت المستوطنات التي أنشأتها السلطات التركية بمساعدة عدد كبير من الجمعيات الإخوانية في العالم العربي لتغيير التركيبة الديمغرافية لعفرين.
تعددت المستوطنات التي أنشأتها السلطات التركية بمساعدة عدد كبير من الجمعيات الإخوانية في العالم العربي لتغيير التركيبة الديمغرافية لعفرين.
لا يتوانى الاحتلال التركي على تغيير التركيبة الجغرافية لسكان عفرين، من أجل محو هويتها الكردية، وذلك بإنشاء عشرات المستوطنات للمستوطنين المجلوبين من مختلف أنحاء سوريا، بمساعدة جمعيات إخوانية من عدد من الدول العربية وتحت إشراف تركي، حتى بلغت ٣٨ مستوطنة.
كشف إبراهيم شيخو، رئيس منظمة حقوق الإنسان في عفرين، أنه بات لا يخفى على أحد بأن أحد أهم الأهداف الرئيسية للاحتلال التركي في غزوها وعدوانها على منطقة عفرين، كان إجراء تغيير شامل في بنيتها الديمغرافية والسكانية والقضاء على الهوية والوجود الكردي فيها، وهذا ما صرح عنه مراراً وتكراراً المسؤولين في دولة الاحتلال وعلى رأسهم أردوغان في أكثر من مناسبة.
وأكد شيخو في تصريح خاص لوكالة فرات، أن تركيا حاولت وبكل الوسائل وعن طريق مرتزقتها المأجورين من الفصائل السورية الإرهابية تحقيق هذا الهدف من خلال تهجير مئات الآلاف من الكرد تحت وابل من قذائف مدافعها وصواريخ طائراتها، ومن ثم الإتيان بمئات الآلاف من المستوطنين العرب والتركمان من مختلف المناطق السورية وتوطينهم في منازل وبيوت الكرد المهجرين.
وأضاف رئيس منظمة حقوق الإنسان في عفرين، أنه نتيجة لهذا الوضع قام الاحتلال التركي بالسماح ببناء وإنشاء العشرات من المستوطنات النموذجية لهم على كامل تراب قرى ونواحي عفرين، لتصل معها نسبة التغيير الديمغرافي السكاني إلى ما يقارب من 80%.
وبيّن شيخو، أن ناحية بلبل والقرى التابعة لها، كان لها نصيب الأسد في التغيير الديمغرافي الذي حدث في منطقة عفرين، حيث وصلت النسبة فيها إلى ما يقارب من 90%، بعد أن كانت ناحية بلبل وقراها ناحية ذات صبغة كردية صرفه، لخلوها من أي عنصر عربي أو تركماني.
وأوضح رئيس منظمة حقوق الإنسان في عفرين، عن وجود جمعيات إخوانية من عرب 48 في الداخل الفلسطيني وجمعيات كويتية وسعودية وقطرية قامت بتمويل إنشاء مستوطنات في عفرين للمستوطنين الوافدين من مناطق أخرى في سوريا.
وأعطى شيخو مثل لعمل الجمعيات الفلسطينية، وهو مجمع "بسمة" جنوبي قرية "شاديره"- شيروا، التي افتتحت على مرحلتين، الأولى بتاريخ 4/10/2021م بـ 96 شقة سكنية، والثانية في 22/3/2022م بـ 125 شقة سكنية، ولازال قيد التوسيع، من قبل "جمعية الأيادي البيضاء – تركيا" وبتمويل من "جمعية العيش بكرامة – فلسطين 48"؛ على اسم "بسمة" المجلس المحلي لثلاث قرى (معاوية، عين السهلة، برطعة) في منطقة حيفا.
كما أشار رئيس منظمة حقوق الإنسان في عفرين، وجود تمويل من دول خليجية، مثل ما حدث في صيف 2023، عندما أنهت منظمة آفاد (هيئة الكوارث والطوارئ التركية) تنفيذ مشروع "قرية الخزامى" بالقرب من قرية "غزاوية"- شيروا، المؤلفة من 1500 وحدة سكنية، أو كرفانة بتمديدات كهربائية وشبكة مياه الشرب، ومدرسة ومسجد ومستوصف ومرافق اجتماعية وطرقات وإنارة شوارع، وذلك بتمويل من "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في المملكة العربية السعودية".
بينما كشف صلاح الدين حنان، عضو مجموعة العمل من أجل عفرين، أن هناك فارق بين المستوطنات التي أنشأتها تركيا في عفرين، ومساكن الإيواء المؤقت للاجئين التي نصت عليها الأمم المتحدة.
وأكد حنان في تصريح خاص لوكالة فرات، أن المستوطنات التركية في عفرين لها العديد من الأغراض بالإضافة إلى غرضها الأساسي وهو عملية التغيير الديمغرافي لعفرين، وخاصة جبل ليلون الذي يتعرض لعملية إنشاء مستوطنات ممنهجة.
وأضاف حنان، أن جبل ليلون هو جبل أثري وأصبح عنده خطوط التماس مع الحكومة السورية ونقاط المراقبة الروسية، ولذلك قامت تركيا وجمعية الأيادي البيضاء الإخوانية بتكثيف البناء على سفح الجبل من أجل إنشاء مدينة كبيرة من المستوطنين تعزل عفرين عن عمقها السوري.