"لن نقبل العبودية ولن نقبل قتلة النساء في سوريا الجديدة"

شهدت مدينتا قامشلو والرقة، احتجاجات للنساء ضد مشاركة قتلة النساء، لا سيما مرتكبي جريمة اغتيال هفرين خلف في سلطة دمشق، وقلن: "العدالة يجب أن تكون الركيزة الأساسية لأي حل سياسي أو اجتماعي في سوريا"، مؤكدات على عدم قبولهن قتلة النساء في سوريا الجديدة.

بتنظيم مؤتمر ستار، خرجت النساء في مسيرة حاشدة بمدينة قامشلو، للاحتجاج ضد مشاركة مرتزقة الاحتلال التركي في سلطة دمشق، وللتنديد بحضور المرتزق حاتم أبو شقرا مرتكب جريمة اغتيال الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل الشهيدة هفرين خلف، مؤتمراً عقد في دمشق، الأربعاء (29 كانون الثاني الجاري).

وحملت النساء صور الشهيدة هفرين خلف، التي تعرضت للاغتيال مع سائقها فرهاد رمضان على الطريق الدولي M4 من قبل مرتزقة الاحتلال التركي بقيادة متزعم "أحرار الشرقية" حاتم أبو شقرا، في 12 تشرين الأول إبان الهجوم الاحتلالي التركي على سري كانيه وتل أبيض/كري سبي عام 2019.

ورفعت المشاركات يافطات كتب عليها "قتلة النساء لا مكان لهم في سوريا الديمقراطية، قتلة النساء لا يمثلوننا، لا لقتل المرأة"، وهتفن بـ "لا لقتلة النساء في سوريا"، "تحيا مقاومة وحدات حماية المرأة"، "المقاومة حياة، المرأة، الحياة، الحرية".

بعد الوقوف دقيقة صمت، قالت سعاد مصطفى والدة الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل، الشهيدة هفرين خلف: "كيف لقاتل أن يشارك في سلطة دمشق، لن نقبل لقاتل دنّس أراضي سوريا أن يشارك في السلطة الجديدة".

وأضافت سعاد مصطفى: "هذا القاتل نصب كميناً لابنتي، وأقدم على قتلها بطريقة وحشية، لكي يبثوا الخوف في قلوب النساء الرياديات"، مؤكدة أن هذه الجرائم والممارسات لم تثنِ النساء عن خوض نضالهن"، وتابعت قائلةً: "فالنساء الكرديات والعربيات والسريانيات يقلن ها نحن هنا نحن كلنا هفرين، لن نقبل العبودية لن نقبل قتلة النساء في سوريا".

وتساءلت سعاد حول كيفية نصب الجولاني نفسه رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا، دون العودة إلى الشعب في أخذ هذا القرار، وقالت: "لن تمثلنا سلطة يديها ملطخة بدماء النساء والسوريين وأصبحت بيادق تم شراؤها من قبل أردوغان"، وشددت قائلةً: "لن نقبل بكم طالما لن تعترفوا بالإدارة الذاتية، لن نعترف بكم وأهالي عفرين وكري سبي وسري كانيه خارج منازلهم".

بدورها، دعت عضوة منسقية مؤتمر ستار شيراز حمو إلى حماية وصون قضية المرأة، وقالت: "لن نقبل بحياة تُهمش فيها حقوق المرأة، وعندما نتحدث اليوم عن سوريا الجديدة، فيجب أولاً أن يسود فيها جو من الحرية والعدالة، وتكون حرية المرأة وحقوقها مضمونة".

وأشارت شيراز إلى مشاركة المرتزق أبو شقرا في سلطة حكومة دمشق، وتساءلت: "تاريخ هؤلاء القتلة وأيديهم ملطخة بالدماء، كيف سيديرون هذه البلاد بهذه الذهنية؟

وشددت شيراز "يجب أن يكون للمرأة دور على جميع الصعد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً في بناء سوريا المستقبل"، ودعت النساء إلى توحيد أصواتهن للوقوف أمام هذه الذهنية.

في سياق متصل، أدلى مكتب المرأة في حزب سوريا المستقبل في الرقة ببيان، قرئ من قبل ناطقة مكتب المرأة في المجلس العام بحزب سوريا المستقبل فاطمة العلي، في حديقة الشهيدة هفرين خلف، بحضور عضوات حزب سوريا المستقبل ومكاتب المرأة ومجلس تجمّع نساء زنوبيا ومجلس المرأة السورية.

أدان البيان "ظهور الإرهابي حاتم أبو شقرا في احتفال سياسي بدمشق"، وأشار إلى أنه يمثل إهانة للعدالة واستهزاء بدماء الأبرياء، كما يعكس استمرار التواطؤ مع القتلة والمجرمين.

وطالب "بتسليم حاتم أبو شقرا إلى القضاء السوري العادل، وإلى المحاكم الدولية، لمحاكمته على جرائمه وفق القوانين الدولية، لا سيما جريمة اغتيال الشهيدة هفرين خلف والتمثيل بجثمانها على مرأى العالم".

وأكد أن "عدم اتخاذ أي إجراء لمحاسبة مرتكبيها يُعد تواطؤاً وغياباً للعدالة، ما يتناقض مع المبادئ الإنسانية والقوانين الدولية، كما أكد أن العدالة لن تتحقق إلا بمحاسبة المجرمين، وأن السلام لا يمكن أن يقوم على دماء الأبرياء دون إنصافهم".

وأشار البيان إلى "أن صمت المجتمع الدولي عن هذه الجرائم، التي تُرتكب علناً وأمام أعين العالم، يعكس غياب الإرادة الحقيقية لتحقيق العدالة، وهو ما لن تقبل به النساء السوريات اللواتي عاهدن أنفسهن على الانتقام لدماء الشهيدة هفرين خلف، وجميع شهيدات سوريا، عبر النضال المستمر من أجل الحرية والديمقراطية".

وشدد البيان "إن مطلبنا ليس مجرد موقف سياسي، بل حقٌ إنسانيٌ لا يمكن التنازل عنه. العدالة يجب أن تكون الركيزة الأساسية لأي حل سياسي أو اجتماعي في سوريا، ولا يمكن القبول بتجاهل حقوق الضحايا أو التستر على المجرمين؛ لأن التغاضي عن هذه الجرائم يعادل ارتكابها".

وعاهد البيان "كل الشهيدات، بمواصلة النضال على دربهن حتى نبني سوريا بإرادة المرأة الحرة، سوريا لكل السوريين، سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية".