حسن ترك: تركيا تمارس احتلالاً في سوريا وتتخذ الكرد ذريعة
دعا السياسي المصري حسن ترك رئيس حزب الاتحادي الديمقراطي الإدارة التابعة لهيئة تحرير الشام إلى تسليم السلطة لحكومة مدنية، محذراً من خطورة التدخل التركي السافر في سوريا.
دعا السياسي المصري حسن ترك رئيس حزب الاتحادي الديمقراطي الإدارة التابعة لهيئة تحرير الشام إلى تسليم السلطة لحكومة مدنية، محذراً من خطورة التدخل التركي السافر في سوريا.
في إطار استطلاعها آراء السياسيين والمثقفين في المنطقة حول مستقبل سوريا، حاورت وكالة فرات للأنباء (ANF) الأستاذ حسن ترك رئيس حزب الاتحادي الديمقراطي المصري، والذي انتقد بشدة التدخلات التركية في سوريا، منوهاً إلى أعمال التتريك التي تقوم بها أنقرة في شمال وشرق سوريا، ومساعيها لتغيير هوية تلك المناطق إلى الهوية التركية.
كما دعا "ترك" الإدارة التابعة لهيئة تحرير الشام ألا تحول الأراضي السورية إلى نقطة لتصدير الإرهاب، مشدداً على أنها مطالبة بإجراء انتخابات في أقرب وقت، وأن تأتي حكومة مدنية تعبر عن جميع السوريين، وتكون بعيدة عن الطائفية والإقصاء، معرباً عن مخاوفه إزاء الصراعات التي يمكن أن تنشب مستقبلاً بين المجموعات الداخلة ضمن هيئة تحرير الشام.
نص الحوار:
*أبدأ حديثي معك من ملف العلاقات المصرية السورية في وجود الإدارة التابعة لهيئة تحرير الشام، كيف تراها؟
- ما من شك أننا كمصريين لدينا توجس من الحركات الإسلامية المتشددة؛ لأننا عانينا منها، وحتى لو غير هؤلاء مظهرهم وشكلهم فإنهم يبقون دائماً مصدر قلق؛ فنحن في مصر وجدنا الإخوان حلقوا لحاهم في وقت من الأوقات، وغيروا من شكلهم، لكن هذا لم يعني أي شيء. أنا أعرفهم جيداً وتعاملت معهم عن قرب، وكانت بيننا وبينهم نقاشات كثيرة، واتفقنا في وقت من الأوقات على تشكيل برلمان توافقي يضم جميع الأحزاب، وقرأنا الفاتحة على ذلك (أي أقسموا على ذلك)، وكنا نجتمع مرتين في الأسبوع، لكن فجأة وجدت القيادي الإخواني محمد البلتاجي (مسجون حالياً في مصر لإدانته بالإرهاب) يقول لي الحرب خدعة!.
*ألهذه الدرجة تعامل مع الأمر كما لو كان يخوض حرباً؟
- أقسم بالله هذا ما قاله، وهنا سألت: أي حرب التي يتحدث عنها؛ فجميعنا مسلمين، ونحن قرأنا فاتحة معاً، وكنا نجتمع على مدار شهرين مرتين في الأسبوع، ثم يقول لي حرب!، نحن لسنا في حرب، وإنما نحن مصريون نخاف على البلد. لكن على كل حال أنا أتمنى أن تتقدم سوريا، وتنتهي الصراعات عندها، لكن أنا لا أعرف كيف ستستقر سوريا تحت حكم هؤلاء، وهم أكثر من جبهة إسلامية متشددة.
*المشهد يقول عكس ذلك، يقول إنهم متحدون، ما تعليقك؟
- يجب ألا ننخدع بذلك، هناك جبهات عديدة، وكل جبهة تحمل السلاح، الأمر يشبه الآن "العُرس"، لكن دعنا ننتظر شهرين أو ثلاتة وحينها سنرى حقيقة الوضع، عندما سيتم تشكيل حكومة دائمة ستتضح الأمور، وستحدث الخلافات حول تقاسم تلك الوزارات والمناصب، أو من يريد تطبيق أفكار معينة، ومن يريد التدخل في شؤون الدول الأخرى.
*كيف تنظر مصر إلى هذه التدخلات إن حدثت؟
- نحن كمصريين مع الشعب السوري، وهو شعب عظيم، وكان بين المصريين والسوريين في فترة ما وحدة، في فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ونتمنى للشعب السوري كل خير، وأن تكون الإدارة الجديدة جيدة. نحن كمصريين نريد الحفاظ على وحدة الشعب السوري، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه، ونرفض أي تدخلات. ونحن في مصر لدينا مخاوف من تقسيم سوريا، تركيا تأخذ قطعة، وإسرائيل قطعة، وهيئة الشام قطعة، ومن في الجنوب قطعة.
*في ضوء ذلك، ما رأيك بشأن التدخلات التركية السافرة في الشأن السوري مع الأخذ في الاعتبار طبيعة العلاقة بين النظام التركي وهيئة تحرير الشام؟
- التدخل التركي في سوريا كبير وخطير للغاية، وعلى الأقل احتلت أنقرة نحو 40 كيلومتر من الأراضي السورية، بداعي مواجهة الكرد. الإشكالية ليست في مجرد التدخل، وإنما قاموا بأشياء أخرى مثيرة للقلق، مثل تغيير أسماء الشوارع إلى أسماء تركية، وفي التعليم يتم تدريس المناهج التركية، وبالتالي نحن أمام احتلال فكري، أو كما يقال تتريك هذه المناطق في شمال وشرق سوريا، فتركيا تمارس الاحتلال، وكل ذلك تحت مظلة المخاوف من الكرد. وبالتالي سوريا أمام إشكالية كبيرة تتمثل في التدخلات التركية، إلى جانب تدخلات إيران وأطرف أخرى.
*لكن الكرد في إقليم شمال وشرق سوريا أصدروا بيانات عديدة تؤكد أنهم متمسكون بوحدة سوريا، وأنهم لا يريدون الانفصال، ولا يهددون أحداً، وإنما يريدون دولة ديمقراطية تحترم حقوقهم، في ظل ذلك هل تعتقد أن تركيا تختلق المخاوف بشأن الكرد لتتخذهم ذريعة تبرر بها تدخلاتها؟
- بالطبع، تختلق الذرائع لاحتلال الأراضي السورية، وتغيير هوية بعض المناطق إلى هوية تركية، وبالتالي هذا تدخل سافر. في حين أن الكرد لا يريدون انفصالاً، وربما يفضلون حكماً ذاتياً في إطار الدولة السورية، وأن يستفيدوا من ثروات مناطقهم بالشكل الأمثل. وإذا كان الكرد يتمسكون بوحدة سوريا، فإن جميع هذه الأمور السابقة يمكن التفاهم حولها.
*ما المطلوب من الإدارة التابعة لهيئة تحرير الشام في الوقت الحالي، لكي لا يكون الأمر مجرد انتقال من التبعية الإيرانية إلى التبعية التركية؟
- بكل تأكيد مطلوب منهم أن يؤكدوا عودة سوريا إلى الحضن العربي، وأن يكون ولاءهم للدول العربية. ومطلوب منهم ألا يحولوا سوريا إلى قاعدة للتنظيمات الإرهابية ومنطلق لتصدير التهديدات الإرهابية.
*ما الذي يجب على تلك الإدارة القيام به على صعيد العملية السياسية؟
- إذا أرادوا أن يفعلوا شيء جيد؛ فعليهم أن ينجزوا إجراء الانتخابات في أقرب وقت. وأن يتيحوا للشعب السوري أن يختار قيادة مدنية. فإذا كانوا هم حملوا السلاح وأطاحوا بحكم بشار الأسد، فإن عليهم الآن أن يسلموا الأمر للشعب السوري ليحكم نفسه بنفسه، عبر انتخابات حرة ونزيهة، وأن تأتي حكومة مدنية تعبر عن الشعب السوري كله، حكومة بعيدة عن أي شكل من أشكال الطائفية، ودون إقصاء أي مكون، وأن تكون بعيدة عن لغة السلاح. إذا فعلت الإدارة التابعة لهيئة تحرير الشام ما سبق، فإن هذا سيكون موضع ترحيب من جميع الدول العربية.