البروفيسور كافالي: الأمثلة العالمية تقول لحزب العمال الكردستاني 'لا تتخلى عن السلاح'

قيّم البروفيسور الدكتور فرانكو كافالي دعوة الدولة التركية لحزب العمال الكردستاني لإلقاء السلاح، وقال إن إلقاء السلاح دون أي ضمانات لا معنى له، وأنه لا يوجد ضمان للعملية، وأن الأمثلة العالمية تقول لحزب العمال الكردستاني "لا تلقي السلاح وتتخلى عنه".

أجرى العالم السويسري المشهور عالمياً والمدافع عن حقوق الإنسان والسياسي البروفيسور الدكتور، فرانكو كافالي، تقييمات حول الأحداث الأخيرة الجارية بشأن حل القضية الكردية لوكالة فرات للأنباء (ANF).

 

"عبد الله أوجلان هو الفاعل الرئيسي، وحريته ستجلب معها الحل"

ذكر البروفيسور الدكتور فرانكو كافالي، أنه من المهم استئناف المناقشات حول الحل السياسي للقضية الكردية، مشيراً إلى أن موقف الدولة التركية حتى الآن بعيد كل البعد عن الحل.

أوضح البروفيسور الدكتور فرانكو كافالي، أن القائد آبو يعتبر الفاعل الرئيسي في حل القضية الكردية، مضيفاً: "حرية عبدالله أوجلان تحظى بأهمية أساسية ومحورية للغاية لحل القضية الكردية، ويمكن للمرء مقارنة هذا الدور بالدور الذي لعبه نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا، فقد كان إطلاق سراح مانديلا العنصر الرئيسي الذي أدى إلى نهاية الديكتاتورية ضد الأفارقة في جنوب أفريقيا، أي نظام الفصل العنصري، فلو لم يتم إطلاق سراح مانديلا، لما كان من الممكن على الأرجح الوصول إلى تلك النقطة، وفي الوقت نفسه، فإن إطلاق سراح أوجلان هو الشرط الأساسي للبدء في حل قضية حقوق الشعب الكردي".

"الحرب من جهة وغياب الحل من جهة أخرى"

وأعرب البروفيسور كافالي عن صعوبة فهمه لتلك المناقشات الجارية حول الحل، نظراً للموقف الذي تبديه الدولة التركية حيال ذلك، وقال بهذا الصدد: ”من الصعب جداً على المرء فهم المناقشات، فمن ناحية، تتخذ الدولة التركية موقفاً أكثر صرامة من أي وقت مضى ضد روج آفا ولا تمنع الفرصة لأوجلان بالتصرف والتحدث بحرية، ومن ناحية أخرى أيضاً، هناك مناقشات ضئيلة للغاية من هذا النوع حول التوصل إلى الحل، وعند قيام المرء بأخذ هذا الموقف من جانب الدولة التركية بعين الاعتبار، فإنه يعتقد أن ما يجري من أحداث كما لو أنها مسرحية.

"الهدف هو كسر المقاومة والمساندة"

برأي، إن الأحداث الجارية هي مجرد تظاهرة تقوم بها الدولة التركية لإضعاف دعم العالم الغربي لنضال الشعب الكردي والديمقراطية في روج آفا، ومن خلال هذه المسرحية يريدون إرسال هذه الرسالة: "انظروا، نحن نتناقش فيما بيننا، نحن لسنا سيئين لهذه الدرجة".

وهذا هو تفسيري للأمر، ولستُ متأكداً ما إذا كان صحيحاً أم لا، لأنه لدينا معلومات ضئيلة للغاية بهذا الخصوص، فانطباعي هو أن هذا الوضع هو حيلة لإضعاف مقاومة الكرد والدعم المتزايد من الرأي العام التقدمي في العالم الغربي لنضال الشعب الكردي.

"لا معنى لمقولة إلقاء السلاح لحزب العمال الكردستاني"

وفي معرض تقييمه لدعوات الدولة التركية الموجهة لحزب العمال الكردستاني لإلقاء السلاح، أكد البروفيسور كافالي على أن أمثلة العالم تقول لحزب العمال الكردستاني ”لا تلقي السلاح وتتخلى عنه“، وذكر البروفيسور كافالي أنه لا معنى للدعوة الموجهة لحزب العمال الكردستاني لإلقاء السلاح دون إعطاء أي ضمانات، وأردف قائلاً : "إذا كان لي أن أتخذ قراراً بالنيابة عن المقاتلين الكرد حول المسألة، لكنتُ سأقول إنه ليس هناك ضمانات لنجاح هذه العملية وأنه لا معنى للمناقشات حول إلقاء السلاح في وضع من هذا القبيل، لأنه لا توجد ضمانات من جانب الدولة.

وأعتقد أنه لا ينبغي التخلي عن السلاح في وضع من هذا القبيل حيث لا توجد فيه أي ضمانات، وإذا كان أردوغان غير قادر على إحكام السيطرة على روج آفا بشكل كامل، فإن السبب في ذلك هو مقاومة المقاتلين الكرد، ولولا الكفاح المسلح للمقاتلين الكرد، لكانت روج آفا قد اختفت منذ فترة طويلة.

وإن إلقاء السلاح وإحلال السلام هو أمر جيد للغاية، ولكن ينبغي للمرء أن يعلم أن هذا ليس مجرد مسرحية صغيرة وأنه لن يؤدي إلى وقوع كارثة في نهاية المطاف، لأنه بمجرد إلقاء السلاح، وعدم قيام الذين قدموا الوعود في الإيفاء بوعودهم، فإن كل شيء سينتهي.

"أمثلة العالم تقول لحزب العمال الكردستاني لا تلقي السلاح وتتخلى عنه"

هناك العديد من الأمثلة في العالم حيث وُعد المقاتلون النضال التحرري الوطني بالديمقراطية مقابل إلقاء السلاح، فعلى سبيل المثال، كم جرى في أمريكا الوسطى والمناطق الأخرى من العالم، وكذلك في نهاية الحرب العالمية الثانية، اعتقد جميع المقاتلون الذين حاربوا ضد الفاشية النازية أن بإمكانهم تغيير المجتمع وفق معايير العدالة، ولكن بعد عام واحد جاء الأمريكيون مع الحرب الباردة وقالوا: "إننا نشكركم على ما فعلتموه، ولكن الآن انتهى الأمر، والآن نحن من سندير الدفة".

بعبارة أخرى، فإن انطباعي هو أنه في الوقت الحالي لا يوجد ضمان جدي بأن هذه العملية ستكون إيجابية بالنسبة لـ روج آفا وللكرد ولكل من يؤمن بالديمقراطية، وعند أخذ كل هذه الأمور بعين الاعتبار، لو كنتُ أنا من سيقرر، لقلتُ، لا، نحن ملزمون بالاحتفاظ بأسلحتنا".

"الحل يتحقق مع حرية عبدالله أوجلان"

وأشار البروفسور فرانكو كافالي إلى أن إلقاء السلاح لا يمكن أن يتحقق إلا بعد التوصل إلى حل ديمقراطي حقيقي، وقال بهذا الخصوص: "عندما يقوم المرء بأخذ مثال مانديلا بعين الاعتبار، فإن إلقاء السلاح لا يمكن أن يتحقق إلا بعد أن يستعيد السيد أوجلان حريته، وبعد إجراء مناقشات جادة مع الشعب والحركة حول أسلوب حل القضية الكردية، ولكن احتجاز السيد أوجلان في السجن في ظل ظروف غير إنسانية تماماً، كما هو الحال الآن، ثم القيام بتمثيل مسرحية والقول بطريقة غامضة "لا، لا، نحن سنحقق الحل، أنتم سلموا أسلحتكم لنا ونحن سنحل ذلك"، في رأيي، هو بالتأكيد أمر لا يمكن أخذه على محمل الجد، ولا ينبغي للمرء أن يقع في هذا الفخ".