"بافي طيار عماد المسرح الكردي"
أوضح المخرج والمسرحي دلجان أوسو، بأن آلاف المسرحيين الكرد سيوصلون إرث بافي طيار إلى الجيل الجديد، وقال: "بافي طيار هو عماد المسرح الكردي".
أوضح المخرج والمسرحي دلجان أوسو، بأن آلاف المسرحيين الكرد سيوصلون إرث بافي طيار إلى الجيل الجديد، وقال: "بافي طيار هو عماد المسرح الكردي".
المخرج والمسرحي دلجان عثمان أوسو، كان يعرف بافي طيار منذ صغره وأصبح واحد من أعضاء فرقته بعد أن كبر، حيث أعدوا العديد من السكيتشات سوياً، تحدث المخرج والمسرحي دلجان عثمان أسو، لوكالتنا وكالة فرات للأنباء موضحاً أن بافي طيار كان من الشخصيات التي تمنح القوة للشعب الكردي والذي لن يسمح للعدو بأن ينال من ثقافة، ولغة، وعادات وتقاليد الكرد.
"كان بافي طيار من أولى الشخصيات التي يخرجن فيلما باللغة الكردية"
أفاد دلجان عثمان أوسو، بأن بافي طيار قد قام بنشاطات كثيرة ومهمة من أجل اللغة الكردية، وقال: "لم نكن نستطيع أن نقرأ ونتحدث بلغتنا بسبب ضغوطات النظام، لقد أصبح بافي طيار بطلا بالنسبة لنا، في ظل الظروف التي لم يكن أي أحد يستطيع بأن يتحدث باللغة الكردية، كان بافي طيار يتحدث باللغة الكردية دون أي خوف من نظام البعث، وكان يقدم فنه رغم الفرص القليلة".
وذكر دلجان عثمان أوسو، بأن الجيران، والعائلة، والقرويين كانوا يجتمعون من أجل أفلام وسكيتشات بافي طيار، وقال: "خاصة الأطفال كانوا يحبون بافي طيار كثيرا، وكان بافي طيار يدخل بطريقة مختلفة إلى قلب الشعب، وهذا كان يظهر لنا مدى قوة العلاقات وتقاربها بين بافي طيار والمجتمع، كان بافي طيار يرى أفراح وأتراح الشعب وعلى أساسها كان يقدم إنتاجه، لقد كان بافي طيار مع الأطفال طفلاً، ومع الكبار كبيراً، مع المثقفين مثقفاً، وهذا دليل بأن بافي طيار كان يستطيع بأن يتأقلم مع أي شخص، ففي الوقت ذاته كان بافي طيار يفصح عن انتقاداته في العديد من أفلامه، ويرسل العديد من الرسائل إلى الشعب عن طريق أفلامه، كان بافي طيار ملفتاً للانتباه بالنسبة لنا في العديد من الجوانب، من جهة عن طريق لباسه ومن جهة أخرى عن طريق اللغة الكردية، لقد كان بافي طيار يذكر آلام ومعاناة الشعب الكردي.
لم يكن بافي طيار مؤثراً على مستوى روج آفا فقط بل على مستوى أجزاء كردستان الاربعة، بسبب الدول القومية التي لم تكن تسمح بأن يتحدث الكرد بلغتهم وكانوا دائماً تحت نظام التعذيب والإبادة من قبل الدولة، كان يريد بافي طيار بأن يكسر هذا الحاجز وأن ينشر اللغة الكردية في جميع انحاء العالم، أستطيع القول بأن بافي طيار كان كنجمة دخلت إلى جميع منازل كردستان و أبقت فيها أثراً، وأيضاً كانت تقام سهرات حول فيلم بافي طيار، كان الاهالي يجلسون لمشاهدته بكل سعادة، وسأقول أيضاً بأن بافي طيار هو العماد للمسرح الكردي والمسرحي الأكثر شهرة في كردستان".
"لم يجعلوا نظام البعث كعائق أمامه"
أفاد دلجان عثمان أوسو، بأنه تعرف على بافي طيار بفضل والده الشهيد عثمان، وتابع بالقول: "كان والدي يعمل كمسرحي مع بافي طيار وقد انجزوا سويا العديد من الأعمال، حيث لم يكن هناك مكان رسمي لعمل البروفات لفرقة بافي طيار بسبب نظام البعث، وبسبب ذلك كانوا يقومون بالبروفات ضمن المنازل، كنت أعرف بافي طيار منذ الصغر، فكل شخص كان يشاهد بافي طيار على التلفاز أنا كنت أراه على الواقع، فقد كان عائلة بافي طيار وعائلتي كمنزلٍ واحد لم يكن هناك أي فرق بيننا، والذي لفت انتباهي ضمن فرقة بافي طيار روح المشاركة لدى أعضاء الفرقة حيث جميع المشاركين كانوا يعملون بحماس معاً، لذا أستطيع القول بأن شخص كان يعمل للجميع والجميع كانوا يعملون من أجل شخص، فقد كانوا يخوضون نضالاً عظيماً رغم جميع ضغوطات وقمع الدولة، ففي عيد نوروز من أجل أن يعرضوا للجمهور مسرحية كانوا يقضونها ضمن خوف من نظام البعث بأن يعتقلهم ويسجنهم، لكن لم يجعلوا من هذا عائق لهم وكانوا يعرضون مسرحيتهم بكل فخر، فقد جعل هذا الشيء أن يكون بافي طيار في قلب كل مواطن كردستاني، أستطيع القول بأننا وصلنا إلى المستوى العالي في المسرح الكردي بفضل بافي طيار".
"مراسيم بافي طيار كانت الحلقة الأخيرة لفيلم بافي طيار"
ذكر دلجان أوسو، بأنه قرر أن يستمر على الإرث بعد شهادة والده عثمان عام 2013، وقال: "في هذا الوقت انضممت إلى فرقة بافي طيار، وقد عملنا سوياً ما يقارب الثلاث وسكيتشات، احداها كان فيلم "الغيرة" قبل استشهاد بافي طيار كنا نتجهز لإحضار فيلم جديد، عندما تلقيت نبأ استشهاده لم أصدق وقلت لنفسي بأنه فيلم من أفلام بافي طيار، صدقاً إن شهادة بافي طيار كانت خبر مفجع بالنسبة لي، فقد كانت مراسيم دفن بافي طيار الحلقة الأخيرة من فيلمه، لكن للأسف أنها نتيجة الحرب على روج آفا، التي تتسبب بفقدان شخصيات كهذه يومياً، بالطبع فإن استشهاد هذه الشخصيات هو مصدر فخر لنا، لكنه في الوقت نفسه مكان للانتقام بالنسبة لنا، وبعد استشهاد بافي طيار، سيواصل آلاف من المسرحيين هذا الإرث، ونحن كمسرحين نتعهد بأن نسير على خطى معلمنا بافي طيار ونتبناه، طلبي هو أن تساعدنا إدارتنا كمسرحيين وتدعمنا للحفاظ على المسرح الكردي حياً".