في ظل ثورة 19 تموز التاريخية ونقاط تحولها التي استمرت لأكثر من 12 عاماً، والمنظور الذي أبقاها مستمرة، والتطورات الدبلوماسية والوحدة الوطنية والتعايش المشترك بين الشعوب، ونجاح مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا والذي كان التجربة الأولى في هذه المناطق، أقدمت الدولة التركية على تصعيد تهديداتها وهجماتها ضدها لإفشال هذا المشروع.
وفي هذا السياق، أجرت وكالة فرات للأنباء، لقاءاً مع حورية شاملين، الرئيسة المشتركة لمجلس ناحية قامشلو، والتي تطرقت في بداية حديثها إلى ثورة 19 تموز، وقالت إنها كانت تجربة أولى في شمال وشرق سوريا من الناحية التنظيمية الفكرية المبنية على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، والذي بدوره كان أول مفكر وفيلسوف تمكن من إنشاء وحدة بين جميع الأديان وترسيخ الأمة الديمقراطية بين كافة المكونات وشرائح المجتمع".
فكر الأمة الديمقراطية هو أول فكر رسخ التعايش المشترك بين كافة شرائح المجتمع
وأضافت: "واجهت شعوب المنطقة الكثير من الصعوبات من ناحية الحرب الخاصة، وبسبب عدم تقبل الدول الحاكمة لهذا الفكر، فكر الأمة الديمقراطية، لأنه ضد مصالحهم السياسية حيث أنهم يسعون إلى تقسيم سوريا".
وأردفت: "لقد جاءت هذه التأثيرات الجانبية من خلال الحرب الخاصة التي تشنها الدول المهيمنة، إذ يحاولون نشر الخوف بين شعوب المنطقة، إلا إن هذا الفكر رسخ الوحدة بين المكونات والأديان، وهذه كانت أول تجربة في عموم الشرق الأوسط، ونرى هذا التوافق السياسي بين المكونات من الناحية الفكرية والعملية في بناء جميع المؤسسات ضمن الإدارة الذاتية".
وأكدت حورية شاملين أن المبدأ الذي يجمعهم سوياً في محاربة الذهنية السلطوية للدول وتفكك الشعوب والمكونات عن بعضها هو مبدأ الرئاسة المشتركة الذي يشمل أشخاصاً من كافة المكونات، سواء الكرد أو العرب أو الشركس أو السريان.
وتابعت: "لقد كانت الإدارة الذاتية خطوة عالمية، ومرحلة انتقال للثورة السورية، وعلى هذا الأساس تحاول الدول أو المصالح السياسية سد طريق الحرب الثورية، وتعمل على التفرقة بين العشائر العربية والمكونات الأخرى".
وعن السياسات التي تريد تقسيم الشمال السوري، قالت الرئيسة المشتركة لمجلس ناحية قامشلو: "هناك رد فعل قوي من قبل الشعوب على التهديدات التي نشهدها في كل فترة من قبل الدولة التركية أو من الدول المتحالفة معها والسياسات التي يمارسونها من أجل تقسيم الشمال السوري".
وأضافت: "ترى الدولة التركية أن قامشلو هي الهدف الأكبر من الناحية السياسية كونها تحتضن جميع المكونات التي ارتبطت بفكر القائد أوجلان، والهجمات لم تكن على مكون واحد فقط بل على جميع المكونات، لكن شعوب المنطقة تدافع عن فكر القائد عبد الله أوجلان، من خلال نضالهم ونشاطاتهم وشعارهم الموحد "لا للإرهاب، لا للتقسيم، لا للطائفية، لا للمركزية"، وهذا الشعار كانت رد الشعب على الدول التي تحاول تقسيم المنطقة".
وأكدت حورية شاملين أن الحفاظ على هذه الأرض ودماء الشهداء هي أولوية شعوب المنطقة، وقالت: "العدو والدول الكبرى يحاولون تقسيم سوريا كونها هي منطقة خيرات، لكن بتماسك وتكاتف الشعوب، لا أحد يستطيع أن يقسمها".
وتابعت: "على شعبنا أن يكون متيقظاً أكثر لتهديدات الحرب الخاصة، فالدول لا تستطيع مواجهة هذه الشعوب من الناحية العسكرية، ولذلك تحاول محاربة هذا الشعب بشتى الوسائل، ومبدأ الحق المشروع وطريق الحرية هو الأساس للدفاع عن هذه الأرض".
وفي ختام حديثها، قالت الرئيسة المشتركة لمجلس ناحية قامشلو: "نحن في مرحلة حرب، ويجب أن يكون استعدادنا أكبر للمراحل القادمة، حيث أن إرادة الشعوب هي التي حققت النصر في جميع الثورات".