جانيت بيهل: حزب العمال الكردستاني هو المكان الذي يتحول فيه النظري إلى عملي

قالت الباحثة والكاتبة جانيت بيهل: "إن الحركة الكردية تحدد النظرية وتتحرك حسب الحاجة، تغيرها وتصل إلى نتيجة وتحييها، وحزب العمال الكردستاني (PKK) هو المكان الذي يتحول فيه النظري إلى عملي".

عندما يتم الحديث عن البيئة الاجتماعية، نتذكر موراي بوكتشين الذي توفي في عام 2006، يوضح المفكر والعالم النظري المشهور الأمريكي بوكتشين أن القضايا البيئة ليس مرتبطاً بالطبيعة فقط، في الوقت ذاته تستمد أساسها أيضاً من عدم المساواة والضغوط داخل المجتمع، وبحسب بوكتشين، فإنه من أجل إقامة مجتمع مستدام ومتناغم مع الطبيعة، لا بد من القضاء على الهياكل القمعية والتسلسلية وبناء نظام يعتمد على الديمقراطية التشاركية والمباشرة، وتعتبر هذه الأفكار مهمة هذا اليوم في مجال الفلسفة السياسية والاجتماعية، وكان بوكتشين يشارك المعلومات مع قائد الشعب الكردي عبر رسالة في الأيام الأخيرة من حياته، وكان من بين المفكرين الذين ألهموا القائد آبو من الناحية النظرية، تحدثت الباحثة والكاتبة جانيت بيهل، التي كانت تعمل مع بوكتشين على مدى 19 عاماً وأجرت أعمالاً أكاديمية حول ثورة روج آفا، لوكالة فرات للأنباء.

 

أوضحت جانيت بيهل التي كانت شاهدة على مرحلة المراسلات بين بوكتشين والقائد آبو أن كتب بوكتشين في منتصف عام 1990 تمت ترجمتها إلى التركية وأرسلت إلى إمرالي في عام 1999.

وقالت بيهل إن القائد آبو تأثر بهذه الأعمال، وفي عام 2004، ومن خلال أحد نشطاء الحركة الكردية، تواصل مع بوكتشين وأعرب عن اهتمامه بأفكاره، وقالت بيهل: "على الرغم من أن بوكتشين لم يتمكن من الدخول في حوار معمق بسبب سنه ومشاكله الصحية، إلا أنه أخبر أوجلان أنه سعيد لأن الحركة الكردية كانت في أيدي قائد مثله"، استوحى أوجلان إلهامه من أفكار بوكتشين حول البيئة الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية، وحولها إلى كونفدرالية ديمقراطية وقدمها لحزب العمال الكردستاني، وفي وقت قصير، أصبحت هذه الفكرة النموذج الجديد لحزب العمال الكردستاني".

وذكرت بيهل أن حزب العمال الكردستاني أصدر في وقت لاحق رسالة تعزية بعد وفاة موراي بوكتشين، وقالت: "حيّا حزب العمال الكردستاني قيادته على درب البيئة والديمقراطية وتعهد ببناء مجتمع على أساس أفكاره، لقد كان لهذه الرسالة تأثيراً كبيراً علي، في عام 2011، حضرت مؤتمراً في مدينة آمد بدعوة من حركة مزوبوتاميا البيئية، وهناك رأيت مدى القبول الواسع لأفكار بوكتشين داخل الحركة الكردية، لقد تأثرتُ بنقاشات حماة حقوق المرأة وحماة حقوق الإنسان والمدافعين عن البيئة".

ذكرت جانيت بيهل أنها ذهبت إلى روج آفا لأول مرة في عام 2014 ثم ذهبت إلى روج آفا مرة أخرى في عامي 2015 و2019، وقالت: "لقد تغير الكثير من الأشياء في روج آفا بعد الحرب مع داعش، وكان العامل الأكبر هو النضال المشترك ضد داعش، لقد أدت هذه الحرب إلى تعزيز الثقة بين العرب والكرد وتقريب الشعب من بعضهم البعض".

وأوضحت جانيت بيهل أن النصر الأعظم الذي حققته الحركة الكردية هو أنها تسجل النظرية الصحيحة وتطبيقها وفقاً لاحتياجاتها وقالت" في البداية تحدد النظرية وتتحرك حسب الحاجة، تغيرها وتصل إلى نتيجة ومن ثم تحييها، وقد تم تطبيق ذلك في ثورة روج آفا، إحياء القوة النظرية قوي جداً".

وذكرت بيهل أن هناك أنواع للديمقراطية، وعلى كافة الحركات الديمقراطية أن تتحد ضد الأنظمة الاستبدادية وأوضحت أن هناك حاجة لدعم دولي من أجل حماية نموذج روج آفا، وقالت إنه يجب على الجميع أن يضغطوا على حكوماتهم لدعم ومساندة روج آفا".