بعد وصول الاشتباكات لمدينة سنجة.. ما تداعيات وصول قوات الدعم السريع إلى ولاية سنار
تمثل ولاية سنار أحدث حلقات الحرب الدائرة في السودان بعد نجاح قوات الدعم السريع في الاستيلاء على جبل موية والوصول لعاصمتها سنجة.
تمثل ولاية سنار أحدث حلقات الحرب الدائرة في السودان بعد نجاح قوات الدعم السريع في الاستيلاء على جبل موية والوصول لعاصمتها سنجة.
لا تزال الحرب تمتد في جميع ولايات السودان، وتلك المرة وصلت إلى ولاية سنار، وذلك بعد استيلاء الدعم السريع على جبل موية والوصول إلى عاصمة الولاية مدينة سنجة، والتي تضاربت الآراء بشأن سقوطها في يد قوات الدعم واستمرار الاشتباكات داخلها.
وفي هذا الصدد، كشف كمال كرار، القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أن التفاصيل العسكرية في ولاية سنار غير واضحة وإعلام الطرفين يبالغ، ولكن بحسب ما أفاد به الناس في داخل سنجة توجد قوات الدعم السريع والجيش أيضا في بعض الأحياء، وأعداد كبيرة من المواطنين خرجوا.
وأكد كرار في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الوضع في سنار على ما هو عليه، حيث استقر الدعم في جبل موية والمصنع وهم على مشارف المدينة لكن الجيش داخل سنار.
وأضاف القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أنها ليست المرة الأولى التي تتمدد بها قوات الدعم السريع، حيث تمددت من الخرطوم والي مدني والنيل الأبيض والنيل الأزرق خلال هذه الحرب والآن سنجة ولا ندري أين ستكون غداً.
وبيّن كرار، أن رؤيتهم منذ البداية كحزب شيوعي أن هذه الحرب عبثية ولا منتصر ولا مهزوم فيها وأنها ضد الشعب والوطن وهذا يثبت كل يوم بالفعل.
وتطرق القيادي في الحزب الشيوعي السوداني إلى جبل موية، وهو حلقة وصل وملتقى طرق مهم جدا يربط ولايات النيل الأبيض والازرق وسنار ويمكن أن يصبح رأس حربة لمهاجمة الولايات الثلاثة.
وأردف كرار، أن الأطراف المتحاربة جميعها كانت في حلف واحد ضد الثورة واختلفوا على السلطة والنفوذ، مبيناً أن المقاومة الشعبية والتشكيلات العسكرية الأخرى التي تقف مع هذا أو ذاك هي محاولة لخلق اصطفافات سياسية وحواضن اجتماعية لتغذية الحرب والانقسام في المجتمع، وغالبية الشعب ينادي بوقف الحرب وبالتالي فكل هؤلاء لا يمثلون الشعب.
بينما كشف عمار الباقر، عضو سكرتارية تجمع المهنيين السودانيين، أنه عاش الأهالي بمدينة سنجة حالة من الهلع والمعاناة العظيمة وذلك بعد الاشتباكات بين الجيش وميليشيا الدعم السريع التي بدأت من الجهة الغربية وامتدت إلى داخل المدينة.
وأكد الباقر في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه حتى نتمكن من فهم ما حدث ينبغي علينا الانتباه الى أن التحدي الرئيس الذي تعاني منه ميليشيا الدعم السريع هو تأمين الإمداد لعناصرها داخل ولاية الجزيرة، ولذلك منطقة جبل موية هي نقطة مهمة لتأمين خطوط الإمداد لهذه العناصر المتواجدة بالولاية وبالتالي فإن المعركة الرئيسية ليست في سنار أو سنجة، بل المعركة الرئيسية تدور حول تأمين خطوط الإمداد والتي تشكل منطقة جبل موية نقطة رئيسية فيها.
وأضاف عضو سكرتارية تجمع المهنيين، أنه لا يعتقد أن لدي المليشيا استراتيجية هجومية تسعى نحو الشرق كما ذهب بعض المحللون، بل تعتبر هذه المدن نقاط تأمين متقدمة لخطوط إمداد الميليشيا من جانب كما تشكل أيضاً احتياطي إمداد متى ما تقطعت بهم السبل وبالتحديد الوقود والمركبات والأغذية.
وبيّن الباقر، أن تحركات الجيش في الأيام القليلة الماضية هددت بصورة كبيرة منطقة جبل موية وبالتالي طرق إمداد الميليشيا، خصوصاً وأن الجيش قد حشد معظم قواته المتواجدة في هذا الشريط الممتد من سنار حتى الدمازين في داخل مدينة سنار مما أتاح الفرصة لمليشيا الدعم السريع من تهديد مدينة سنجة التي تحولت إلى خاصرة رخوة للجيش.
وأوضح عضو سكرتارية تجمع المهنيين، أنه حسب المعلومات التي رشحت فإن محاولة اقتحام مدينة سنجة قد تمت بعدد محدود من المركبات القتالية وبضع عشرات من الدراجات النارية مما يشير بأن هذه القوة قد لا تتعدى قوة استطلاع محدودة ليس الهدف منها السيطرة على المدينة بل إجبار الجيش على تخفيف الحصار على جبل مويه وذلك بإجباره على تحريك قوات نحو مدينة سنجة.
وأردف الباقر، أنه قد تعاود ميليشيا الدعم السريع الهجوم على المدينة إذا ما استشعرت من هجومها الأول ضعفاً في إرادة القتال لدى الجيش، وإذا ما توافرت لديهم معلومات استخبارية تشير الى أن الجيش لم يعزز وجوده في مدينة سنجة بما يكفي، وسيجد مواطن سنجة نفسه مجبراً على النزوح ومغادرة المدينة أسوة بما حدث في بقية المدن التي اجتاحتها ميليشيا الدعم السريع.
وأشار الباقر، إلى أنه قد استفادت الميليشيا وبشدة من حالة الذعر التي انتابت مواطني سنجة في خلق فرقعة إعلامية مستغلين حالة عدم ثقة مواطن سنجة في الجيش وعدم توفر الإرادة لديه في الدفاع عن المواطنين، وهو محق في ذلك فلديه في الخرطوم ومدن الجزيرة ودارفور عبرة، وذلك لأن حالة عدم الثقة هذه قد أسهم فيها ولحد كبير إدراك المواطن انه إزاء قيادات عسكرية تفتقر الى الاحترافية ولا تدري كيف تدير المعارك لصالح حماية مواطنيها ويعزز هذا الإدراك التصريحات الرعناء لعناصر الحركة الإسلامية تحت لافتة المقاومة الشعبية والتي تدعو المواطنين الى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وتشير بوضوح إلى أن الجيش لن يحمي المواطنين وستكون النتيجة المنطقية لمثل هذه التصريحات ليس حمل المواطن للسلاح بل مغادرة المدنيين لمدنهم وقراهم.
بينما أوضح صلاح زولفو، الإعلامي السوداني والرائد السابق في الجيش السوداني، أن الحرب لم تعد تقتصر على جبل موية وسنار ولكن الآن يواجه الجيش السوداني معضلة حقيقة لفك الأخطبوط من سنجة والقوات العسكرية تعمل بكل جهد من أجل ذلك.
وأكد زولفو في تصريح خاص لوكالة فرات، أن مدينة سنجة هي عاصمة ولاية سنار، مشيراً إلى أن قوات الدعم السريع اصلا متواجدة كخلايا نائمة وإذا سألت عن جنسيات تلك القوات لوجدتها متعددة جزء كبير منها لم تكن من الجنسية السودانية ولكنهم مرتزقة كانوا متواجدين أصلا في السودان، وهذه هي الذات السودانية الطيبة التي جعلت من وطنها دولة مترامية الأطراف الذات السودانية التي تحكم فيها الغير واستقل طيبتها وكرمها.
وأوضح الرائد السابق في الجيش السوداني، أنه لا توجد أي مدينة أو محافظة أو قرية ستسقط، لأن الحرب فر وكر والجيش السوداني يخوض حرب شوارع وأماكن وسكنات لم تكن حرب مفتوحة، وهو الشيء الذي عطل من تقدم القوات المسلحة خشية على المواطنين لو لا ذلك لكانت حسمت المعركة لصالح الجيش.
وبيّن زولفو، أن القوات المسلحة السودانية تفادت أشياء كثيرة خوفاً على المواطنين لأن عناصر الدعم السريع حمو أنفسهم بالتمركز في بيوت المواطنين وكل المرافق بما فيها كل المقدسات الدينية خشية على أنفسهم لأنهم يعلمون جيداً أنه ليس من شيم الجيش ضرب الدوائر المقدسة.