سجلت المرأة الكردية بصمات لا يمكن أن يغفلها التاريخ، لا سيما وأنها حملت السلاح وقاتلت تنظيم داعش الإرهابي ولا تزال تواجه الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا، ولذلك حاورت وكالة فرات دكتورة عبلة الألفي النائبة في البرلمان المصري والمشرف العام على الحملة الرئاسية ١٠٠٠ يوم ذهبية، وذلك حول المرأة الكردية والآثار النفسية للأطفال في مناطق النزاعات، وإلى نص الحوار:
كيف ترين الصدمات النفسية التي يتعرض لها الأطفال في مناطق الحرب سواء في سوريا أو السودان؟
أنا مولودة في بورسعيد وعشت هناك حتى التهجير عام 1956 وكان عمري سنتين، اتذكر ١٩٦٧ كأنه كان أمس، بعد ما كنت أشعر أن أفضل إنسانة في الدنيا كل حرب الاستنزاف وهجرتنا من بورسعيد تركت علامات داخلي، مثل النصر وجمال عبد الناصر له تأثير كبير الطفولة هي صفحة بيضاء تسجل عليها كل شيء، والإنسان هو حصيلة الذكريات، لا ينساها، ولذلك أنا قلبي ينفطر بسبب أطفال غزة، وأقارب غزة الموجودين في العالم كله، وأطفال سوريا، والسودان، وأطفال ليبيا، جيل خرج للعالم ينزف ألم، والقادم قنابل موقوتة.
لن تستطيع الأطفال أن تنسى ما حدث لها، وهذا يبلور دورنا الصعب جداً أن نمسح الخدش الذي حدث لطفولة الأطفال البريئة، وهذا الحقد الذي تكون داخلهم على من أخرجهم من بلادهم، وقاتل اهاليهم وشردهم.
كيف ترين نضال المرأة الكردية التي حملت السلاح ضد التنظيمات الإرهابية؟
أنا أدعم كفاح المرأة الكردية ومن حقها أن تفعل أكثر من ذلك، لأنه لا يوجد أغلى من الأرض، ولا يوجد أغلى من الوطن، ووقت الوطن لا يوجد رجل وامرأة، ولكن يوجد المواطن، عندما كنا في بورسعيد كنا نزور الجرحى وتجمع هدايا كان عمري ١٢ أو ١٣ سنة كنا نشعر والنساء كانت تعمل بكل ما أوتت من قوة، احترم وأقدر المرأة الكردية لأنها امرأة بمليون رجل، ولذلك كل الفخر لسيدات المجتمع الكردي، والمجتمع العربي كله، على رأسهم غزة والسودان، ولدينا في المجتمع العربي مئات.
كيف ترين نضال المرأة الفلسطينية بعد الحملة الإسرائيلية على قطاع غزة؟
المرأة في غزة تحمل حمل ثقيل وتطبخ أوراق الشجر، ولكن على الرغم من ذلك النساء محافظين على العهد، وتقول لك لن أترك أرضي، ولن أخرج منها، ويعملوا ما يفعلوه بنا.
كيف ترين حال الطبيب حالياً؟
لم تعد مهنة الطب تلبي كل احتياجات الطبيب مثل الماضي وهذا ما نعمل عليه حالياً في مجلس النواب لأنه لا يمكن أن يؤدي الطبيب وظيفته وهو يعاني في حياته اقتصاديا أو لا يستطيع تعليم أو حتى علاج ابناؤه بسبب عدم الإمكانيات المادية، ولذلك نعمل على رفع مكانة الطبيب من جديد وتحسين وضعه المادي، وهو ما نعمل عليه في البرلمان لتأمين حياة كريمة للطبيب.
كيف توفقين بين عملك وبين حياتك الشخصية حالياً؟
أنا الآن أولادي كبروا وأصبحت التزاماته الأسرية أقل كام وجدة، كما أنني أغلقت العيادة وتركت المستشفى وتفرغت للعمل العام كنائبة في البرلمان ومسؤولة عن مبادرة ١٠٠٠ يوم ذهبية.
كيف ترين الفتيات اللاتي يتجنبن دخول كلية الطب بسبب مشقتها؟
بالفعل من يدخل كلية الطب يجب أن يكون عاشق لمهنة الطبيب وليست كمكانة اجتماعية أو مكانة مادية، لأنها دراسة صعبة كما أنها تحتاج لمجهود من أجل التوفيق بين حياتك الأسرية وعملك طبيبة وكثيراً ما يأتي ذلك على حساب نفسك، لن تجدي في الكثير من الأوقات وقت لنفسك للراحة.
كيف ترين عمل الأم الحديثة كطبيبة؟
نصيحتي لكل الطبيبات أو غير الطبيبات من حديثات الولادة أن تحصل على إجازة لمدة على الأقل الألف يوم الأولى من ولادة الطفل لكي تستطيع تربيته والعناية به ورضاعته، لأنها بعد ذلك عندما يتحدث أي مشكلات صحية له ستلوم نفسها على هذا الوقت، وهي يجب أن تكرس هذا الوقت لطفلها وليس للعمل.
ما هي أبرز الجوائز التي حصلت عليها؟
حصلت على جائزة من مشروع أطفال الأصحاء الأمريكي في يناير/كانون الثاني ٢٠٢٠م، كما حصلت على الميدالية الذهبية من الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال في عامي ٢٠٠٨و ٢٠٠٩، وشهادة تقدير في عام٢٠١٣ وتم تكريمي من رابطة طب الأطفال الكويتية في عام ١٩٩٨ كما حصلت على درع من وزير الصحة الكويتي نظراً لحصولي على المركز الأول لدبلوم طب الأطفال من جامعة دبلن في عام ١٩٨٤، في عام 2023 درعَ الأميرة منى الحسين الهاشميّ من مؤسسة كلية الأميرة منى للتمريض في المملكة الهاشمية الأردنية، في مصر، فتم تكريمي في عام ٢٠٠٥ من نقابة الأطباء نتيجة لقيادتي فريق العناية المركزة في فصل توأم متصل بالمخ، والتي تعتبر حالة نجاح فريدة من نوعها، كما تسلمت درعَ محافظ الإسكندرية؛ تقديراً لجهودي في مجال تحسين صحة الطفل والقضية السكانية في المحافظة، وحصلت على ١٨ جائزة على مستوى العالم وعلى المستوى المحلي.
كيف رأيت التحديات في تطوير القطاع الصحي في مصر؟
اؤمن التطوير لن يتم خطوة واحدة لأن التطوير له جانب علاجي وجانب وقائي، لأن الذي حدث في مصر على مدى سنوات طويلة يسبب ترهل في المنظومة الصحية أدت إلى ٣ محاور الخدمات الصحية في مصر تحتاج إلى مجهود كبير جداً، والعامل البشري أهمهم، كما يقول الإنجليز ليس مشكلة المدفع، ولكن من يضرب المدفع، يؤخذ وعتاب على أن الفريق الصحي في مصر أن الوظيفة الصحية في مصر شيء مفروغ منها، من بداية تعيينه يظل إلى أن يخرج على المعاش، وبالتالي تطوير النفس كطبيب أو ممرضة أو مقدم خدمة صحية من أي نوع ليست وظيفته أو مهمة، إذا الدولة وفرتها له أهلا وسهلا، وإذا لم توفرها فهو يجلس في مكانه فقط، هذا لا يمكن أن يستمر لأن الدولة تحاول أن تعمل ما عليها، ولكن لدينا في مصر عدد كبير من الأطباء والتمريض، والكفاءات تحتاج أن تعمل على نفسها، ولا أحد سينتظر الدولة أنه يأخذ تدريب تعطي له كل التدريب أما لا يفعل شيئا.
ما هي الآثار السلبية لعدم تدريب الأطباء وكيف واجهتيها؟
لا يعتبر مردود عدم التدريب سلبياً على الشخص وحده ولكن على الخدمات الصحية من الناحيتين، لو أنا طبيب غير جيد أو غير كوفئ أو ممرضة غير جيدة، سأرى بشكل خاطئ وغلط، سأطلب تحاليل غير مضبوطة، وبالتالي سأكتب أدوية غير مضبوطة وغير دقيقة، وبالتالي سيحدث مستهلكات أكثر، وسيحدث لي مضاعفات كثيرة، كل هذا يساوي مصروف في الخدمات الطبية خطير، نصف الخدمات الطبية التي تصرف أو نصف الميزانية هي علاج للمشاكل الصحية، وسوء التشخيص، والاستخدام الخاطئ في التحاليل والإشاعات، ويعد الجزء الثاني أن عدد أيام استهلاك المريض السرير يتزايد، لأن لو الطبيب يقوم بتشخيص المريض بطريقة صحيحة يجلس يومين في المستشفى ويستكمل علاجه في البيت، لكن الطبيب يدخله من حلقة لحلقة، يصاب بعدوى يجلس ١٥ يوم، ويأخذ مضاد حيوي، بعدها يحدث له مضاعفات في ذراعه يجلس في المستشفى أسبوع أضافي، عدم تشخيص الطبيب مريضه بشكل صحيح يجعله يجلس ٢١ يوم وفي النهاية يظهر أنه مريض بالالتهاب السحائي، وعندما يذهب المريض للبيت ينتج تخلف عقلي أو تخلف في القدرات، وكل ذلك نتيجة عدم التشخيص الصحيح لمريض التهاب السحائي، لأنه كان لا يوجد لدى الطبيب عوامل عدم منع العدوى كي لا تسبب له الالتهاب السحائي، المنظومة متكاملة تحتاج تعمل على ما قبلها، انا كشخص أركز في الجزء الذي أفهم فيه وهو طب الأطفال.
قمت بدوري كطبيبة أطفال خارج المجلس، لتدريب طبيب الأطفال بشكل صحيح، حيث أحضرت امتحانات الزمالة في مصر وأحضرت امتحانات دبلوم طب الأطفال، واحضرت برنامج لتدريب الأطباء على أساسيات طب الأطفال، لمدة سنة بالتدريب ولذلك تعمل طبيب جيد، وبعد ذلك اشتغلت على الجانب الوقائي، فعملت مبادرة الألف يوم الذهبية هذه تجعل الإنسان وأهله يعملوا عليه بشكل جيد.
ما هي فكرة حملة الألف يوم ذهبية؟
تكمن فكرة الألف يوم ذهبية في أن يقوم أهله والقطاع الصحي بالعمل عليه بطريقة صحيحة تحافظ على ٨٥ % من قدراته الصحية والنفسية والاجتماعية في الألف يوم الأولى من حياته والتي تشمل ٢٧٠ يوم حمل ٧٦٠ يوم والطب أثبت انه مسؤول عن ٨٥% من قدراته الجسمية، التقزم يأتي في ١٠٠٠ يوم، التوحد يأتي في ١٠٠٠ يوم ، ضعف المناعة يأتي في ١٠٠٠ يوم، سوء التغذية والسمنة يأتي في ١٠٠٠ يوم، أمراض الربو والحساسية يأتي في ١٠٠٠ يوم، والذي يضيع لا يعوض، ولو تركنا أطفالنا دون رعاية خلال ١٠٠٠ يوم الأولى لن نستطيع تعويضها ولن ترجع مرة أخرى، لن تعود كلها، وسنبذل مجهود أكبر وسنرجع نسبة قليلة منها.
هل ترين أن مشكلة الألف يوم الذهبية في عدم وجود خدمات طبية أو عدم وعي الوالدين؟
الاثنين معاً، عندنا غياب وعي الآباء سواء الأب والأم والزوج والزوجة أيضاً الاثنين يتزوجون ولا يعرفون معنى الزواج، وكيف يحافظون على هذا الزواج، وكيف يتعاملون مع المشاكل التي تواجههم، ولذلك خصصنا جزء من الألف يوم للتثقيف الزوجي، غياب الوعي جزء مستمر في مبادرة الألف يوم، حيث يتم توعية الزوجين، كيفية تربية الأولاد، كيفية تغذية الطفل وطعامه، كيفية تربية الأطفال الإيجابية بعيداً عن التربية السلبية، وكيف يتابعون تطورهم، ويحفظوا هذا التطور، وتشخيص الطفل إذا كان متأخراً والتشخيص مبكراً، كي نساعد الأطفال وذلك من خلال مستشار الأسرة وطول الوقت بعدما تحولت المبادرة إلى مبادرة رئاسية هي تطبق في منشآت وزارة الصحة نعمل غرف المشورة ويجلس فيها مستشار الأسرة ومقدم المشورة وهو عبارة عن طبيب أسنان أو صيدلة أو علاج طبيعي، هم أعداد زائدة في وزارة الصحة يمكن أن تأخذ وظيفة بجانب وظيفة، ونسميهم المشاركة في المعاش، وندربهم على برنامج معتمد من أمريكا، ومعتمد من هيئات عالمية، من أجل رفع الوعي.
يعد الجزء الثاني الممارسات الطبية عندنا مشكلة خطيرة، الولادة القيصرية تمثل ٧٢% من ولادات مصر، وفي بعض المحافظات يمكن أن تصل إلى ٩٢% أو ٩٥%، المشاكل الصحية القيصرية يعرض الأم للموت أثناء الولادة المشيمة المتوغلة والنزيف، يعرض الأم للتخدير المستمر وبكل مشاكله يعرضه لمضاعفات الجراحة.
أما المضاعفات على الطفل تحرم الطفل من التعرض للبكتيريا الحميدة لأنه لا يأتي من مجرى الولادة الطبيعية ولذلك يتعرض للتوحد، والسمنة، ضعف المناعة والحساسية، الرئة مليئة بالماء كل هذا يؤثر على الإنسان، الحضانات مغلقة على الطفل لوحده يؤثر على الطفل سلبيا، ٢٥% إلى ٣٠% يدخلون الحضانة ويؤثر على نفسية الطفل لأنه لا يكون في حضن أمه بعد الولادة معزول عن أمه وأبوه، ويكلف الدولة ٢٥٠٠ جنيه يومياً، المفروض يدخل في العالم الطفل ١٠ في المائة فقط الزيادة تكلف الدولة ٧٨ مليار جنية سنوياً.
تعرض الطفل إلى الاكتئاب والانفصام في الشخصية، لأنه لم يحدث له الاستقرار النفسي نتيجة أنه حرم من حضن أمه، والألف يوم تقوم على ٣ محاور محور المشورة الأسرية المتكاملة تحدث في كل مراكز الرعاية الصحية الأولية من محافظة لمحافظة ومستشفيات النساء والولادة وأول مبادرة تربط بين المستشفيات وبين مراكز الرعاية الصحية الأولية والأم سيكون لها ملف واحد الكتروني يربط ما بينها ومكان ما تذهب يكون لها ملف الكتروني.
كيف نجحت في إيجاد بديل لفكرة تنظيم الأسرة التقليدية؟
المشورة الأسرية المتكاملة عملت نقلة نوعية في ملف السكان أيضا مصر كانت تقول طفلين يكفي ناس تقول المال والبنون زينة الحياة الدنيا، كانوا يتحدثون بالدين، ولكن كان لابد أن أتحدث معهم عن صحة الطفل لا تحمل آلام في بيئة مستقرة تربي الطفل سنتين والرضاعة حولين، استعداد الأم للحمل، ونعمل حمل متباعد نحارب الزواج المبكر من ٢٠ إلى ٣٥، وأطفال اصحاء اطفال قادرين على التعلم، ومرتبطين بآلام لن يكلفوا الدولة الكثير الأسرة ستكون مكونة بشكل جيد.
ما هي أبرز إنجازات مبادرة الألف يوم الذهبية؟
المبادرة الذهبية توفر للدولة ٢٨٨ مليار سنوياً لو طبقت صح من ٧ أمراض، مثل الوقاية التقزم يوفر ٢٠ مليار، الطفل المريض بالسكر يوفر على الدولة ٢٥ مليار، الطفل المصاب بالتوحد بسبب القيصرية يوفر للدولة ٢٥ مليار، عدم دخول الطفل إلى حضانات توفر ٨٧ مليار، التشوهات الخلقية كل طفل يكلف الدولة ٣٠ ألف جنية، ولدينا ٢ مليون طفل معاق بسبب سوء التغذية وزواج الأقارب وعدم المتباعدة بين الحمل والثاني، دخول الحضانات يكلف الدولة ٦ مليار وهذا في عام ٢٠١٨ جمع ٢٨٨ مليار من خلال الألف يوم الذهبية ودعم الحكومة نحن ذهبنا المحافظات من ٢٧ محافظة نعمل مع التأمين الصحي الشامل وصلنا القطاع الخاص ونعمل معهم مثل التأمين الصحي والشركات الخاصة تعمل معنا، والسنة الجديدة سننتهي من ٢٧ محافظة.
كيف ترين دور المرأة في المجتمع؟
المرأة هي الأسرة بأكملها، ليست في كيانها ولكن كمسؤولة في قدرتها على تكوين الضمير الحي للأسرة، هي التي تربي الأطفال، وتسند الرجل، هي الكيان الذي يلملم الأسرة حول البيت، ولذلك احترم جداً تقدير الرئيس السيسي للمرأة، لأنه يعرف دورها الحساس والحيوي، لأن المرأة إما أن تدمر شعب أو تصلح وطن، لأن المرأة ضلع من ضلع الرجل، ولا يعلو صوتها على الرجل، وليس لأننا ستات وانتم رجال ونصرخ ونقول نحن مثل بعض، ولكن الحقيقة أن المرأة والرجل مثل بعض في الحقوق، بمعنى تأخذ المرأة حقها كامرأة، والرجل يأخذ حقه كامل كرجل، لذلك الاحترام بين المرأة والرجل سينتج عنه مجتمع ملتزم، لا بد أن نقف بجانب بعض والرجل يسعى في كل اتجاه، والنساء تأمن البيوت، لأنه يشن ضدنا حرب في الوعي، وحرب في تغيير المفاهيم، ونشر أفكار غير حقيقية.