سياسيون عراقيون: دولتنا بلا سيادة وعلاقة البارزاني بتركيا مثيرة للشكوك

تلقى انتهاكات الاحتلال التركي في جنوب كردستان (شمال العراق) المستمرة انتقادات واسعة لدى الشارع العراقي، وكذلك العلاقة بين البارزانيين وأنقرة، بحسب ما يؤكد مراقبون عراقيون.

وعلى مدار الأسابيع الماضية يعزز الاحتلال التركي وجوده العسكري في عدة مناطق بجنوب كردستان عبر الدفع بآلاف الجنود وعشرات الدبابات وتنفيذ غارات وضربات أزهقت أرواح الأبرياء، وطالت البنى التحتية، وتسببت في نزوح بعض القرى، وكل هذه يُغطّى بغلاف كاذب هو "حماية الأمن القومي التركي".

الأمر الملاحظ بشدة من عمليات الاحتلال التركي في دهوك أنه يستخدم القوة المفرطة ويتوغل في الأراضي العراقية دون أي تراجع، ما يوحي بأن لديه ضوء أخضر من قبل الحكومة المركزية العراقية وحكومة إقليم كردستان وتحديداً عائلة البارزاني، على نحو انعكس في شكل مواقف مذرية تنطبق عليها توصيفات تتراوح بين الخضوع والتواطؤ.

مرفوضة شعبياً

لا يتوفر وصف.

يقول الإعلامي والكاتب العراقي علي هاشم شندي، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن العمليات العسكرية التركية في العراق تشهد حالة غير مسبوقة من التمادي، على نحو يثير غضب العراقيين جميعاً، مشدداً على أن الشعب العراقي في غالبيته لا يجد سبباً كافياً لتفسير هذه الممارسات والتدخلات التركية.

وانتقد شندي موقف الحكومة العراقية المركزية وكذلك موقف حكومة إقليم كردستان التي تقودها عائلة البارزاني من الاعتداءات التي تقوم بها أنقرة، وعدم تقديم أي منهما ما يفسر هذا الوضع الغريب الذي تحول إلى وضع مؤلم ومرهق ومعيب ومخيف، وكل هذا ولا يوجد رأي رسمي يفسر ما يجري، وإنما يقتصر الأمر على الرأي الشعبي الرافض لانتهاكات الاحتلال التركي المستمرة منذ فترة.

وقال شندي إن حكومة بغداد تترك الأمر فيما يبدو لحكومة إقليم كردستان، في وقت قد تكون هناك اتفاقات بين مسعود البارزاني والحكومة التركية، كما أن لدى أنقرة أوراق ضغط سواء على حكومة محمد شياع السوداني أو على أربيل (هولير) سواء كملف المياه وملفات السياحة والتواجد التركي في الموصل.

وانتقد الإعلامي العراقي كذلك موقف مجلس النواب الذي لا يجتمع ولا يصدر أية قرارات أو إدانات، قائلاً إنه كان يتوجب أن يجتمع في هذا التوقيت الحساس ويصدر إدانة واضحة لما تقوم به تركيا من اعتداءات على سيادة العراق، بدلاً من الاكتفاء ببعض الإدانات والاستنكارات التي تصدر بشكل فردي.

موقف حكومة الإقليم

وفي ختام تصريحاته لوكالة فرات للأنباء، يقول علي هاشم شندي إن الحكومة العراقية مطلوب منها أن يكون لديها موقفاً واضحاً وحاسماً تجاه الاعتداءات التركية، كما أن على حكومة إقليم كردستان أن تكون مع خيار وقف هذه الحرب التركية وضد الوجود التركي في شمال البلاد.

كما نوه إلى أن طبيعة العلاقات القوية بين مسعود البارزاني والجانب التركي تثير الشكوك والريبة، كما أنها يمكن أن تكون سبباً في حدوث صدامات داخل إقليم كردستان مع الرافضين لهذه العلاقات لا سيما في ظل العدوان التركي.

أزمة سيادة


لا يتوفر وصف.

زاوية أخرى تفسر ما يجري يتحدث عنها السياسي العراقي صلاح المختار الذي يقول، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن العمليات العسكرية التركية طبيعية إذا تذكرنا طبيعة المخطط الأمريكي منذ احتلال العراق في 2003، الذي اعتمد عديداً من الأساليب لتفكيك العراق وتدمير الدولة العراقية بالكامل ومن بينها هدم سيادة العراق تماماً، فلم يعد هناك مجالاً للحديث عن أي سيادة للعراق.

وأضاف المختار أن الدولة العراقية خاضعة لاحتلال أمريكي واحتلال إيراني تام واحتلال تركي، كمل أن هناك عصابات ومنظمات إرهابية مرتبطة بعدة جهات إقليمية وعالمية، وكل هذه المنظمات والجهات تمارس دوراً سيادياً أو بشكل واقعي فلدى كل واحدة قطعة من الأرض تمارس عليه سيادتها بمعزل عن الحكومة أو أي جهة أخرى عراقية، ولهذا فإن مسألة السيادة معدومة منذ الغزو الأمريكي في 2003، أي منذ نحو 21 عاماً.

ويشدد السياسي العراقي على أن كل هذه الدول والجهات التي تمارس الاحتلال في العراق وتنتهك سيادته تريد طحن الدولة العراقية، وليس الدولة فقط، بل تريد طحن كل القوى السياسية العراقية، بما في ذلك القوى الموالية لهذه الأطراف، معتبراً أن كل هذا يأتي في إطار مخطط تفكيك العراق ومنطقة الشرق الأوسط ككل.