الشهيدة ميترا تركت وراءها حياة من المقاومة
تركت المقاتلة ميترا التي استشهدت في منطقة خاكورك في السادس من تشرين الأول من عام 2024 نتيجة هجمات دولة الاحتلال التركي، وراءها حياة مليئة بالمقاومة و أغاني الحرية.
تركت المقاتلة ميترا التي استشهدت في منطقة خاكورك في السادس من تشرين الأول من عام 2024 نتيجة هجمات دولة الاحتلال التركي، وراءها حياة مليئة بالمقاومة و أغاني الحرية.
أبناء الشعب الكردي كبروا على آلام عظيمة في وطنهم المحتل، ولطالما أرادوا أن يأتي ذلك اليوم الذي يروا فيه وطنهم محرراً، ولهذا فقد لجأوا خطوة بخطوة نحو القائد آبو، وأصبحوا مقاتلو القضية الكردية، ابتسامتهم أصبحت وردة على خدودهم، وصوتهم أصبح لحناً للحرية، ونشرت صداها في كل مكان من العالم، أصبح صوتاً للمطالبين بالحرية وللنساء الأسيرات، ضحكتهم وحديثهم أثار إعجاب الانسان، وكانت الرفيقة ميترا ماني (زينب أصلان) أيضاً واحدة من هؤلاء المقاتلين، بمجرد أن رآها شخص ما، كان يحبها، لقد كانت تمثل وقفة نساء بوطان، وتستكمل وقفتها هذه بفلسفة وأيديولوجية القائد آبو.
ولدت في عائلة وطنية في جزيرة بوطان مركز المقاومة، كبرت وترعرعت على قصص مقاومة شعبها، إذا كان الطفل يشعر بألم شعبه لأول مرة عندما يولد، فإن مستقبله يتحدد أيضًا منذ اليوم الأول، منذ طفولتها، نبتت بذور المقاومة في قلبها، وعندما أصبحت شابة، فإن دعوات المقاومة التي كانت تشعر بها منذ طفولتها لم تتركها أبدًا، ولذلك كان كل شارع في الجزيرة شاهداً على مقاومة ومعاناة شعبها، في كل لحظة كانت تسمع صراخ الأمهات، وأصوات المقاومة، وأصوات الآلاف مثل بيريفان، واتخذت من هذا الصوت أساس لها ودخلت في البحث والتنقيب، وكان هذا أيضًا السبب الذي دفعها إلى التوجه للانخراط في نضال حرية كردستان، لذلك تركت الدراسة في مدارس الفاشية وانضمت إلى قضية شعبها في سن مبكرة.
زينب أصلان، التي شاركت بشكل فعال في العمل الشبابي، تحملت العديد من المسؤوليات في شبابها، شاركت في عملية الإدارة الذاتية وقامت بالعديد من المهام الملقاة على عاتقها، وباعتبارها امرأة من بوطان، قامت بتقييم كل فرصة بعناية وخاضت صراعاً فعالاً ضد العدو، ورغم هجمات الدولة التركية، إلا أنها لم تستسلم أبداً في خوض المقاومة، وبإرادتها الحرة أفشلت هجمات العدو، أثبتت مرة أخرى أن الشبيبة الكردية لا يتخلوا عن قضية الحرية، أدركت زينب أصلان أن البديل الوحيد للحياة في ظل النظام هو الانضمام إلى صفوف الكريلا، وفي الوقت الذي كانت تتعرض فيه حركة الحرية والشعب الكردي لهجمات خطيرة، قررت الانضمام إلى صفوف الكريلا، في عام 2015، توجهت إلى الجبال، وبعهدها لذكرى الشهداء، خطت الخطوة الأولى ضمن صفوف الكريلا وحملت اسم ميترا ماني.
اتخذت من نهج زيلان وبيريتان أساس لها
حيث أدركت المقاتلة ميترا ماني، المرأة الذكية للغاية وذات كفاءة عالية، ماهي الخطوة التي يجب عليها أن تقوم بها في النضال، مع كل خطوة قوية، واقتربت من هدفها، بعد تدريبها كمقاتلة جديدة، فيما أرادت المشاركة بنشاط في الحرب وتصبح مقاتلة شجاعة ومنتجة وقوية، أرادت أن تتقدم وتتطور من الناحية العسكرية، وشاركت في تدريب متخصص، باعتبارها مقاتلة ماهرة في صفوف وحدات المرأة الحرة YJA Star، وبعد أن اكملت تدريبها، اقترحت أن تنضم إلى المناطق التي تتعرض لهجمات العدو العنيفة للانتقام لرفاقها الشهداء.
من أجل تحقيق أهدافها، أزالت الرفيقة ميترا كافة الصعوبات التي من شأنها أن تقف في طريقها، وأصبحت مقاتلة قيادية في نضال الحرية، وكانت مقاتلة متعددة الجوانب، من ناحية كانت فنانة ومن ناحية أخرى مقاتلة، لقد أظهرت موقفاً جمالياً في أغانيها كما في فنونها القتالية، لقد كانت قوية مثل مياه دجلة النقية، نقية ومهيبة مثل جبل جودي، ومن خلال أغانيها، أوصلت صوت الجبال إلى القائد آبو ورفاقها، أصبحت ميترا بوطان ممثلة لوقفة زيلان وبيريتان خلال حياتها، بأحاديثها وصبرها ونضالها، منحت الأمل لمحيطها ورفاقها.
نتيجة هجمات جيش الاحتلال التركي في منطقة خاكورك في السادس من تشرين الأول من عام 2024 ارتقت رفيقتنا ميترا مع رفيقتها أكين دلدا( زيلان محجوب) إلى مرتبة الشهادة، الشهيدة ميترا التي قامت بوظيفتها ومسؤولياتها على أكمل وجه، تركت وراءها حياة مليئة بالمقاومة و أغاني الحرية.