الخبر العاجل: قوات مجلس منبج العسكري تقضي على 13 مرتزقاً للاحتلال التركي وإصابة آخر

سياسيون مصريون: أوجلان رجل سلام وعلى النظام التركي اتخاذ خطوات أكثر للأمام

لا تزال ردود الأفعال الإقليمية والدولية تتواصل بشأن مخرجات اللقاء الأخير للقائد والمفكر عبدالله أوجلان، باعتباره رجل سلام أبدى مرونة وانفتاحاً، وفق آراء سياسيين مصريين.

أعرب خبراء وسياسيون مصريون عن ترحيبهم بمخرجات اللقاء الأخير الذي سمحت به السلطات التركية للمفكر عبدالله أوجلان، القابع في سجن إمرالي لنحو ربع قرن، مع عضوي وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب بروين بولدان وسري سريا أوندر، كثاني زيارة له خلال الفترة الماضية، وبما نتج عن اللقاء من رسائل إيجابية.

ونقلا عضوا الحزب عن القائد عبدالله أوجلان قوله إن إعادة تعزيز أواصر الأخوة التركية الكردية هي مسؤولية تاريخية ومهمة جداً وضرورية لمصير كافة الشعوب، مؤكداً أنه لنجاح العملية، من الضروري أن تقوم جميع الدوائر السياسية في تركيا بأخذ زمام المبادرة، والتصرف بشكل بناء وتقديم مساهمات إيجابية، دون الوقوع في حسابات ضيقة ودورية.

وقال القائد أوجلان إن لديه القوة والتصميم لتقديم المساهمة الإيجابية اللازمة للنموذج الجديد الذي يعززه "السيد بهجلي والسيد أردوغان"، مؤكداً أنه على استعداد لاتخاذ الخطوة الإيجابية اللازمة وإجراء النداء اللازم، منوهاً إلى أن "هذه الجهود ستأخذ البلاد إلى المستوى الذي تستحقه وستكون أيضاً دليلاً قيماً للغاية للتحول الديمقراطي".

انفتاح ومرونة

يقول الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن القائد الكردي عبدالله أوجلان أبدى انفتاحاً كبيراً على ما يمكن تسميته من مبادرة من قبل الرئيس التركي أردوغان وحليفه في حزب الحركة القومية دولت بهجلي، لا سيما أن تكرار الزيارة يعني أننا أمام انفتاح.

وأضاف غباشي أن ما خرج عن هذا اللقاء وما جاء على لسان أوجلان يعبر عن أنه منفتح على أي أطروحات بشأن حل للقضية، وأنه من حيث المبدأ مرحب بما طرح، وأنه ليس لديه أي تحفظات، مؤكداً أن أوجلان أبدى مرونة خلال الزيارة الأولى مع النائب عمر أوجلان، ثم يأتي السماح بالزيارة الثانية، وهذا يعبر عن حالة مرونة متبادلة بين الطرفين إلى حد ما، وبالتالي فنحن الآن ننتظر الأسس التي سيكون عليها الحوار بين الطرفين مستقبلاً.

ويرى الخبير السياسي المصري أن النظام التركي عليه الآن البناء لطبيعة إدارة هذا الحوار، كما أن الجانب الكردي عليه أيضاً أن يجهز نفسه لآليات الحوار خلال المرحلة القادمة، ويبدي أطروحاته ويكون لديه البدائل الممكنة، لا سيما وأن المؤشرات تقول إن الملف الكردي جاء وقت تحقيقه لانفراجة، كما تقول إن هناك مباركة إقليمية لأي انفتاح بشأنه خلال الفترة الحالية والمقبلة.

ورغم حالة التشدد الكبيرة التي كان يقودها نظام أردوغان وحليفه الحركة القومية تغيرت الأمور بدرجة كبيرة خلال الأشهر الماضية، وبدت مؤشرات على إمكانية أن تحمل الفترة المقبلة تغيراً يتعلق بالقضية الكردية، وربما رغبة من النظام في توحيد الصف الداخلي؛ في ظل المتغيرات والصراعات التي تضرب منطقة الشرق الأوسط، والتي تركيا ليست في منأى عنها.

انفتاح يعبر عن فلسفة أوجلان

بدوره، يقول هاني الجمل الباحث في الشؤون الدولية والإقليمية، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن الزيارة هي الثانية، وتعبر عن توجه لدى النظام التركي للانفتاح على الكرد داخلياً، الأمر الذي التقطه المفكر عبدالله أوجلان بترحيبه بهذه المبادرة كرجل سلام، يسعى إلى أن يتحقق الانصهار بين الحضارتين التركية والكردية، لإيجاد نوع من السلام الشامل في المنطقة.

وأضاف الجمل أن الزيارة تأتي في ظل حالة جديدة وهي سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، والتحول الذي قد تشهده الدولة السورية الجديدة، والتي سيجد فيها المكون الكردي مكاناً فيها لا شك، سواء في الجيش أو مؤسسات الدولة أو الدستور الجديد، الذي يجب أن يكون حامياً لحقوق جميع المكونات ودورهم الإيجابي في المجتمع.

ويلفت الخبير السياسي المصري كذلك إلى أن السياسيين الذين زاروا أوجلان نقلوا رسائل إيجابية، من شأنها إتاحة المساحة لتوافق بين الكرد والإدارة التركية، التي إن حققت حالة من التفاهم فإن من شأنها الإفراج عن المفكر أوجلان، والذي جاء صموده في سجنه طوال تلك الفترة، ليؤكد أنه لا مجال إلا للتعايش بين الكرد والترك، وأنه لا بد من حل للقضية الكردية.

ويؤكد الجمل أن رسائل المفكر أوجلان من الزيارة الأخيرة عكست كذلك أفكاره وفلسفته، التي أنتجها خلال سنوات سجنه، والتي تقوم على فكرة العيش المشترك والتسامح المتبادل، مشدداً على أنها قيم من شأنها حل كثير من المشكلات الإثنية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط عبر الاندماج وليس الأقصاء، وبالتالي فتحن أمام فرصة لاحتواء الأزمة التركية – الكردية وخلق التوافق، وإمكانية البدء في حوار بين الجانبين.

ويرى الجمل أن الأمر بيد النظام التركي الآن، فما خرج من رسائل من قبل أوجلان يضع أردوغان أمام فرصة مناسبة لإعادة بناء العلاقة مع الكرد، وتعديل الدستور بما يضمن حقوق الجميع، وبالتالي فإنه سيكون أمام فرصة لإعادة إنتاجه كرئيس لكل من يعيش على الأراضي التركية سواء ترك أو كرد أو غيرهم، وما سيكون لذلك من تهدئة للصراعات التي تشهدها المنطقة.