"كيف يمكن بناء سوريا جديدة على أساس الشريعة الإسلامية فقط؟"

أكدت العضوة في الاتحاد النسائي السرياني وممثلة الاتحاد في مجلس المرأة لشمال وشرق سوريا، صباح شابو بأن منذ تشكيل الحكومة المؤقتة، تواجه المرأة تحديات كبيرة، أبرزها استبعاد النساء من الطوائف الأخرى وتقليل قيمة المرأة في المجتمع.

أجرت وكالتنا وكالة فرات للأنباء لقاءً مع صباح شابو، العضوة في الاتحاد النسائي السرياني في سوريا وممثلة الاتحاد في مجلس المرأة لشمال وشرق سوريا، تطرقت في بداية حديثها إلى مكانة المرأة السورية، قائلة: "مكانة المرأة في سوريا تعود إلى عمق التاريخ، من حكم الملكة زنوبيا ومملكة ماري، حيث كانت المرأة السورية جزءاً أساسياً في بناء المجتمعات. رغم التغيرات التي شهدتها سوريا اليوم، ومحاولات النظام السابق لتقليص دور المرأة والتقليل من مكانتها، فإن المرأة السورية كانت دوماً موجودة ولها دور بارز، وبينما كان الاتحاد النسائي في تلك الفترة مجرد منظمة تهتم بشؤون المرأة دون أن يكون لها دور مؤثر، خاصة مع اعتماد النظام على القانون الشرعي الإسلامي وعدم الموافقة على اتفاقية سيداو.

وأضافت: "لقد ناضلت المرأة السورية بشكل كبير خلال الحرب المستمرة منذ 14 عاماً، ولها دور كبير في بناء سوريا الجديدة. وفي مناطق شمال وشرق سوريا في إطار الإدارة الذاتية، أثبتت المرأة قدرتها على إدارة المؤسسات والمشاركة في كافة المجالات، ما يفتح المجال أمامها لتحقيق المزيد من التقدم".

وعن الانتهاكات التي تحصل بحق العلويين في الساحل السوري، قالت صباح شابو: "تتم انتهاكات للمراكز الدينية المسيحية، مما يثير مخاوف كبيرة لدى النساء العلويات والمسيحيات، اللواتي يناضلن من أجل حقوقهن المسلوبة، رغم التصريحات التي تدعو إلى عدم المساس بحقوقهن".

وفيما يخص تصريحات السيدة عائشة الدبس، المسؤولة عن شؤون المرأة في الحكومة المؤقتة، أوضحت صباح أنهن يرون تناقضات كبيرة في تصريحات السيدة عائشة، حيث تدعو جميع النساء للعمل والمشاركة في الحكومة الجديدة، لكنها في نفس الوقت ترفض قبول أي رأي مخالف. كيف يمكن بناء سوريا جديدة على أساس الشريعة الإسلامية فقط، مما يستبعد العلمانية ويهمش النساء المسيحيات والدروز وغيرهن من الطوائف، هناك تناقضات واضحة في الحكومة وازدواجية في التصريحات، إذ يتم حصر المرأة ضمن نطاق العائلة والمنزل فقط، ومنعها من المشاركة في العمل الإداري. في حين أن سوريا تحتوي على شريحة واسعة من النساء المثقفات، وتظهر تصريحات السيدة الدبس وكأنها تسعى لإرجاع المرأة إلى العصور الحجرية".

وأنهت صباح شابو العضوة في الاتحاد النسائي السرياني في سوريا وممثلة الاتحاد في مجلس المرأة لشمال وشرق سوريا، حديثها قائلة: "منذ تشكيل الحكومة المؤقتة، تواجه المرأة تحديات كبيرة، أبرزها استبعاد النساء من الطوائف الأخرى وتقليل قيمة المرأة في المجتمع، فنرى اليوم أن النساء السوريات لديهن القدرة على أن يصبحن وزيرات، قاضيات ومحاربات، ويستطعن تشكيل جيشهن وحماية أرضهن. فالمرأة تشبه الشجرة الخضراء التي تمد فروعها في المجتمع من أجل بنائه بشكل ديمقراطي."