مصير مجهول ينتظر سكان ناغورني كاراباخ بعد استيلاء اذربيجان عليها

تعرض سكان ناغورني كاراباخ للتهجير القسري وأعمال الإبادة الجماعية بعد استسلام الجيش الأرميني في الإقليم بشكل مفاجئ للاجتياح الأذربيجاني، وباتوا يواجهون مصيراً مجهولاً بعد سقوط الإقليم في يد الأخيرة.

كشفت فيزا يعقوبيان، المدير التنفيذي للهيئة الوطنية الأرمينية للشرق الأوسط، أن المعركة الحالية بين أرمينيا وأذربيجان هي الحرب الثالثة بينهما الأولى كانت عام ١٩٩٤ وهي التي استطاع فيها الأرمن أن ينتصروا ويفرضوا سيطرتهم على إقليم كاراباخ ، وأعلنت كاراباخ استقلالها من جانب واحد، وفي عام ١٩٩١ لم يعترف بها المجتمع الدولي أو حتى أرمينيا نفسها.

 وأكدت يعقوبيان في تصريح خاص لوكالة فرات، أن حكومة كاراباخ استمرت ببسط سيطرتها على الإقليم واحتفظت باستقلالها ٣٠ عاماً حتى عام 2020  وهي المعركة الثانية في كاراباخ التي انتصرت فيها أذربيجان، كونها كانت غير متكافئة. الأرمن كانوا غير مسلحين بتقنية عالية ولم تقف اي دولة بجانب أرمينيا، وعلى الجانب الآخر أذربيجان وقفت بجانبها تركيا بالإضافة إلى أسلحة إسرائيلية عالية التقنية، بالإضافة إلى روسيا التي كانت حليفا استراتيجيا مع أرمينيا ولم تقف بجوارها في هذه الحرب، والموقف الذي اتخذه رئيس الحكومة الحالي نيكول باشينيان مما أدى إلى خسارة ارمينيا للحرب.

وأضافت المدير التنفيذي للهيئة الوطنية الأرمينية للشرق الأوسط،  اليوم استمرت أذربيجان بفرض حصار على كارباخ لمدة تسعة أشهر، وهو حصار بري كبير منعت عنها المواد الغذائية، والأدوية والمواد الأولية. أدى الحصار، الذي هو عبارة عن تطهير عرقي ضد الشعب الأرميني في المدينة، إلى حدوث وضع مأساوي كبير. ومنذ أيام فتحت الطريق للوصول للمساعدات الإنسانية التابعة للصليب الأحمر.

وأكدت يعقوبيان، أن أذربيجان قامت في اليوم الثاني بقصف المدن والبلدات في الإقليم، مما تسبب بنزوح عدد كبير من الأهالي ليتجاوز عدد القتلى الـ 200 والجرحة الـ 500. ضف الى ذلك عزل القرى عن بعضها البعض والتي لم يُعرف مصير سكانها الى الآن. كما تسبب الهجمات بفقدان الكثير من الأطفال وجرح آخرين، واضطرت بعض القرى للنزوح عن طريق قوات حفظ السلام الروسية التي اقتادتهم الى ثكناتها ومن ثم الى مطار القوات الروسية.

وأوضحت المدير التنفيذي للهيئة الوطنية الأرمينية للشرق الأوسط،  أن السكان في ستيفانو جيرد مصيرهم مجهول، والقذائف الاذربيجانية مستمرة بالانهمار حتى أمس، وكان هناك اجتماع بين سلطات أرمينيا وأذربيجان لبحث الوضع.

وأردفت يعقوبيان، أن الشروط التي وضعتها أذربيجان على الطرف الأرميني كانت صعبة لدرجة الخضوع لسيادة أذربيجان والقبول بدمج الإقليم بأذربيجان ثم تسليم الأسلحة، الذي لا خلاف عليه. ولكن أذربيجان كانت تطالب بتسليم كل المقاتلين الرجال والشباب في جيش كاراباخ، مما جعل الوضع متوتراً، الوضع غير واضح حيث أعلن رئيس الوزراء الأرميني أنه مستعد لاستقبال ٤٠ الف عائلة من كاراباخ، وهذا يعني نزوح قسري ونزوح جماعي وإفراغ الإقليم من سكانه الأرمن. 

وأشارت يعقوبيان، أن تهجير جميع السكان والتطهير العرقي بحق السكان الأرمن في كاراباخ، هو ما تريد أن تصل إليه أذربيجان وهو تهجير السكان من أماكنهم و تجميعهم في أماكن معينة ومن ثم ترحيلهم إلى أرمينيا، وهو يعني إفراغ المنطقة من سكانها الأرمن كما حدث في إقليم ناخيتشيفان على الحدود بين إيران وأذربيجان وأرمينيا حيث تم إفراغه من سكانه الأرمن ولم يعد أحد حالياً يتحدث عن السكان الأرمن المرحلين منه.

هار الولاء للوطن  والدولة
بينما كشف أرمين مظلوميان، رئيس الهيئة الأرمينية في مصر، أن الأزمة الأخيرة في ناغورني كاراباخ (ارتساخ)، هي عبارة عن حصار شعب باكمله لعدة شهور بدون رعاية صحية ومأكل ومشرب وأساسيات العيش اليومي.

وأكد مظلوميان في تصريح خاص لوكالة فرات، أن هناك تجاهل وعدم احترام وتنفيذ قرارات المحكمة الدولية، وعدم الاكتراث بدعوات المنظمات الدولية والشخصيات العامة والدول بفتح الممر وفك الحصار عن الشعب الأرميني في أرتساخ وإعلاء المصالح على القيم الإنسانية.

وأضاف رئيس الهيئة الأرمينية في مصر، أن الحرب الأخيرة أظهرت قبح وجه المجتمع الدولي وضربه عرض الحائط لكل القوانين والأعراف الدولية لمصالحه الشخصية، واثبتت الاحداث ان ذرائع التمسك بما يسمى حقوق الإنسان، وحق تقرير مصير الشعوب، والديمقراطية ليست إلا كذبة  كبيرة يتم بها تخدير الشعوب لتنفيذ مصالح جيوسياسية قذرة.


بينما كشف كارنيك سركيسيان، رئيس الهيئة التأسيسية للمجلس الوطني الأعلى لأرمينيا الغربية، ما حدث هو جريمة نكراء واستمرار لجرائم الإبادة والترحيل القسري المستمرة منذ أكثر من قرن. وستكون لهذه الجريمة الجديدة عواقب جسيمة.
وأكد سركيسيان في تصريح خاص لوكالة فرات، مسرحية هزلية مشتركة بين روسيا وتركيا ونظام يريفان للقضاء على القضية الأرمينية. 

وأضاف رئيس الهيئة التأسيسية للمجلس الوطني الأعلى لأرمينيا الغربية، أن تركيا بحاجة لاعتراف روسيا بوحدة أراضيها، ولكن الحدود الدولية لما تسمى بدولة تركيا الحديثة غير مكتملة قانونياً، وذلك لأن معاهدة لوزان التي هي الأساس القانوني لتأسيس تركيا الحديثة، لم تحل موضوع الحدود الشرقية والشمالية لتركيا مع كل من أرمينيا وجورجيا، والآن يتم الضغط على أرمينيا لتذهب الى توقيع معاهدة صلح مع تركيا وتعترف بالحدود الحالية كحدود نهائية، وبذلك يتم إنهاء قضية أرمينيا الغربية المحتلة بشكل قانوني. 

بينما كشف سامفيل كوتسانيان، المحلل السياسي الأرميني، أن الشعب الأرميني خرج في مظاهرات بالعاصمة يريفان مطالبا بإسقاط رئيس الوزراء الحالي باشينيان، والاعتراف بآرتساخ، وإبرام اتفاق بشأن المساعدة والقتال.

وأكد كوتسانيان في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه بالنسبة للأرمن الحقيقيين، فإن آرتساخ أو إتشميادزين أو يريفان هي نفس الشيء.
وأضاف المحلل السياسي الأرميني؛ أنه إذا لم نتمكن من القضاء على هذا اللقيط، فسيكون ذلك مؤسفا للغاية، لن يتم إطلاق سراح السكان الذكور، وسوف تتم محاكمتهم جميعاً هناك باعتبارهم انفصاليين. وهذا يعادل عقوبة الإعدام.