بعد إصابة نجل البرهان بتركيا..أسرار الدور الذي تلعبه أنقرة في الحرب السودانية

كشف خبر اصابة نجل قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في تركيا، عن مدى ارتباطه بأنقرة والدور الذي يلعبه أردوغان في الحرب الحالية.

لا تزال الحرب الدامية تدور رحاها في السودان، ولم تنتهي بعد حتى صدم السودانيين بخبر إصابة ابن الفريق عبد الفتاح البرهان في حادث سير بتركيا، مما يثير التساؤلات حول العلاقات بين تركيا والسودان، والدور التركي في الحرب الحالية، وحقيقة وجود أسرة البرهان هناك.

كشف محمد مختار الخطيب، السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني وعضو اللجنة المركزية للحزب، أن إصابة نجل البرهان في تركيا، توضح بجلاء ما تم الحديث عنه منذ بداية الحرب وهو أن أبناء قيادات الجيش وقيادات الحركة الإسلامية موجودين خارج السودان، ويتنعمون بما نهبوه من الشعب السوداني.

وأكد الخطيب في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه قبل إصابة نجل البرهان كان هناك معلومات أنه اشترى قصرا بـ3 مليون دولار في تركيا وأبنائه يتعلمون في المدارس والجامعات التركية، وهذا حال جميع القيادات التي تدير الحرب الحالية.

وأضاف السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني، أنه لم نسمع عن اسم شهيد من أبناء القادة سواء داخل الجيش السوداني أو من قيادات الإخوان المسلمين في السودان، مبينًأ أن أنقرة لديها دور فيما يحدث في السودان والجالية السودانية في  اسطنبول تم السيطرة عليها من جانب الكيزان بعلم من السلطات السودانية، وهو ما يعني التضييق على السودانيين من خارج الحركة الإسلامية. 

وبين الخطيب، أن تدخل إيران في السودان يعني تدخل تركيا في السودان، كما أن هناك تقارير تشير على أن الدولتين قاما ببيع طائرات مسيرة للجيش السوداني، مشيرا إلى أن أموال الحركة الإسلامية المنهوبة من السودان توجد حاليا في تركيا، واستثماراتهم وقناة طيبة الناطقة باسمهم تصدر من تركيا. وأوضح السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني وعضو اللجنة المركزية للحزب، أن هناك دعم تركي لتيار الإخوان المسلمين والحركة الإسلامية وليس للجيش السوداني، والإسلاميين هم الذين سعوا لإشعال هذه الحرب مع ربيبهم قوات الدعم السريع التي نشأت نتيجة قرارهم السياسي والعسكري.

وأردف الخطيب، أن البرهان زار نجله بطائرة سودانية خاصة ورغم ذلك لم يقم بزيارة السودانيين الموجودين في العراء في تشاد وأوغندا ومصر ويتضورون جوعا.

Open photo

بينما كشف محمد حلفاوي، الصحفي والإعلامي السوداني من الخرطوم، أنه من الطبيعي أن تكون أسرة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان خارج السودان، على إعتبار أن بلادة تخوض حربا شرسة وهناك خطورة من وجودهم في السودان.
وأكد حلفاوي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن تركيا لديها علاقات مع السودان مستمرة ولم تنقطع، ولديها علاقات تجارية كبيرة ويكفي لفهمها أن تركيا لديها محطة حرارية كبيرة على البحر الأحمر هي التي تغذي بورتسودان العاصمة الإدارية الحالية بالكهرباء.
وأضاف الصحفي والإعلامي من الخرطوم، أن تركيا لم تظهر في الملف السوداني بما يمكن توصيفه بأنها ترغب في العلاقة مع النظام أو الإسلاميين في السودان لأن مصير الإسلاميين أنفسهم في البلاد غير معروف، مبينًا أنه لا يجب التقليل من دور الجيش وسيطرته على مفاصل الدولة وليس الإسلاميين.

وبين حلفاوي، أنه لم تتحرك تركيا بشكل جدي لإظهار العلاقات مع إسلاميي السودان، رغم أن لديها علاقات مستمرة معهم والإسلاميين يقيمون على أراضيها، وتعود تلك العلاقات لسنوات طويلة، وهي أصبحت علاقات طبيعية لأن كلا الطرفين ذات توجهات إسلامية سواء الحزب الحاكم في تركيا أو الحركة الإسلامية في السودان.

وأوضح الصحفي والإعلامي من الخرطوم،  أنه رغم وجود أبناؤه في تركيا فإن البرهان لا يملك في الوقت الحالي بناء علاقات قوية واستراتيجية مع أنقرة، لأن توجهاته السياسية غير معروفة باعتبار أن السودان في حالة حرب، والمحور الإقليمي الداعم له حتى الآن غير واضح.