"رمز عالمي".. مثقفون مصريون: أوجلان مناضل صلب وأفكاره اخترقت أسوار السجن
لم يكن كتاب "عبد الله أوجلان.. مسيرة نضالية تحدت الصعاب وإبداع فكري تخطى الجدران"، مجرد كتاب تم تدوينه، وإنما، في واقع الأمر، فإن هناك أقلام آمنت بهذا الرجل وأفكاره.
لم يكن كتاب "عبد الله أوجلان.. مسيرة نضالية تحدت الصعاب وإبداع فكري تخطى الجدران"، مجرد كتاب تم تدوينه، وإنما، في واقع الأمر، فإن هناك أقلام آمنت بهذا الرجل وأفكاره.
يؤكد بعض المساهمين في هذا العمل، الذين استطلعت وكالة فرات للأنباء (ANF) آرائهم، أن هذا الكتاب يمتلك أهمية كبيرة، ويكفي أنه يسلط الضوء على سيرة شخصية ذات رمزية عالمية ملهمة للمناضلين مثل القائد عبد الله أوجلان، الذي يتم أسره حالياً في سجن إمرالي التركي منذ مؤامرة أسره قبل نحو ربع قرن من الزمان.
في هذا السياق، يقول الأستاذ إلهامي المليجي الكاتب الصحفي المصري المطلع على الشأن الكردي إن أهمية الكتاب تعود لعدة أسباب، أولها أنه عمل جماعي، وفكرة انبثقت عن المبادرة العربية لحرية القائد عبد الله أوجلان، وتصدى لكتابته مجموعة من الزملاء، كل واحد منهم تناول أكثر من محور خاص بالقائد أوجلان وقضيته وفكره وفلسفته، فضلاً عن تاريخه المعاصر.
شخصية من طراز خاص
وأضاف المليجي، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن هناك سبباً آخر لأهميته، هو أنه أول عمل تقريباً عربي ويكتبه عرب عن القائد عبد الله أوجلان بهذه الشمولية ويتناول الجوانب المختلفة في حياته، لافتاً إلى أن الكتاب يصدر عن شخص من طراز خاص، فهو كردي العرق لكنه أممي الحضور والفعالية والمكانة والروح، ويجمع بين كونه مناضل صلب ومفكر أممي قدم فكراً جديداً للبشرية والمنطقة، يمكن أن يسهم في حل كثير من مشكلاتها المستمرة منذ قرون.
وقال الكاتب الصحفي المصري إن القائد عبد الله أوجلان، كذلك، لديه حضور على مستوى العالم، وأصبح لديه رمزية ليس للكرد فقط، وإنما لكل المناضلين والأحرار في كل مكان للعالم، معتبراً أن الكتاب يكتسب أهمية كذلك كونه يصدر من القاهرة أو مصر بما تعني وتمثل، كما يصدر عن واحدة من أهم دور النشر في مصر وهي دار المحروسة ورئيس مجلس إدارتها الأستاذ فريد زهران الكاتب والمفكر المعروف.
ويتحدث الأستاذ إلهامي المليجي عن الزوايا التي اختار تناولها في الكتاب، فيقول إنه تناول حزب العمال الكردستاني وتأسيسه وكيف أسسه القائد والمفكر عبد الله أوجلان، إذ أنه يرى أنه حزب متميز ومتطور، كونه بدأ ماركسياً - لينينياً، والآن يمزج بين القضية الكردية والعدل الاجتماعي، فرغم أنه ركز على حقوق الكرد والشعوب التي عانت في المنطقة، لكنه لم يغفل جانب العدل الاجتماعي، مؤكداً أنه لهذا السبب تطرق إلى الحزب في الكتابة.
مسيرة غنية بالأحداث
ويشير إلى أنه في جانب آخر، تناول حياة عبد الله أوجلان منذ النشأة وحتى المؤامرة الدولية التي نفذت بحقه ووضعه في سجن إمرالي، مؤكداً أن مسيرته فريدة وغنية بالأحداث والوقائع التي تؤكد أنه شخص غير عادي، فرغم المعاناة التي واجهها عبر تاريخه الطويل، لكنه ظل صامداً وقابضاً على فكرته ومدافعاً عن قضيته، رغم الأثمان الكبيرة والكثيرة التي دفعها نظير ذلك.
ويقول إنه لهذا كان من الأهمية بمكان الوقوف عند شخصية عبد الله أوجلان ونشأتها وتطورها، بداية من القرية التي نشأ منها مروراً بمراحل دراسته في أكثر من مدرسة ومدينة ثم دراسة جامعية، إلى أن بدأ يخوض غمار العمل السياسي، وإلى أن أصبح مفكراً وفيلسوفاً، قدم وأثرى المكتبة الفكرية والفلسفية العربية والعالمية.
أفكار تخطت أسوار السجن
بدورها، تقول الدكتورة فرناز عطية المتخصصة في العلوم السياسية إن الكتاب يحمل أهمية كونه يتزامن مع مرور أكثر من ربع قرن على المؤامرة الدولية لاختطاف السيد عبد الله أوجلان واعتقاله، ظناً من البعض أنهم بذلك يكونوا قد أنهوا القضية الكردية أو طمسوا معالمها، ولكن هذا في الواقع غير حقيقي، لأن أفكاره تخطت أسوار وجدران سجن إمرالي وانتشرت وحشدت خلفها تأييداً واسعاً بين كل المناضلين والمثقفين.
وتضيف الدكتورة فرناز، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن الكتاب يتناول أفكار القائد عبد الله أوجلان ويقوم بشرحها، لافتة إلى أن أوجلان من المعروف أنه مفكر وفيلسوف، وبالتالي فإن أفكاره الفلسفية التي كتبت في مرافعاته، نجد أنه بسطها وصاغها بلغة بسيطة يفهما رجل الشارع العادي، وبالتالي مزيد من الفهم لها والانتشار ومعرفة الجماهير بالسيد أوجلان بكل سهولة.
أوجلان والمرأة
أما عن الجانب الذي اختارت أن تشارك به في الكتاب، تقول المتخصصة في العلوم السياسية إنها اختارت الحديث عن ملف المرأة لدى السيد عبد الله أوجلان، وهو نموذج مهم من النماذج التي تتحدث عن حرية المرأة، كما أنه نموذج شرقي صرف وليس غربي، وبالتالي يضع يده على الحلول والمقترحات التي تتماشى مع فكر وثقافة المنطقة، لوضع حلول من أجل تمكين المرأة في مختلف المجالات والأبعاد.
وتلفت إلى أن السيد عبدالله أوجلان تحدث عن الجنولوجيا (علم المرأة) وهو يختلف عن الفيمنست (النسوية)، موضحة أن الأول عبرت عنه رؤيته بأن حرية المرأة تأتي من التشارك ووقوفها على قدم المساواة مع الرجل وأن لها نفس الحقوق والواجبات التي تفرضها المواطنة، بينما الثاني يرى أن حرية المرأة تكمن في الصراع بينها وبين الرجل وليس التشارك، كما أن أوجلان ربط بين حرية المرأة وحرية المجتمع، فحرية المرأة تعني حرية الأسرة وحرية الفرد وحرية المجتمع ومن ثم الأمة الديمقراطية التي تستطيع القيام بمهامها ومسؤولياتها، وأن تحدث تطورها وتاريخها الخاص بها.
ويتكون الكتاب من 6 أبواب وبعض الملاحق، ويركز بصفة أساسية على التعريف ببعض من مسيرة القائد والمفكر الأممي عبد الله أوجلان، وكمساهمة في فضح المشاركين في جريمة اعتقاله والصامتين على استمرارها.
واُستهل الكتاب بإهداء إلى كل من شهداء حملة "لن تستطيعوا حجب شمسنا" الذين ضحوا بأرواحهم احتجاجا على المؤامرة الدولية، وثانيا إلى روح الشهيد عزير عرب الذي جسد بنضاله وشهادته الإخوة الكردية العربية، وثالثا إلى روح شهداء معركة روح الشقيف البطولية الـ 12 الذين جسدوا الإخوة الفلسطينية الكردية.