مفاوضات «بوتين - ترامب».. بوادر إنهاء حرب أوكرانيا

كثف الرئيس الأمريكي جهوده لإنهاء الحرب في أوكرانيا، من خلال اتصالات هاتفية مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أشاد بمرونة ترامب في التعامل مع إشكالية الحرب الأوكرانية.

قبل أيام، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إجراء اتصال هانفي مع نظيره الأميركي «روبيو»، في أعقاب مباحثات هاتفية بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، ضمن خطط التمهيد للتحضير لقمة روسية أمريكية لتسوية الأوضاع في الملفات العالقة وأبرزها أوكرانيا والشرق الأوسط، وأسفرت الجهود المتبادلة بين الجانبين عن الاتفاق على عقد اجتماع في المملكة العربية السعودية لبدء محادثات إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

تهديد مباشر

يأتي هذا في الوقت الذي أثارت فيه تحركات ترامب تجاه الحرب الأوكرانية، حفيظة الاتحاد الأوروبي، نظرا لعدم تنسيق خطواته وجهوده الدبلوماسية مع الاتحاد الذي يرى أنه صاحب القرار الأول بعد أوكرانيا فيما يخص إنهاء الحرب، نظرا للتهديد المباشر الذي تواجهه دول الاتحاد من قبل روسيا، وسط اتهامات للرئيس الأمريكي بتقديم تنازلات لروسيا -في سبيل إنهاء الحرب- قد تقوض أمن الدول الأوروبية، وهو ما وصفته وسائل إعلام محسوبة على الدولة الروسية بأنه مأزق للاتحاد الأوروبي، وتنبأت بانتهاء وجود الرئيس الأوكراني على الساحة السياسية قريبا خاصة بعد تشديدات ترامب بضرورة تقديم زيلينسكي تنازلات مقابل إنهاء الحرب غير المتكافئة على حد وصف الرئيس الأمريكي.

لا يتوفر وصف.

وفي هذا الصدد، أكد ماك شرقاوي المحلل السياسي في تصريح لوكالة فرات للأنباء «ANF »، أنّ الاتحاد الأوروبي يخشى من توجهات ترامب التي تعادي الناتو والدول الأوروبية خاصة بعد مطالبته أكثر من مرة، دول الاتحاد بضرورة رفع سقف الإنفاق العسكري وزيادة ميزانية حلف الناتو، مهددا بانسحاب أمريكا من الحلف وهو ما يخل بالتوازنات العالمية وخاصة فيما يتعلق بالصراع الغربي الروسي، وانعكست مرونة ترامب  في التعاطي مع الملف الروسي على تصريحات الكرملين ووزارة الخارجية الروسية بالتأكيد على أن مسار تسوية الملفات المتراكمة مع واشنطن قد بدأ.

تفاؤل في الكرملين

وأكدت بيانات متعاقبة للكرملين أنّ المفاوضات الأمريكية الروسية ستتناول ملفات بالغة الصعوبة كالاعتراف بضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، و4 مناطق جديدة في روسيا قبل عامين، والأمر ذاته انسحب على ملف العقوبات الغربية واسعة النطاق المفروضة على روسيا، التي يرى الكرملين أن رفعها نهائياً أحد الشروط الأساسية للتسوية الأوكرانية، وهو ما خلق حالة من القلق لدى الاتحاد الأوروبي الذي يرى ضرورة تمثيله في أية مفاوضات بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا نظرا لأن دولة هي المتضرر الرئيسي من الحرب، إلا أن المباحثات والجهود الدبلوماسية الروسية الأمريكية لم تتطرق إلى أطراف التفاوض حتى الآن، وهو ما أثار قلق الدول الأوربية، ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إطلاق تصريحات إعلامية يشدد فيه على زيلينسكي بعدم التوقيع على اتفاق استسلام لأن ذلك من شأنه أن ينهي قوة أوكرانيا وبالتبعية يؤثر على الاتحاد الأوروبي.

ملفات معقدة

لا يتوفر وصف.

فيما أشار رامي القليوبي أستاذ الاقتصاد في معهد الاستشراق بموسكو، في تصريح لوكالة فرات للأنباء «ANF »،  إلى أنّ من بين الملفات المقرر طرحها في المفاوضات الأمريكية الروسية بشأن حرب أوكرانيا مسائل الأمن الاستراتيجي ونشر القوات في أوروبا، والرقابة على التسلح، وضمان حياد أوكرانيا، وعدم اقتراب حلف شمال الأطلسي من حدود الجمهوريات السوفياتية السابقة خصوصاً مولدوفا التي أطلقت أخيراً مسار التكامل مع الحلف، فضلاً عن ملفات أخرى اقتصادية تتعلق بالعقوبات وسياسة التوجه الروسي نحو الاستغناء عن الدولار في التعامل مع الشركاء.

ووفقاً للمعطيات الجارية بشأن العلاقة الجيدة بين ترامب وبوتين، حذر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، مما وصفه بانقسامات داخل حلف شمال الأطلسي وسط جدل أوروبي-أميركي بشأن الحرب في أوكرانيا والانفاق العسكري مؤكدا أن الانقسامات بين أوروبا والولايات المتحدة تصرف الانتباه عن الأعداء الخارجيين والتهديد الروسي، وشدد على دول الاتحاد أن تلعب دوراً أكبر في حلف الناتو، فيما رفض زيلينسكي اتفاقاً مع واشنطن حول المعادن الأوكرانية، بدعوى أن الاتفاق يجب أن يشمل على ضمانات أمنية واضحة، وقال الرئيس الأوكراني  في تصريحات صحفية إنه رفض توقيع اتفاق مع الولايات المتحدة حول المعادن الأوكرانية معتبراً أنه لا يحمي بلاده، وهو ما يؤشر إلى تحول التعاطي الأمريكي مع الملف الأوكراني من زاوية استراتيجية متعلقة بالأمن القومي للحلفاء إلى صفقة اقتصادية تجري مع أوكرانيا.