"يمول إبادة الفلسطينيين".. أردوغان يخدع الجميع ويواصل تجارته مع إسرائيل عبر دولة ثالثة

من المعروف قوة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين إسرائيل وتركيا وهي مستمرة رغم هجمات الأولى على غزة، وقد أعلن أردوغان تعليقها، لكن يبدو أن الأمر كان خدعة كبرى.

خدعة أردوغان كشف عنها تقرير لصحيفة "توركيش مينيت" التركية التي قالت إن التجارة بين تركيا وإسرائيل تستمر عبر دول ثالثة مثل اليونان، على الرغم من قرار أنقرة بوقف التجارة المباشرة مع تل أبيب بسبب العدوان على رفح في مايو/أيار.

وأظهرت أرقام المكتب المركزي للإحصاء في إسرائيل أن تل أبيب استوردت بضائع بقيمة 116 مليون دولار من تركيا في مايو/أيار الماضي، لكن في إطار التحايل على قرار تعليق التجارة، فإنه منذ أوائل شهر مايو/أيار، تم تغيير مسار البضائع التركية لتمر عبر اليونان ودول أخرى قريبة للوصول إلى إسرائيل.

خداع وتمويل للإبادة

لا يتوفر وصف.

تعقيباً على ذلك، يقول ياسر أبو سيدو نائب رئيس المجلس الاستشاري لحركة فتح الفلسطينية، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إنه إذا كنا نأخذ بالتصريحات الإعلانية الاستعراضية التي تخرج من النظام التركي، فنحن نقع في خطأ كبير لأن هناك كثيراً من العلاقات التي تتم خلف الأبواب المغلقة أو "من تحت الترابيزة" كما يقال، وهي أكثر خطورة من مجرد الإعلان عن قطع علاقة أو وقف تصدير أسلحة.

واعتبر أن ما تم إعلانه من قبل النظام التركي نوع من التضليل، قائلاً إننا نعرف أن العلاقات التركية الإسرائيلية قوية جداً من خلال التاريخ وحتى الواقع الحالي، وعلى سبيل المثال فالسياحة الإسرائيلية تغطي 35% من السياح الذين يذهبون إلى تركيا، وبالتالي من الصعب على أنقرة الاستغناء عنها.

وفي ختام تصريحاته، شدد أبو سيدو على أن موقف الحكومة التركية ورجب طيب أردوغان بالإعلان عن قطع العلاقات وفي نفس الوقت تستمر عبر دولة ثالثة ليس مستغرباً، فالذي أراد من قبل السيطرة على ليبيا ليس غريباً عليه أن يكون ممولاً للجيش الإسرائيلي ولإسرائيل بأشياء كثيرة.

التجارة بين تركيا وإسرائيل

وتشير بيانات جمعية المصدرين الأتراك إلى أن صادرات تركيا إلى اليونان ارتفعت إلى 375 مليون دولار في مايو/أيار الماضي، بزيادة 71% مقارنة بـ 219 مليون دولار في الشهر نفسه من العام الماضي، في ظل تحولها إلى محطة لنقل البضائع التركية إلى إسرائيل، علماً أن البضائع القادمة من اليونان إلى تل أبيب تسجل تركية وليست يونانية لأنها تركية الصنع.

وبلغ حجم التجارة بين تركيا وإسرائيل 6.3 مليار دولار في عام 2023، 76% منها صادرات تركية، وفقاً للمعهد الإحصائي التركي، وكانت تركيا مورداً رئيسياً للمنتجات بأسعار معقولة لإسرائيل.

وقد واجهت السلطات التركية هجوماً شديداً من بعض أحزاب المعارضة تطالبها بوقف التجارة مع إسرائيل وصادراتها، لا سيما الفولاذ التركي الذي تعتمد عليه إسرائيل بدرجة كبيرة في تصنيع الأسلحة التي تستخدم في قتل الشعب الفلسطيني، وأمام الضغوط المتصاعدة لم يكن أمام النظام التركي إلا إعلان تعليق التجارة بين البلدين، لكن يبدو أن كان قراراً شكلياً نوعاً ما جرى التحايل عليه.

أزمة تصدير النفط

ولا يقتصر الأمر على هذا، فقبل أيام اقتحم ناشطون مؤيدون لفلسطين مكتب شركة الطاقة الأذربيجانية سوكار في مدينة إسطنبول، إذ اتهموا الشركة المملوكة للدولة وكذلك الحكومة التركية "بدعم الإبادة الجماعية الإسرائيلية في فلسطين" من خلال خط أنابيب باكو – تبليسي – جيهان (BTC)، الذي يزود إسرائيل بنحو 40% من استهلاكها السنوي من النفط الخام.

وقام المتظاهرون، وهم في الغالب أعضاء في مجموعة "ألف شاب من أجل فلسطين"، بتغطية المبنى بالطلاء الأحمر الذي يرمز إلى الدم، كما أعلنوا احتجاجهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وقالوا: "بينما ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في فلسطين منذ 9 أشهر، فإن أذربيجان وتركيا متواطئتان من خلال نقل ملايين البراميل من النفط لتغذية هذه الإبادة الجماعية"، مؤكدون أنهم سيواصلون التعبير عن احتجاجهم ولن يسمحوا باستمرار "هذه التجارة الدموية".

وأكد الصحفي الاستقصائي التركي متين جيهان أن خط أنابيب باكو-تي-سي، الذي تديره شركة بريتش بتروليوم (بي بي)، يزود إسرائيل بنحو 40% من استهلاكها السنوي من النفط الخام، منتقداً شروط اتفاقية خط الأنابيب، التي تلزم أنقرة بالحفاظ على تدفق النفط حتى أثناء الصراع، مع إعطاء الأولوية لتجارة النفط على حقوق الإنسان والسيادة الوطنية.