وصفت الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا في بيان، بتاريخ 29 حزيران الماضي، المصالحة بين أنقرة ودمشق في حال حدوثها بأنها "مؤامرة كبيرة" ضد الشعب السوري، معتبرةً أن المصالحة ضد مصلحة السوريين.يأتي ذلك في ظل تصريحات متبادلة بين الرئيسين السوري بشار الأسد، والتركي رجب طيب أردوغان، بأنهما منفتحين لإعادة العلاقات بين دولة الاحتلال التركي وحكومة دمشق.
وفي ذات السياق، أجرت وكالة فرات للأنباء لقاءً مع نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية غابرييل شمعون، والذي أكد بأن التطبيع بين تركيا وسوريا ليس مفروشاً بالورود.
وقال غابرييل شمعون: "هناك بعض العقبات التي تقف عائقاً أمام التطبيع بين تركيا وسوريا منها المصالح الإقليمية والدولية، خاصة العلاقات مع الجانب الإيراني من جهة والأجندة الأمريكية من جهة أخرى، ولذلك الطريق ليس مفروشاً بالورود، هناك الكثير من العقبات والضغوط على الجانب السوري والتركي، هناك العديد من الصعوبات والتحديات ولكن من الناحية السياسية كل شيء متاح وغير مستحيل، خاصة أن روسيا تسعى للتقارب التركي والسوري".
وبيّن غابرييل شمعون أن تركيا لا يهمها مصالح المعارضة، حيث راهنت على هذه الورقة إقليمياً ودولياً في المساومة مع حكومة دمشق وغيرها، لمحاربة مشروع الإدارة الذاتية، في حين تخشى تركيا من مشروع الإدارة الذاتية لأن في حال تم الاعتراف به سيصبح مثالاً يحتذى به في تركيا.
وأضاف: "استغلت تركيا الأزمة السورية وظروف السوريين لدعم الفصائل الراديكالية، إلى جانب اللعب على وتر الطائفي والسياسي والعديد من المشاريع لا تخدم مصالح الشعب السوري، والغاية منها تقسيم سوريا أرضاً وشعباً، لذلك المصالح التركية لا تتلاقى مع مصلحة السوريين، والدليل تخلي تركيا عن المعارضة واتجهت للتطبيع مع حكومة دمشق".
الإدارة الذاتية مستعدة للتفاوض مع جميع الأطراف
وقال غابرييل شمعون: "يد الإدارة الذاتية ممدودة لكل الأطراف، ونؤمن بالحل السياسي الذي يشمل كل السوريين، والكل يستطيع الجلوس على طاولة واحدة للتفاوض وإيجاد الحل الأمثل لسوريا، الذي يلبي طموحات جميع السوريين، يدنا ممدودة لكل الأطراف التي تود أن يعم السلام والاستقرار لسوريا عام، ونطمح أن يكون هناك جسور تجاه كل الأطراف الفاعلة في المنطقة، وسياسة الإدارة الذاتية منفتحة على جميع الأطراف".