قوات الدفاع الشعبي: رفاقنا الأربعة قاتلوا حتى طلقتهم الأخيرة-تم التحديث

كشفت قوات الدفاع الشعبي عن سجل شهداء بوطان، وقالت: "قاتل رفاقنا ببسالة واحتفظوا بطلقتهم الأخيرة لأنفسهم لتجنب الوقوع في أيدي العدو وارتقوا إلى مرتبة الشهادة بفدائية".

ذكر المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي HPG بخصوص الشهداء ما يلي:

"استشهد المناضلين الفدائيين الآبوجيين رفيقانا خبات جودي وزماني آمانوس في 17 آب 2024 في منطقة قلعة مم في بوطان نتيجة غارة جوية، وبعد استشهاد رفيقينا خبات وزماني، تعرضت هذه المنطقة لقصف عنيف بالطائرات الحربية والمروحيات الهجومية ومن ثم انطلقت حملات تمشيطية، بتاريخ 18 آب 2024، دارت معركة شرسة بين رفاقنا القيادي سرحد جهاد والمناضل الفدائي يلماز ديرسم اللذين تحركا لتوجيه ضربة لعملية جيش الاحتلال والعدو، واستمر القتال بين رفاقنا وجيش الاحتلال التركي لساعات، وبعد أن أدرك جيش الاحتلال التركي أنه لم يستطع أن يقاتل المناضلين الآبوجيين وجهاً لوجه، قصف المنطقة التي كان يتواجد فيها رفاقنا بالطائرات الحربية، ورغم كل هذا، قاتل رفاقنا ببطولة، واحتفظوا لأنفسهم بآخر طلقتهم، واستشهدوا بفدائية لتجنب الوقوع في أيدي العدو.

لقد واجه القيادي الفدائي الآبوجي الرفيق سرحد جهاد والمناضلين الفدائيين الآبوجيين يلماز، خبات وزماني الثوار الفدائيين الذين شعروا بعمق بالمهام الصعبة للعصر والحرب الشعب الثورية وانضموا إلى صفوف الكريلا من أجل حماية وجود شعبنا وضمان حريته، كل أنواع الصعوبات والعقبات بمهارة كبيرة، إنهم كانوا رفاق نبلاء وشجعان يعملون بجد مع شعور كبير بالفدائية في جميع المجالات التي يعملون فيها، ولا يترددون في تحمل جميع أنواع المسؤوليات المحفوفة بالمخاطر، والذين قفلوا قلوبهم وعقولهم على انتصار نضالنا، هؤلاء الرفاق القيمين الذين عمقوا أنفسهم في خط الفدائية، جعلوا أنفسهم محترفين، وتسلحوا بروح الفدائية الآبوجية، حيث أصبح هؤلاء الرفاق الشجعان العظماء من أبناءنا، الذين زرعوا الخوف في قلوب العدو القاتل في كل لحظة من نضالهم، كابوس العدو باستشهادهم، وسطروا أسمائهم في تاريخنا النضالي بشكل لا يمحى.

لقد استشهد رفاقنا الأربعة، أبناء شعبنا الأكثر قيمة وفدائية، الذين سطروا ملحمة جديدة للرفاق الأربعة، لذا نتعهد بأننا سنسير على درب هؤلاء الرفاق، وسنتخذ موقفهم ونضالهم الصامد في الفدائية قدوة، وأننا سنقاتل دون انقطاع حتى نحقق أهدافهم وننتقم لهم، وسنبقي ذكراهم حية في نضالنا على الدوام.

وبهذه المشاعر نتقدم بتعازينا لعوائل رفاقنا الشهداء الكرام ولجميع شعبنا الوطني الكردستاني.

وفيما يلي معلومات سجل رفاقنا الشهداء:

الاسم الحركي: سرحد جهاد

الاسم والكنية: فيصل سفينج

مكان الولادة: آغري

اسم الأم- الأب: ملك- عبد الغفور

تاريخ ومكان الاستشهاد: 18 آب 2024\ بوطان

**

الاسم الحركي: يلماز ديرسم

الاسم والكنية: باريش كارتال

مكان الولادة: شرناخ

اسم الأم- الأب: فاطمة- عبدالله

تاريخ ومكان الاستشهاد: 18 آب 2024\ بوطان

**

الاسم الحركي: خبات جودي

الاسم والكنية: رشيد جفيك

مكان الولادة: شرناخ

اسم الأم- الأب: سعادة- مسلم

تاريخ ومكان الاستشهاد: 17 آب 2024\ بوطان

**

الاسم الحركي: زماني آمانوس

الاسم والكنية: سرحد كوزل

مكان الولادة: ميردين

اسم الأم- الأب: ملكية- عمر

تاريخ ومكان الاستشهاد: 17 آب 2024\ بوطان

سرحد جهاد

إن شعبنا في سرحد الذي اخذ آداب الكرم والضيافة من المقاومات الأكثر فعالية والمستمرة ضد الدولة التركية الفاشية التي تقوم على أساس الاقصاء والإنكار لشعبنا، لم يستسلم أبداً أمام هجمات العدو الغاشمة ومجازره وخاض نضاله بمختلف الاساليب والطرق التي جلبت له الوجود والحرية إلى يومنا هذا.

خاصة في الزيارة الأولى للقائد آبو إلى كردستان، آمن أهل سرحد بالقائد بإيمان لم يتزعزع أبداً باسم النضال التحرري  قبل ان يكون هناك تطور ملموس.

  أن شعبنا في سرحد، الذي فهم الفرق بين النضال الذي قاده القائد آبو وغيره من الانتفاضات الاخرى، بإنها حركة العودة إلى الطبيعة الإنسانية ،استيقظ من سباته وأخذوا مكانهم في النضال التحرري منذ البداية.

ولد رفيقنا سرحد في منطقة بانوس في اكري في مجتمع تعيش فيه حقيقة الشعب المقاوم في أسرة ذات قيم اجتماعية ووطنية وأخلاقية.

ولأن عائلته قدمت له النصائح الجيدة والصادقة والجميلة، فقد كان دائمًا باحثًا عن الحياة الحقيقية منذ طفولته، وعلى أساس هذه المبادئ التي اعتمدها في سن مبكرة، حاول تشكيل حياته كلها، رفيقا سرحد الذي عاش حياة التفاني في الثقافة والقيم الكردية في بيئة القرية حتى التحاقه بمدارس الدولة الاستبدادية، عاش صراعه الأول عندما ذهب الى تلك المدارس الاستبدادية التي يسميها أماكن الإبادة البيضاء، في هذه المدارس التي فُرضت فيها لغة وثقافة أجنبية، كان انطباعه الأول هو أن كرديته تتعرض للهجوم وأن اللغة والثقافة والذاكرة التي خلقها سوف تمحو وستُبيد.

 ورأى أنه بدلاً من هذه الأيديولوجية التركية، تُفرض لغته وثقافته، التي تظهر على أنها معاصرة وتقدمية، لكنها تعني بطبيعتها الابتعاد عن نفسه وعن الإنسانية. لقد ذهب إلى المدينة للمساهمة في تحسين وضع عائلته، فهم بشكل أفضل التصور الاجتماعي الذي خلقه العدو تجاه الكرد ،وبسبب المقاربات التمييزية والعدائية تجاههم، فهم في هذه المرحلة حقيقة العدو أكثر.

ومن ناحية أخرى، فإن نضالنا التحرري والذي كاد أن يمتد إلى كامل شمال كردستان والمدن التركية، كان له تأثيره على كل لحظة من حياتنا ، خاصة أنه في هذه العملية كان بعض أفراد عائلته وأقاربه المقربين مهتمين بالنضال التحرري وأصبحوا مستنيرين على مستوى معين، مما أثر على رفيقنا سرحد.

 رفيقنا الذي تأثر بتقاربات ونقاشات الوطنيين في المناطق المختلفة،بدأوا من تلك المرحلة  بالعودة إلى طبيعتهم الشخصيته. رفيقنا الذي بدأ فيما بعد بالتدريب على تعاليم وتحليلات القائد آبو، كان المرة الأولى الذي ذاق فيها آلام الاضمحلال في كردستان في ذلك الوقت. رفيقنا، الذي كان غاضبًا جدًا لأنه لا يملك وطنًا يستطيع أن يعيش فيه كأنسان، جعل هذا سبباً في نضاله. رفيقنا الذي تزايد غضبه على العدو مع المؤامرة الدولية ضد قائدنا، زاد بحثه عن الحرية بعد هذه المرحلة.

وبعد أن سمع أن هناك أعضاء من أقاربه في صفوف الكريلا، تابع رفيقنا بحثه عن النضال في هذا الاتجاه. في هذه المرحلة أصبح رفيقنا على اتصال أكثر مع قريبه المقرب، الرفيق الشهيد جهاد آكري- إرهان سرحد، ومن خلال مناقشات الرفيق جهاد حدد خط نضاله بشكل أكبر. رفيقنا الذي فهم كشاب كردي ذو كرامة أن ساحة النضال الأصح هو الانضمام إلى صفوف الكريلا، قرر مع رفاقنا الشهيد جهاد وأخيه الشهيد سرخبون جهاد – سنان سرحد، الانضمام إلى صفوف الكريلا. رفيقنا الذي لم يتمكن من الانضمام إلى هؤلاء الرفاق بسبب بعض العوائق، أوفى بوعده واحتفل بيوم 15 آب 2005، وهو يوم عيد الإنبعاث لشعبنا، بحماس وإصرار مثل اليوم الأول في جبال كردستان انضم إلى صفوف حرب الكريلا.

رفيقنا سرحد، الذي وصف الانضمام إلى صفوف الكريلا بأنها ولادته الثانية، لمعرفته باحتياجات هذه الولادة التي حققها بإرادته ورغبته، كان له مشاركة فعالة منذ اليوم الأول. وفي الوقت نفسه أطلق على هذه العملية التي رآها بداية العودة إلى طبيعته، اسم رفض الحياة والأيديولوجية الرأسمالية وقبول الحياة الحرة وأيديولوجية قائدنا .

رفيقنا الذي خاض نضاله على هذا الأساس بكل عزيمة وإصرار حاول القيام بواجباته ومسؤولياته في كل لحظة من حياته. وخاصة من أجل الوفاء بالوعد الذي قطعه للقائد آبو ورفاقه الشهداء، فقد ضحى بنفسه بالكامل  من أجل النضال.

وعلى هذا الأساس ناضل لمدة عامين في منطقة خاكورك بعد أن تلقى تدريب المقاتلين الجدد وأصبح فدائياً ماهراً. رفيقنا الذي انتقل لاحقاً إلى منطقة الشهداء وواصل نضاله بخبرته التنظيمية والعسكرية والإيديولوجية، أصبح مرشحاً للقائد الذي سيرسم المستقبل.

رفيقنا الذي بعد ممارسته الناجحة لمدة عامين في منطقة الشهداء، أراد المشاركة بفعالية في حرب الشعب الثورية التي بدأت في 1 حزيران 2010، من أجل المشاركة في الجوانب الأيديولوجية والعسكرية والسياسية لهذه الحرب وللتقدم اكثر، التحق بالتدريب في الاكادمية المركزية للحزب وبفضل الاعتبار العميق والتصميم الذي اكتسبه هنا، انتقل رفيقنا إلى بوطان وشارك بنشاط في حرب 2011-2012 ضد الدولة التركية الغاشمة.

لقد أصبح رفيقنا، الذي شارك في العديد من الأنشطة في هذه العملية وعبر عن غضبه تجاه العدو بطريقة ذات معنى، مناضلًا آبوجياً مثاليًا في  تضحياته من أجل جميع رفاقه. تولى رفيقنا سرحد المسؤولية وتولى القيادة في العديد من مناطق بوطان وفي الوقت نفسه، أخذ تصميمه ومشاركته إلى أعلى مستوى، ولكي يسير على خطى زيلان، كان يعرض في الكثير من الأحيان التضحية بالنفس وشارك رفيقنا سرحد في التصدي لهجوم العدو عام 2016، بعد أن تلقى العلاج لفترة في مناطق الدفاع المشروع عاد إلى بوطان حيث يعيش الأبطال العظام وحيث يتمركز نضالنا.

 ناضل كمقاتل فدائي في منطقة بوطان وأدى واجباته العسكرية بنجاح حتى عام 2019. رفيقنا سرحد الذي أتيحت له فرصة القتال مع العديد من قادتنا الكرام، وخاصة الشهيد عكيد جفيان والشهيدة دلال آمد والشهيدة ليلى سرخبون، اكتسب العديد من الخبرات القيمة من هؤلاء القادة البارزين وشارك رفاقيتهم الصادقة.

رفيقنا سرحد الذي اتجه مرة أخرى إلى مناطق الدفاع المشروع عام 2019، بعد أن تلقى التدريب هنا لفترة وخاض مرحلة التعمق والتحليل انتقل  بناءً على خبرته العملية  إلى منطقة خاكورك وعمل كعضو في قيادة منطقة خاكورك.

 بعد ان عاد رفيقنا إلى منطقة خاكورك بعد 15 عاماً تولى هذه المرة قيادة المنطقة، حيث بدأ حرب الكريلا، ومع العلم أنه من الممكن إحياء ذكرى رفاقنا الشهداء الذين قاتلوا معاً في خاكورك، للوصول إلى وتيرة وخط النضال الذي يستحقونه، فقد كان له دور في تحقيق نجاحات مهمة.

كان الرفيق سرحد على علم بواجبه كمناضل أبوجي ضد العزلة المفروضة على  القائد آبو التي كانت تزداد عمقا يوما بعد يوم ومن أجل انتقاد الرفاقية  تجاه القيادة، أراد النضال في شمال كردستان، التي تتطلب تضحيات كبيرة وإرادة فولاذية. كان يعلم أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنه من خلالها الوفاء بوعده بالتواصل مع قائدنا والشهداء. رفيقنا الذي ذكر في تقييمه أنه لا يريد الترحيب بيوم 15 شباط آخر فيه قائدنا معتقل، وقال إن هذه العملية في نفس الوقت هي العملية التي جعلته يشعر بأنه أقرب إلى القائد آبو. وذكر الرفيق سرحد أن طابع نضال العصر الذي حددها  القادة الفدائين الآبوجين الشهيد باكر والشهيد أفزم والشهيدة سارة والشهيدة روكن والشهيدة روجهلات والشهيد إردال،ولأجل راية  النضال لهؤلاء الشهداء الرواد في شمال كردستان، خاض دراسة عميقة واتجه إلى شمال كردستان. وعلى هذا الأساس قدم الرفيق سرحد نفسه شهيداً حتى لا يصاب في هجوم العدو في 18 آب 2024 في شمال كردستان، وبقدر نضاله الدؤوب سطر اسمه كمقاتل فدائي بطل في التاريخ.

 ونحن كرفاقه نكرر وعدنا و بأننا سنواصل نضال رفيقنا سرحد جهاد الذي أصبح رمزا للمعنى العميق للكلمة والصدق والإخلاص والتمسك بقيم الحرية والتضحية والتضحية مع التصميم والعزم والمستوى .

يلماز ديرسم

أن النضال من أجل حرية كردستان التي خلقها قائدنا من لا شيء ضد سياسة الإنكار والإمحاء والإبادة الثقافية للشعب الكردي، الذي يعد من أقدم الشعوب في الشرق الأوسط وله تاريخ ملحمي، أصبح أمل  شعبنا وكل الشعوب المضطهدة.

 إن الموقف الوطني لشعبنا رغم كل هجمات الدولة التركية الفاشية وصل اليوم إلى أعلى مستوى وبتضحياته الكبيرة، وهو دائمًا حاسم في نجاح نضالنا.

 ولد رفيقنا يلماز في منطقة سلوبي التابعة لمدينة شرناخ في كنف عائلة وطنية، وكونه  من عشيرة سبيرتي وأيضاً شارك العديد من الأشخاص من دائرته المقربة، فقد سمح ذلك لرفيقنا بالتعرف على حزبنا في سن مبكرة، وقد نشأ رفيقنا على الثقافة والأخلاق الوطنية، وأدرك كرديته كشخصية سياسية وتمسك بقيمه.

شهد الحرب في كردستان ورأى ظلم العدو في المنطقة التي كان يعيش فيها، رفيقنا الذي رأى في نظام التعليم في الدولة التركية الذي يعتبر مركز الصهر ويقوم على امحاء كل اللغات غير التركية، ذهب إلى المدرسة لفترة قصيرة وفهم حقيقة العدو في المدرسة الإبتدائية. ولأنه لم يكن يستطيع التحدث بلغته الأم، تحول ذلك إلى غضب ضد النظام وأظهر موقفا حادا من خلال ترك مدارس الفاشية. ولأنه كان يعلم أن الحياة بدون لغة هي حياة بلا كرامة، فقد أظهر نهجاً حساساً تجاه لغته الأم في كل جانب من جوانب حياته. رفيقنا الذي رأى تعذيب العدو وقسوته على أهلنا في بوطان، كان له الأثر الكبير فيه وكذلك بسبب انضمام دائرته إلى حركتنا، وكشاب كردي فهم حقيقة النظام وبفضل شهداء الحرب الثورية الشعبية التي بدأت حركتنا بهم دخل في بحث ودراسة عميقة.

 شارك رفيقنا الذي كان من محبي الكريلا الذين سطروا أروع الملاحم البطولية في الحروب والصراعات مع الدولة التركية، في مراسم تشييع الفدائيين الذين انضموا إلى قافلة الشهداء، ووعد بالثأر للشهداء من العدو. لا يمكن الرد على شهداء الحركة إلا بالانضمام إلى صفوف النضال.

وفي عام 2013، توجه رفيقنا يلماز إلى الجبال الحرة وهي الأماكن المقدسة للمقاتلين الكريلا، وانضم إلى صفوف مقاتلي الكريلا في منطقة بوطان، وبعد فترة قصيرة بقي رفيقنا في منطقة بوطان ودخل مناطق الدفاع المشروع وشارك في تدريب المقاتلين الجدد، وكان رفيقنا يلماز، الذي لم يكن غريباً على حياة الفدائيين، يعرف ظروف الجبال الصعبة ولم يكن لديه أي مشكلة في التكيف مع الحياة.

لقد تأثر الرفيق يلماز برفاقية مقاتلي الكريلا وشارك في التدريب بثقة كبيرة، وبسبب معنوياته التحق بالتدريب الأساسي لحرب الكريلا وتطور في وقت قصير. وفي التدريب عمّق نفسه في الجانب الأيديولوجي من خلال قراءة مواد الحزب.

لقد أتم رفيقنا يلماز عملية التدريب بنجاح، وأصبح فدائياً ماهراً واكتسب خبرة في المجالات العملية. ساعد رفاقه في كثير من الأمور بروحه المعنوية ومشاركته الحماسية في العمل العملي. لقد اقترب من كل مهمة لحزبنا ونفذها بانضباط كبير، رفيقنا الذي كان شديد الارتباط بالشهداء، كان هدفه أن يكون جديراً بالشهداء وعمل بنشاط على زيادة النضال والتضحية. رفيقنا يلماز، الذي خضع لتدريب قوي، كان جاهزًا لأي مهمة باعتباره فدائيًا محترفًا ذا أيديولوجية.

 ومن خلال براعته ومهارته في العديد من الفروع المختلفة، كان يهدف إلى أن يكون واضحا للعملية التاريخية والملحمية. العزلة المشددة لقائدنا واستخدام كافة أنواع الأسلحة المحرمة والغازات الكيماوية من قبل جيش الاحتلال التركي في مناطق الدفاع المشروع، دفع رفيقنا إلى الدخول في محاولة توجيه ضربة قوية للعدو.

رفيقنا يلماز الذي عرف المسؤوليات التاريخية للمرحلة ولم يتنازل لحظة واحدة عن خط الفدائيين ووعد بأنه سيصبح مناضلا آبوجياً على خط و خطى الفدائيين.

لقد اقترح رفيقنا يلماز باصرار للتوجه الى شمال كردستان  للقيام بالثورة في أصعب الظروف، رفيقنا الذي عرف الواجب التاريخي الذي أعطاه لنفسه وقضى كل لحظة في البحث عن ضربة قوية للعدو ،في 18 آب 2024 في منطقة قلعة ممه، قاتل حتى الطلقة الأخيرة و حتى لا يقع حياً في أيدي العدو أبقى على الطلقة الأخيرة لنفسه وقاوم حتى استشهد.

لقد دخل رفيقنا يلماز في تاريخ نضالنا كمثال للمقاتلين الفدائيين المضحين بذاتهم  لا يستسلمون أبدًا وكمثل أعلى  للمقاومة، ونكرر وعدنا بأننا سنحقق النصر بإرث النضال الذي تركه لنا رفيقنا يلماز وكما ننحني أجلالاً وتعظيماً أمام ذكرى جميع الشهداء .

خبات جودي

تتمتع منطقة بوطان، التي شهدت ملاحم بطولية عظيمة منذ التاريخ، رغم كل الاعتداءات ومحاولات الإبادة الجماعية، بثقافة وطنية عميقة مع الإصرار على حماية هويتها، إن شعبنا في بوطان، الذي خلق القيم المادية والروحية بجهد وتكلفة كبيرة، ونقلها من جيل إلى جيل، هم أيضًا الذاكرة الحية لكردستان بأكملها، في وطننا، ضد محاولات الغزو والمجازر والنهب، تطورت المقاومة، وتحققت الانتصارات وبرز الأبطال، تارة بكلمات الفنانين، وتارة بقصص الأمهات القديسات، وكان لهم دور مهم في تقليد المقاومة، إن ثقافة المقاومة والتراث الغني لشعبنا في بوطان، والتي تطورت من خلال النضال تحت قيادة حزبنا، حزب العمال الكردستاني، تدفقت مرة أخرى في عروقه مثل ماء الحياة ولعبت دورًا مهمًا في نمو وتطور نضالنا، من أجل الحرية ومع ذلك ضم أبناءه الأعزاء إلى صفوفنا، وكان دفع الأثمان الباهظة أكبر ضمانة لاستمرار النضال من أجل الحرية والمضي نحو النجاح.

رفيق دربنا خبات، أحد أبناء شعبنا في بوطان، ولد في شرناخ في منطقة ذات ثقافة وتراث ومقاومة عميقة ومرتبطة بارضها، ولأن عائلته كانت وطنية ومتصلة بثقافتها، نشأ مرتبطاً بجذوره، رفيقنا الذي بدأ يتعرف على اسباب العبودية منذ صغره والتي اعتبرها أساساً مهماً لثورته، وفي الوقت نفسه، مثل كل طفل يعيش في كردستان، واجه واقع العدو في سن مبكرة، وخاصة في التسعينيات، شهدت والدته وحشية العدو وشاركت ذلك مع رفيقنا خبات، وهذا سمح له بفهم حقيقة العدو. الأشياء التي قالتها له والدته والمواقف التي رآها كانت كافية لإثارة غضب رفيقنا من العدو، ومع حقيقة العدو هذه، كان هناك تعاطف كبير مع مقاتلي حرية كردستان الذين يقاتلون بإخلاص، رفيقنا خبات الذي شهد المقاومة في شمال كردستان عام 2015، ورغم أنه كان في صفوف المقاومة في شرناخ، لأن عائلته انتقلت إلى مرسين، فقد انتقل أيضاً إلى مرسين، لكن قلبه كان دائما مع مقاتلي مقاومة شرناخ، أراد كشاب كردي أن يقوم بمسؤولياته تجاه شعبنا والانتقام من المجازر التي ارتكبها العدو بحق أهلنا في صور ونصيبين وجزير وشرناخ وهزخ وكربوران وغفر. ولهذا السبب قرر الانضمام إلى صفوف الكريلا من خلال تكثيف بحثه النضالي، وعلى هذا الأساس انضم إلى صفوف الكريلا من غرزان عام 2016.

تلقى رفيق دربنا خبات تعليمه الأولي في غرزان، وقد جذب انتباه رفاقه بمشاركته الحماسية والنشيطة والصادقة، كان مناضلاً متفائلاً، وبناءً على توصية رفاقه، ذهب إلى مناطق الدفاع المشروع لتلقي المزيد من التدريب الذاتي، تلقى رفيقنا تعليماً أكاديمياً هناك، ولم يترك آمال رفاقه سدى، وطوّر نفسه في المجال العسكري والأيديولوجي، لقد أصر رفيقنا، الذي كان يعلم أنه يجب عليه أداء واجبه كمقاتل من ابوجي في مواجهة هجمات الدولة التركية الوحشية على شعبنا وحركتنا، وانه يتوجب عليه الذهاب إلى شمال كردستان مرة أخرى والقتال ضد الدولة التركية الغازية، لقد نال الرفيق خبات ثقة جميع رفاقه بموقفه تجاه الحياة وشخصيته المتفهمة وكفاحه العميق، ونظرًا لاحتياجات نضالنا، شارك في أنشطة مهمة، وبفضل مشاركته الثابتة في الأنشطة طويلة الأمد، حقق نجاحات مهمة وأدى واجبه العسكري على أكمل وجه، ولان العديد من رفاقه الذين قاتلوا معًا ضد العدو واستشهدوا، اصبح هذا من الاسباب التي دفعا بلرفيق خبات إلى توسيع نضاله. كان يعلم أنه بهذه الطريقة فقط يمكنه أن يبقي ذكريات وأحلام رفاقه الشهداء حية، ومن دون الرجوع ولو للحظة إلى الوراء، ومن دون تردد، رفع من وتيرة نضاله من أجل كرامة رفاقه الشهداء.

لقد آمن رفيقنا خبات من قلبه بقدرته على التصدي لهجمات العدو بتكتيكات حرب الكريلا العصرية، وقد بذل جهدا كبيرا لتعميق هذه التكتيكات، وفي الأكاديمية دخل في دراسة مهمة لتعميق فهمه الأيديولوجي. وكان يعلم أن فلسفة القائد آبو سوف تتجلى بشكل صحيح في شخصيته، وسوف يؤدي واجباته الثورية، وتصرف بهذا الفهم. وكان موقفه في هذا الشأن ملموساً، وخاض صراعاً أيديولوجياً من أجل أن يكون هذا المفهوم مقبولاً على نطاق أوسع بين رفاقه، ومع إدراكه أن النجاح يتحقق أولاً من خلال التفوق الأيديولوجي، فقد عمّق شخصيته في فلسفة القيادة، بالإضافة إلى ذلك، حاول معرفة كل تفاصيل هذه التكتيكات من أجل تنفيذ تكتيكات حرب الكريلا في العصر الحديث، والتي تم إنشاؤها من تجارب ذات اثمان باهظة، لقد تلقى دروسًا مهمة من رفاقه ذوي الخبرة في كل من حرب الفرق المتنقلة وحرب الأنفاق.

لقد عرف رفيقنا خبات، الذي فهم روح العصر، أن النضال في شمال كردستان مهم جدًا لشعبنا وحركتنا، على الرغم من الصعوبات، وقد اقترح ذلك بإصرار بروح أبوجي متفانية، لمثل هذه العملية النضالية التي تتطلب تضحيات كبيرة، أعد رفيقنا نفسه من الجانب الأيديولوجي والعسكري وبروح أبوجية متفانية وبتصميم واصرار على النصر، ذهب إلى شمال كردستان، بتاريخ 17 أغسطس 2024 استشهد رفيقنا خبات في هجوم للعدو في قلعة ممه، وظل حتى أنفاسه الأخيرة وفيا لقيم الحرية وترك شجاعته وإرثه النضالي القوي لرفاقه.

زماني آمانوس

ولد رفيق دربنا زماني في عائلة وطنية في منطقة ديريك حيث جبال مازي بمردين، المعروفة بوطنيتها القوية، أمضى طفولته في منطقة ورانسار التابعة لرها، ونشأ في مجتمع سياسي وهب المئات من أبنائه لحركتنا ولم يتنازل عن الوطنية، لقد اعترف بحزب العمال الكردستاني كشخص مخلص لجوهره وقيمه الكردية، لم يقبل بالحرب الدائرة في جغرافية كردستان ولم يقبل الحياة المفروضة على شعبنا ودخل في تحليلات عميقة، وخاصة في التسعينيات، عندما كانت الدولة التركية الفاشية تحرق القرى وتجعل جرائم القتل غير قابلة للتفسير، أدرك حقيقة العدو، لقد عرف رفيقنا زماني أن التعليم في مدارس الاستغلال هو لتدمير الأمم الأخرى وفرض العقل الأحادي، فكان، عمل في العديد من الوظائف لإعالة أسرته مادياً، كان يعرف العمل الجاد وكان يتمتع بشخصية مجتهدة ونكران للذات، وبسبب هذه الخصائص، كان محبوبًا ومستمعًا إليه في محيطه وفي المكان الذي يعيش فيه، كان متفهمًا، خلال سنوات دراسته الثانوية، أتيحت له الفرصة للتعرف على حركتنا عن كثب، رأى كل أنواع السياسات الفاسدة للنظام الذي حاول إبعاد الشباب الكردي عن طبيعتهم، لجعلهم لا يرون واجباتهم الوطنية، فبحث بعمق، وفي الوقت الذي اشتدت فيه العزلة على قائدنا، انضم إلى أنشطة الشباب الثوري في الجامعة، رفض رفيقنا زماني، الذي كان يدرس الهندسة المدنية في اسكندرون في هاتاي، كل الفرص المالية التي عرضها عليه النظام الرأسمالي والدولة وشارك بفعالية في أنشطة الشباب الثوري والوطني، رفيقنا زماني، الذي وضع جانباً الفرص المادية وحياة النظام، شارك في الحياة الروحية الحرة لحزب العمال الكردستانين كمناضل من أجل الحق وثوريا، ناضل في منطقة الشمال في ظل ظروف قاسية وشارك في العديد من الأعمال في المدن الهامة. وفي العمل، كان يركز دائمًا على النجاح، ويجذب انتباه زملائه بأسلوبه المنضبط، بعد الممارسة الناجحة في أعمال المدينة، انضم إلى وحدات حماية المدنين، وفي هذا العمل الذي تطلب قدرا كبيرا من الحساسية والسرية، وقع في أيدي العدو بسبب خلل ما، ولم يتنازل عن الهيكل التنظيمي أثناء عملية الاعتقال والتحقيق، وقد اتخذ من موقف مظلوم دوغان، وكمال بير، ومحمد خيري دورموش، وعلي جيجك، ومصطفى جيزغوران مثالاً وأظهر هوية حزب العمال الكردستاني بشجاعة ضد العدو.

لقد جعل السجن مثل الأكاديمية وقام بتعليم نفسه أيديولوجياً، رفيقنا زماني الذي قضى 5 سنوات وشهرين في سجون الدولة التركية، قدّر هذه العملية وانتظر يوم الانضمام الى صفوف الكريلا، اعتمد على نفسه روحيًا، وكان مستنيرًا فكريًا، وماهرًا نظريًا، وساهم بشكل حاسم في النضال ألابوجي، لقد أبطل الرفيق زماني سياسة الدولة التركية في احتجاز الأسرى في السجون، وفي الوقت الذي اشتدت فيه العزلة على قائدنا وتزايدت هجمات الدولة التركية المحتلة على شعبنا وحركتنا، أطلق سراح رفيقنا ووصل إلى ميادين حرب الكريلا التي كان يشتاق إليها.

رفيقتنا زماني الذي وصل إلى المكان الذي كان يشتاق إليه، أخذ اسم قائدنا النبيل زماني مصطفى جزغور، وهو من منطقة ورانسار في رها، وكان من أوائل كوادر الحركة الأبوجية وكانت له مسيرة ثورية فريدة من نوعها،  رفيقنا زماني، مثل الرفيق زماني الذي أخذ اسمه، و تطور بسرعة، ففي فترة قصيرة اجتاز التدريب وانضم إلى العمل العملي، انضم بسهولة إلى حياة الجماعة، وشارك معنويا وبحماس كبير، وبفضل تعليمات القائد ومواد الحزب التي قرأها، ساعد رفاقه واستفاد من الخبرات العملية لرفاقه، أتيحت لرفيقنا الفرصة لاستخدام تعمقه في السجن وحاول الرد على هجمات العدو، لقد كان رفيقنا غاضبا حيال العزلة المشددة التي يتعرض لها قائدنا والإبادة الجماعية الجسدية والثقافية المفروضة على شعبنا، وأراد أن يتخذ موقفا تاريخيا ضد هذه السياسات، وعلى هذا الأساس خاض عملية تدريب مكثفة، لقد درب رفيقنا نفسه على التدريب العسكري، وأدى واجباته على أكمل وجه بالتزامه الأيديولوجي، وحوّل نفسه إلى كريلا محترف انغمس في الروح الأبوجية المتفانية، وأتم بنجاح عملية التدريب الصعبة، وأدرك أهمية واجباته، وواصل مسيرته الثورية على خط التضحية بالنفس. بشخصيته الطبيعية وإصراره في الحياة ومشاركته القوية.

 كان رفيقنا زماني مثال للمناضل المخلص الذي أصر على الانضمام إلى النضال في شمال كردستان، شعر بأنه مدين للمقاومة في مناطق الدفاع المشروع، بصفته كريلا متفاني، بذل جهدًا قويًا لتلبية احتياجات مهمته، لقد عرف رفيقنا زماني أن التضحية بالنفس هي جوهر حزب العمال الكردستاني لدينا، فقط من خلال أن يصبح زيلان يمكن كسر العزلة المفروضة على قائدنا وبهذا الفهم ذهب إلى الشمال.

بتاريخ 17 آب 2024 انضم رفيقنا زماني إلى قافلة الشهداء في هجوم للعدو برفقة رفيقنا خبات، نعد بأننا سنوفي بذكرى جميع شهدائنا، ونحقق هدف شهدائنا المتمثل في القائد الحر، كردستان الحرة".