فردا جتين: حجة "الإرهاب" التي تستخدمها تركيا أصبحت غير فاعلة

أفاد الصحفي فردا جتين أن حجة "الإرهاب" التي تستخدمها تركيا ضد الكرد أصبحت غير فاعلة مع تدخل القائد آبو، وقال إنه إذا سارت العملية بشكل جيد سيتم القضاء على تجار الحرب، وإلا ستتصاعد الحرب أكثر فأكثر من جديد.

تحدث الصحفي فردا جتين حول هذه العملية والتي توصف بأنها عملية جديدة لوكالة فرات للأنباء وقال: "بدأت حركة حزب العمال الكردستاني من المكان الذي أصبح فيه الطريق مسدوداً، أي أن القائد آبو تدخّل من المكان الذي وصلت فيه السياسة إلى طريقٍ مسدود، كل التغييرات الاستراتيجية التي حدثت في عامي 1999 و2000 كانت بهذا الشكل، قبل ذلك، كانت الدعوات إلى وقف إطلاق النار والدعوات إلى البحث عن مخاطب سببها الطريق المسدود، ودعوة اليوم أيضاً نفس الشكل، القائد آبو وحزب العمال الكردستاني يجدّدان ويغيّران أنفسهما دائماً، هي حركة تلجأ إلى التدخل عندما تصل الأمور إلى طريق مسدود، هذا الوضع ليس بجديد ولم يحدث فقط في عام 2024، يمكننا أن نوصف ذلك كانعكاس أو أسلوب عمل لحزب العمال الكردستاني، يمكن أن نقول عنها بأنها أسلوب السياسة للقائد آبو، يعني وضع الوصول إلى الطريق المسدود.

ورغم استخدام كل القوة والإمكانيات، لم تنتصر في الحرب، ولم تحقق نتائج، وبعبارة أخرى، لم يتم استيعاب الكرد والشعب الكردي أو إنكارهم، ولم يتم إبادتهم، لأن هذه الدولة حاولت مرات عديدة القضاء عليهم، وارتُكبت مجازر مروعة، إن سياسة الدولة القائمة على العنف والتهجير القسري والاستيعاب والإنكار لم تنجح نتيجة نضال الكرد، ونضال حزب العمال الكردستاني خلال الخمسين عاماً الماضية، ونضال الكريلا، ولكن سياسة الدولة لم تتغير أو لا يمكن أن تتغير حتى بنضال الكريلا والكفاح المسلح.

الحرب تعني أن تسير السياسة بأدوات مختلفة، أو بأساليب مختلفة، بهذا الشكل ينظر حزب العمال الكردستاني إليها وبدأ بالحرب لحاجة ملحة، يعني ليس هناك هدف، يعني هي أداة وطريقة وأسلوب للنضال، ولذلك من الخطأ أن يتم تقييمها كبداية أو نهاية".

وذكر فردا جتين أن التخلي عن الكفاح المسلح والبدء بنضال قانوني وديمقراطي بدلاً من الكفاح المسلح، يعني مشاركة المجتمع فيها أكثر فأكثر والقيام بمسؤولياته في النضال.

وحول إنجازات التغيير الديمقراطي التي نوّه إليها القائد آبو، قام فردا جتين بهذه التقييمات:

" إن العنف يعني الموت وإصابة واعتقال وسجن الانسان، وازدياد الحراس وعناصر الشرطة والجنود...طبعاً المشهد بحد ذاته مخيف، إنها صورة وحشية، في هذا البلد زادت السجون والحراس والشهداء والقتلى وضحايا الحرب كثيراً، هذا لا يجوز، هل هناك إنجاز أعظم من هذا...؟ أو أنه لن يكون هناك جنود، جنود يقاتلون من أجل المال، جنود بعقود، عندما يموت ابنك، لن يتم دفنه بشكل سري، لن يكون هناك عقود يُقال فيها "إذا قمتم بإقامة المراسم فلن تحصلوا على الراتب". كل هذه آليات لتدهور المجتمع، المسؤوليات الضميرية والإنسانية والأخلاقية التي تلوثت وانحطت بسبب الحرب سوف تندمج في المجتمع".

وأوضح فردا جتين أن الحرب وحش، وحش يستهلك الموارد الاقتصادية والبشرية والمادية، وأكد أنه طالما هذا الوحش موجود فإن الشعب لن يتمكن من التنفس.

وبخصوص نص دعوة القائد آبو التاريخية، قال فردا جتين: "نص هذه الدعوة ليس نصاً للمفاوضات، إنه ليس نصاً لاتفاق سري أو علني، حيث تم اتخاذ قرارات بشأن عدد من العناوين، فلنكن واضحين بشأن هذا الموضوع، يعني إنه ليس نصاً للاتفاق أو التفاوض، هذه دعوة للدخول في عملية، والاستعداد للعملية، والاستعداد لفترة، ولذلك عندما تتم مناقشة هذا الأمر، ليس من الصحيح مناقشة الأمور الأخيرة في البداية، هذا من شأنه أن يعرقل عملية محتملة، إذا كانت هناك مشكلة وبدأت في مناقشة الجانب الأكثر صعوبة من تلك المشكلة، فلن تتمكن من حلها، أي من المهم مناقشة ما يمكن حله أولاً، ولهذا، يجب تحديد الطريقة".

وفيما يتعلق بطريقة ذلك، أشار فردا جتين إلى أهمية الأساس القانوني لذلك، وقال حول وضع القائد آبو: "لن تسير هذه العملية بمجرد رسائل من القائد آبو عبر وفود كل 20 يوماً، ولكي تسير العملية، يجب أن تكون أطراف هذه العملية في ظروف متساوية، من الواضح أن الحكومة والدولة تريدان استمرار هذه القضية بالوضع الحالي، يجب على المجتمع الكردي أن يقف في وجه هذا، وليس قبوله، وكذلك الأمر بالنسبة لوفود اللقاء، يعني بما أن هناك لقاءات وعملية، فإن الدولة تلتقي بمئات المحاربين القدامى والمتقاعدين والسفراء رفيعي المستوى والجنرالات والسياسيين والأحزاب، كما تلتقي بجهاز الاستخبارات الوطنية الـ( MIT) التابع لها، مع الجنود، ولكن القائد آبو ليس لديه مثل هذه الفرصة، يجب رفع العزلة عنه، وإطلاق سراحه، يجب أن يتمكن من التواصل مع رفاقه، مع السياسيين في حركته، مع حزب المساواة وديمقراطية الشعوب( DEM)".

وعن اختلاف في النهج بين دولت بهجلي ورجب طيب أردوغان بشأن العملية، قال الصحفي فردا جتين: "نعم، هناك اختلاف في التفاصيل وهذا الاختلاف ليس قليل، بل هو كبير جداً، يعني هناك ميول في البلاد لا يريد هذه العملية، مثلاً، يتم قصف مناطق الكريلا بالقنابل ويستمر مفهوم سياسات العنف، تم اعتقال سامي تان واثنين من أصدقائه الذين أعدوا كتاب الدروس الكردية، يتم تنفيذ عمليات ضد البلديات حيث أبرم الكرد وحزب الشعب الجمهوري اتفاقية المدن، يريدون أن يقولوا، نريد الاستمرار كما كان من قبل، إنهم يظهرون أنهم لا يعترفون بالعملية التي بدأها القائد آبو أو التي يريد بهجلي تطويرها، لذلك، يرسلون رسالة مفادها أنهم يريدون مواصلة العنف كشكل من أشكال السياسة".

وأشار فردا جتين إلى وجود مفارقة هنا وقال: "إذا استمرت العملية الديمقراطية والأجواء الديمقراطية والديمقراطية بشكل طبيعي، فلن يتمكن أولئك الذين يحمون مصالحهم من هذه الحرب ويستخدمون الحرب كطريقة سياسية للمشاركة في هذه العملية، سيتم إقصائهم بطريقة ما، وسيكونون غير فاعلين، إذا لم تستمر هذه العملية، الحل، الحوار، السلام؛ أيا كان اسمها، أي السياسة خارج الحرب، فإن العنف سيزداد أكثر".

وأكد فردا جتين أنه من أجل تحقيق السلام والديمقراطية الحقيقية، يجب القضاء على عقلية العنف والحرب، وفيما يتعلق بخطر آلية الانقلاب، قال: "إنها ترى الحاجة إلى العنف، أولاً وقبل كل شيء يجب تحديد ذلك، يعني، إنها بحاجة إلى عدو، يقول مقاتلو الكريلا "بما أن الأمر كذلك، سأنهيه، لن أقاتل"، حينها يجب عليهم خلق عدو، وهذا العدو هو روج آفا والكرد، لن ينتفضوا ويعلنوا الحرب ضد اليونان وأرمينيا وإيران، إنهم ينظرون إلى الكرد بهذه العين، ويصفونهم بالإرهابيين، هذه حرب نفسية خاصة ومنظمة".


ورداً على السؤال "لكن المسؤولون في الدولة التركية يقولون: ليس لدينا مشكلة مع الكرد في سوريا، أليس هذا تناقضاً؟" أجاب فردا جتين على النحو التالي:

يقولون يوجد هناك حزب العمال الكردستاني وقادة حزب العمال الكردستاني وهذا الحزب يشكل تهديد على أمننا القومي، يتم دحض حججهم هذه، يعني إذا تقدمت هذه العملية وتخلى حزب العمال الكردستاني عن الكفاح المسلح، فإن هذه الحجة تُبطل بشكل أوتوماتيكي، ولكن في الممارسة العملية وفي الحياة، لا يوجد عناصر حزب العمال الكردستاني، هم أنفسهم يعلمون ذلك، في روج آفا، وضمن القوات النظامية، وضمن القوات الأمنية، وفي الجمارك لا يوجد عناصر حزب العمال الكردستاني في الجمارك، هناك كرد وعرب وسريان هذا واضح.

لذلك ليس هناك جواب لحجة تركيا في الحياة الحقيقية، وليس محلاً للثقة، لا علاقة لدعوة القائد آبو بسوريا وكرد روج آفا.

وذكر فردا جتين أن الدول الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا والسويد أظهروا موقفاً بتجريم حزب العمال الكردستاني وقال "هذا ليس موقفاً متعلقاً بدول وحدها، بل هو مفهوم مشترك للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، والحجة الرئيسية لهذا المفهوم هو الكفاح المسلح، ليس لديهم اعتراض حيال آراء وفلسفة والموقف الثقافي والاجتماعي لحزب العمال الكردستاني، ولكنهم اتخذوا من الكفاح المسلح حجة أساسية لتجريمه، القائد عبد الله أوجلان تدخل بهذا أيضاً وسحب منهم هذه الأداة، هذه الدعوة ليست لتركيا فقط بل لأوروبا أيضاً".