وسط تصفيق كبير .. ناشطات تقرأن رسالة أوجلان للمرأة في القاهرة
جاءت رسالة القائد والمفكر الأممي عبدالله أوجلان للمرأة بمناسبة يومها العالمي مليئة بعديد من المضامين والرسائل المهمة، حول المرأة ومكانتها ودورها في تحرير المجتمعات.
جاءت رسالة القائد والمفكر الأممي عبدالله أوجلان للمرأة بمناسبة يومها العالمي مليئة بعديد من المضامين والرسائل المهمة، حول المرأة ومكانتها ودورها في تحرير المجتمعات.
أثنت ناشطات في مجال العمل النسائي على رسالة القائد والمفكر الأممي عبدالله أوجلان للمرأة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس/آذار، وذلك خلال حلقة نقاشية عقدت بمركز آتون للدراسات في العاصمة المصرية القاهرة، تحت عنوان "التمكين والتحديات والآفاق المستقبلية"، وسط حضور لكوكبة من الشخصيات النسائية العربية والسورية والكردية البارزة، وعدد من الكتاب الصحفيين والمثقفين.
وخلال الحلقة النقاشية، جرى التطرق إلى عديد من القضايا والتحديات والإشكاليات التي تواجه المرأة في الشرق الأوسط، لا سيما في هذه المنطقة الحبلى دائماً بالنزاعات والصراعات، فضلاً عن الثقافات والعادات والقناعات التي لا تزال تقف حجر عثرة أمام تمكين النساء، وقد اختتمت بقراءة رسالة المفكر عبدالله أوجلان للمرأة.
أبرز المتحدثات الكاتبة الصحفية شيماء الشواربي، رئيسة اتحاد المرأة بالحزب الليبرالي المصري، وسلوى أبسام يوسف المحامية والناشطة الحقوقية السودانية ومؤسسة مركز ساس الحقوقي للتدريب القانوني، والباحثة الفلسطينية نيفين عبدالعال، ونوجين يوسف عضو أكاديمية جنولوجي الشرق أوسطية، وبحضور كوكبة من الشخصيات النسائية مثل الكاتبة والباحثة السياسية الدكتورة فرناز عطية، والكاتبة الصحفية أسماء الحسيني مدير تحرير جريدة الأهرام، وشخصيات نسائية أخرى من مصر واليمن والسودان وسوريا.
تحديات كثيرة
قدمت الندوة الكاتبة الصحفية المتخصصة في شؤون المرأة فاتن صبحي التي رحبت بجميع الحضور، مقدمة التحية لكل النساء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، ومؤكدة أن النساء لا يزالن أمامهن الكثير من التحديات والإشكاليات، وخاصة أن هناك من لا يزال يتعامل مع المرأة على أنها فريسة ومجرد جسد، مؤكدة أن هذه التحديات يعاني منها الشرق الأوسط ككل.
وأكدت فاتن صبحي أن المرأة تحمل على عاتقها الكثير من الأعباء، لا سيما مع تصاعد وتيرة النزاعات والحروب في المنطقة، مشيرة في هذا السياق إلى الأوضاع في فلسطين، وتحديداً قطاع غزة الذي تواجه فيه المرأة كثيراً من التحديات، فضلاً عما يدور في دول أخرى مثل الحالة السودانية وكذلك الوضع في سوريا، وغيرها.
المرأة الفلسطينية
أولى الكلمات في الحلقة النقاشية كانت للباحثة الفلسطينية نيفين عبدالعال، التي استهلتها بتقديم التحية للمرأة وتحدثت عن الحالة الفلسطينية، مؤكدة أن المرأة الفلسطينية دائماً أيقونة للعمل والنضال، ففي المعارك إلى جانب الرجل، وفي نفس الوقت فهي رافعة للمشروع الوطني الفلسطيني.
وعددت الباحثة الفلسطينية الكثير من الأوضاع الصعبة التي تعاني منها المرأة الفلسطينية بصفة عامة، والمرأة في قطاع غزة بصفة خاصة، في ظل عدوان إسرائيلي غاشم امتد لنحو عام ونصف، والذي تشير أحدث الإحصاءات إلى أن هناك نحو 12 ألف امرأة قتلن جراء هذا العدوان، فالمرأة الفلسطينية مصابة ومجروحة من جميع الاتجاهات، فإما شهيدة أو أرملة لشهيد أو ابنة شهيد أو أخت شهيد، قائلة إن المرأة الفلسطينية تبحث عن أدنى مقومات الحياة.
أوضاع المرأة السودانية
انتقلت الكلمة بعد ذلك إلى الناشطة الحقوقية السودانية أبسام يوسف للحديث عن أوضاع المرأة في السودان، والتي في مستهل حديثها أكدت أن وضعية المرأة وما تبلغه من تقدم وعلم وتحرر ومساواة ومشاركة معيار لقياس المجتمعات وتقدمها، منتقدة عدم تحقيق تقدم كبير في ملف حقوق المرأة بالدول العربية، فلا تزال أوضاعها بحاجة إلى كثير من الجهود، لإزالة التمييز وتحقيق المساواة بين الجنسين.
وعن واقع المرأة السودانية، قالت الناشطة الحقوقية إنه منذ الأربعينات كانت المرأة شريكاً في الحركة الوطنية والنضال ضد الاستعمار بالسودان، وأثبتت حضوراً كبيراً في مناسبات سياسية عديدة، لكنها تشير إلى أن واقع المرأة يتأثر بالنظام السياسي ودرجة المؤسساتية في الدولة، ومدى حيادية السلطات، وهنا كانت الإشكاليات عندنا وقع الانقلاب في 1989، وقدوم تيارات الإسلام السياسي، وتحت مسمى تطبيق الشريعة كان هناك قانون مثل قانون النظام الذي يراقب النساء، لدرجة أن البنطلون كان يعتبر لبساً فاضحاً، وكانت المرأة تعاقب بالجلد.
وتلفت أبسام يوسف إلى أن الحروب المتعاقبة جاءت لتفاقم معاناة المرأة السودانية، خاصة مع ارتفاع معدلات الفقر بين النساء، كما أنهن الأقل في التعليم، والأقل في الحصول على الموارد، وغالبية النساء يعملن أجيرات في الزراعة بالأرياف، والعبء يترك عليهن كاملاً، في وقت أغلب الرجال منشغلين ضمن صفوف الجيوش المتحاربة، فضلاً عما تواجه من انتهاكات قائمة على النوع، وانتهاكات جسدية، ومعاناتهن من النزوح.
المرأة في سوريا .. معاناة الكرديات
انتقلت الكلمة بعد ذلك إلى نوجين يوسف عضو أكاديمية جنولوجي الشرق أوسطية، والتي استهلت حديثها بتقديم التهنئة للنساء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، مشيرة إلى أن آذار ونيسان شهران عادة ما يحملان الكثير من الأحداث الفارقة والصعبة بالنسبة للمرأة الكردية وللكرد بصفة عامة، ففيهما تعرض الكرد لكثير من الهجمات بسوريا والعراق، كما أن الكرد يعانون – بما في ذلك المرأة – في احتفالات عيد نوروز (رأس السنة الكردية)، حيث يتعرضون لهجوم من الأنظمة في إطار منع التعبير عن الثقافة الكردية.
وتقول إن نيسان دائماً يأتي ومعه ذكريات مؤسفة بالنسبة لها كامرأة سورية وامرأة كردية، بما يحمل من شواهد على حرمان المرأة الكردية من لغتها وثقافتها وملابسها التي تعبر عن هويتها، كما أنها محرومة من حقوقها كمواطنة سورية، مشيرة إلى أن هناك نحو 100 ألف كردي داخل سوريا بلا هوية ويتم التعامل معهم معاملة الأجانب، وهؤلاء لا حق لهم في أي شيء.
أما عن العنف، فتقول نوجين يوسف إن العنف لا يعبر عن الدول أو الأجناس، وإنما يعبر عن وجود الدولة من عدمه، مشيرة هنا إلى أن المرأة يمكنها أن تلعب دوراً قيادياً؛ فالنساء لديهن القدرة على تغيير المجتمع، منوهة إلى أن المرأة تنال نصيبها من شكل العنف حسب الدولة التي تعيش فيها، فهي كسورية حرمت من كل شيء، إلى جانب العادات والتقاليد المفروضة والقيود التي تفرضها عقلية الدولة.
وتقول نوجين يوسف إن التحديات كبيرة أمام النساء السوريات، خاصة في ظل الصراعات التي أكثر من يروح ضحيتها النساء والأطفال، مضيفة أنهن كنساء كرديات نظمن أوضاعهن بشكل جيد في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية بإقليم شمال وشرق سوريا، لكن النساء في الشرق الأوسط أمام معاناة كبيرة على نحو يتطلب التعاون بينهن.
ونوهت نوجين يوسف في هذا السياق إلى رسالة المفكر عبدالله أوجلان، الذي آمن بدورها التاريخي بما تحمل من مضامين مهمة للمرأة.
المرأة المصرية
انتقلت الكلمة بعد ذلك إلى الكاتبة الصحفية شيماء الشواربي، رئيس اتحاد المرأة بالحزب الليبرالي المصري، التي استهلتها بالإشارة إلى رسالة المفكر عبدالله أوجلان للمرأة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، والتي عكست قناعاته بقيمة ومكانة المرأة، لا سيما عندما تحدث عن "قدسية المرأة"، وأن المرأة كون منفرد بذاته، وأن الرجل كوكب منحرف يدور في فلك هذا الكون.
وعن واقع المرأة المصرية، أكدت شيماء الشواربي أنها تواجه تحديات كبيرة، بدليل أنه عندما كانت هناك امرأة على رأس السلطة القضائية أثيرت ضدها العديد من الشكوك حول قدرتها كامرأة على القيام بواجبات هذا المنصب، في إشارة منها إلى المستشارة تهاني الجبالي رئيس المحكمة الدستورية سابقاً، هذا رغم أن المرأة دائماً صاحبة تفكير بعيد ونظرة أكثر عمقاً من الرجل.
ولفتت رئيسة اتحاد المرأة بالحزب الليبرالي المصري إلى أن التمييز لا يزال قائماً بين الذكر والأنثى في مصر، سواء في المنزل أو المدرسة أو العمل، كما أن هناك الكثير من القوانين الخاصة بالمرأة لا تزال حبيسة الأدراج، ومنها قانون الأحوال الشخصية، لنجد أن المرأة وكأنها في دوامة من الكفاح.
عقب ذلك أعربت مقدمة الحلقة النقاشية الكاتبة الصحفية فاتن صبحي عن شكرها للمشاركات في الندوة، مؤكدة الحاجة إلى مزيد من العمل والتنسيق المشترك، لمواجهة التحديات التي تواجه المرأة، واختتمت الحلقة بقراءة رسالة المفكر عبدالله أوجلان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وسط تصفيق كبير من الحضور.