وقفت المنظمات العلوية في أرجاء تركيا وانتفضت ضد المجازر المتزايدة التي يتعرض لها العلويون في اللاذقية على يد قوات هيئة تحرير الشام التي يتزعمها أحمد حسين الشرع، المعروف باسم "أبو محمد الجولاني".
وحذرت المنظمات العلوية السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية التي "تضفي الشرعية على المرتزقة، وتضفي الشرعية على الجولاني"، ودعت المنظمات العلوية الرأي العام الدولي ومنظمات حقوق الإنسان وكل من لديه ضمير حي إلى التحرك ضد الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق العلويين.
وتحدث بهذا الخصوص، جلال فرات، البرلماني عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، وهو أحد السياسيين البارزين في المنظمات العلوية إلى وكالة فرات للأنباء (ANF).
وردّ فرات، على مسؤولي السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية الذين يحاولون إضفاء الشرعية على مجازر هيئة تحرير الشام بحق العلويين من خلال وصفهم بـ "فلول الأسد" بالقول: "لا يمكنهم تمرير الأمر بالسكوت، ننتظر منهم أن ينتفضوا ضد هذه المجازر وضد هذه الجريمة المنافية للإنسانية".
وذكّر فرات بأن الهجمات ضد العلويين ارتقت إلى مستوى المجازر بعد وصول هيئة تحرير الشام إلى سدة الحكم في سوريا، وأكد أن العلويين في تركيا يراقبون ويشاهدون الأحداث بقلق شديد، وأوضح فرات أن تقديم السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية الدعم لهيئة تحرير الشام على وجه الخصوص يجعل العلويين أكثر قلقاً، مضيفاً: "بالأمس، قام قائمقام منطقة شيشلي وعناصر الشرطة بمنعنا من وضع إكليل من الزهور أمام القنصلية السورية في إسطنبول، فمن ناحية، يتحدثون عن السلام والأخوة، ومن ناحية أخرى يبيدون الشعوب، وهذا ليس بالأمر الصحيح والصائب، فبدلاً من وضع حواجز الشرطة أمامنا، عليهم أن يمنعوا ارتكاب المجازر بحق العلويين في سوريا".
’لن نسمح بحدوث هذا الأمر مرة أخرى‘
وذكر البرلماني جلال فرات، أنهم سيتواجدون في هاتاي، مشيراً إلى أن المسافة بين هاتاي واللاذقية، حيث وقعت المجازر بحق العلويين 149 كيلومتراً، وأن أهالي أنطاكيا خائفون على أقاربهم هناك وقلقون على سلامتهم، وشدد فرات على أنه لا يمكن لأحد أن يبرئ نفسه من مسؤوليته عن هذه المجازر بالقول ”فلول الأسد“ و"بقايا النظام السابق"، وأردف قائلاً: "لسنوات، كانوا يقولون لنا نحن العلويين ’فلول السيف‘ ولم يتوقف الأمر عن هذا الأمر ويكتفوا به، بل أقدموا على القتل، لن نسمح بحدوث هذا الأمر مرة أخرى، وسنكون إلى جانب شعب هاتاي كحزب المساواة وديمقراطية الشعوب".
’إذا كانوا يبحثون عن هامشي، فلينظروا إلى الجولاني‘
أفاد فرات بأن هناك قوة الآن في سوريا، يعتقد المنتمون إليها أنهم سيدخلون الجنة إذا قتلوا العلويين، مشيراً إلى أن منّ يدعمون هذه القوة لهم نصيب في هذه المجازر، وذكر فرات أن تم اغتصاب النساء وقتل الأطفال في اللاذقية وطرطوس، مضيفاً: "أصدقاؤنا هناك ينادون ويصرخون قائلين: ’أنقذونا من هؤلاء المرتزقة‘، وحقيقةَ، هذا الأمر يفطر قلوبنا، في حين أن قائمقام منطقة شيشلي يقول عن المؤسسات العلوية: "الجماعات الهامشية"، وإذا كانوا يبحثون عن الهامشيين فعليهم أن ينظروا إلى الجولاني الذي استضافوه في القصر".
’لا يمكن لحزب العدالة والتنمية التستر على الأمر وتجاهله بالصمت‘
وشدد فرات على أنهم كشعب علوي لن يظلوا صامتين أمام هذه الوحشية والفظائع، وقال بهذا الصدد: "نحن نعرف هذه العقلية جيداً، ونعلم جيداً أن هيئة تحرير الشام تأتمر بأمر حزب العدالة والتنمية، نحن نعرف ذلك من خلال سفرهم وتجولهم معاً في نفس السيارات، والتقاط الصور معنا، وأداء الصلاة معاً، لذلك، لا يمكن للسلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية التستر على هذه المجازر وهذه الجريمة المنافية للإنسانية، ونحن كعلويين بانتظار أن يعارضوا ويقفوا ضد ذلك ، وإذا استمر هذا الاضطهاد على هذا النحو، فإننا كعلويين سنتوجه إلى القصر في أنقرة".