أعرب مؤتمر ستار في مستهل بيان أدلى به اليوم الاثنين، أمام مركز محمد شيخو للثقافة والفن بمدينة قامشلو، بحضور العديد من النساء وعضوات التنظيمات والحركات النسائية وممثلات عن الأحزاب السياسية، عن استنكاره لجملة المجازر والانتهاكات التي ترتكب بحق المدنيين في الساحل السوري.
وورد في البيان الذي قرئ باللغتين الكردية من قبل إدارية مؤتمر ستار في مقاطعة الجزيرة ابتسام الحسين، وبالعربية قرأته عضوة لجنة المرأة في هيئة التربية والتعليم بمقاطعة الجزيرة صفاء سلطان، ما يلي:
"في الأيام الأخيرة، قام مسلحون تابعون لسلطة دمشق، بتنفيذ مجازر وحشية في المدن السورية مثل اللاذقية، حمص، وطرطوس، حيث تعيش غالبية الطائفة العلوية. استهدفت هذه الجرائم النساء، الأطفال، والمدنيين العزل، وترافقت مع أعمال عنف وقمع وحشي وهذه أعمال غير إنسانية.
هذه المجازر والانتهاكات التي تُرتكب بحق المواطنين والمواطنات السوريات هي تجسيد واضح لممارسات الجماعات الجهادية المتطرفة. يتم قتل العديد من الأطفال، النساء، والعائلات الفقيرة بلا رحمة. حتى لو حاول البعض تبرير هذه الأفعال بحجة محاربة "فلول النظام " والمقربين لهم، إلا أن الحقيقة هي أنهم في الواقع يروجون لأيديولوجية جهادية متطرفة ونظام إسلامي راديكالي تحت هذه الذريعة.
الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم اللاإنسانية من قبل الهيئات والمنظمات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، هو أمر غير مقبول تماماً. هذه الوحشية تزرع الخوف في عقول الناس وتفرض واقعاً جديداً من الرعب.
يجب على الجميع، بغض النظر عن الانتماء الديني أو العرقي، اتخاذ موقف حازم ضد هذه المجازر التي تستهدف النساء والأطفال والأبرياء. لا بد من إيقاف هذه الانتهاكات والجرائم فوراً، خاصةً وأنها تُرتكب بشكل متعمد ضد الطائفة العلوية والطوائف الأخرى، مما يكشف بوضوح أنها ليست مجرد عمليات عسكرية، بل ممارسات ممنهجة تخدم أهداف النظام الحاكم في دمشق.
من خلال هذه السياسات الوحشية، يحاولون إغراق سوريا مجدداً في الفوضى والحرب والصراعات. هذه الأفعال تهدف إلى تعزيز سلطتهم بالقوة ونشر الخوف والرعب في المجتمع السوري؛ لمنع تحقيق السلام والحرية والمساواة، لأن ذهنيتهم معادية لهذه القيم.
في الوقت نفسه، يظهر عداؤهم العميق تجاه النساء، حيث يتم استهدافهن ّبشكل واضح في هذه الجرائم. لكن الحقيقة هي أن إرادة الشعوب لا تُكسر بسهولة، ودائماً ما يقاوم الأحرار الظلم والاستبداد، ويستمرون في النضال من أجل حقوقهم الإنسانية.
لذلك، من الضروري أن تتحرك جميع القوى الديمقراطية، المنظمات الدولية، والأمم المتحدة لمواجهة هذه الجرائم والانتهاكات، وألا تبقى صامتة أمام هذه الجرائم الوحشية.
سلطة دمشق بمعاداتها التعددية الدينية، النساء، والأطفال، ستكون غير قادرة على بناء مستقبل آمن وعادل للمجتمع السوري. فلا يمكن تحقيق نظام ديمقراطي قائم على المساواة والحرية في ظل هذه السياسات القمعية والاستبدادية.
في مستهل احتفالات ربيع المرأة، ومع انطلاق مشروع السلام والديمقراطية، نحن في مجلس مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا نعلن رفضنا التام لهذه الجرائم الوحشية التي تستهدف الطائفة العلوية، وخاصة النساء والأطفال. ونستنكر بشدة هذه الأفعال اللا إنسانية ونعدّها وصمة عار على جبين من يرتكبها أو يبررها، لأنها لا تمثل سوى عقلية متطرفة تحاول فرض سيطرتها من خلال القمع والعنف.
ندعو جميع نساء العالم إلى رفع أصواتهن وتصعيد نضالهن في مواجهة هذه المجازر الوحشية، ونشر الوعي العالمي حول هذه الجرائم اللا إنسانية. يجب علينا جميعاً أن نتحد ونقاوم بعقل وقوة وإحساس ضد حرب السلطة والفكر الجهادي المتطرف.
كما ندعو جميع النساء السوريات إلى أن يكن صوتاً واحداً ضد هذه الجرائم، وأن يعبّرن عن رفضهن للقتل والإبادة. الوقت قد حان لرفع الصوت، لتنظيم الصفوف، وللمطالبة بحياة حرة، متساوية، ديمقراطية وسلمية.