في الأسبوع الماضي وخلال اجتماع القمة لحلف الناتو في العاصمة الاسبانية مدريد، تم تقديم بعض التنازلات للدولة التركية مقابل عضوية السويد وفنلندا، وقد صرح آلدار خليل عضو مجلس الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، أن التنازلات الممنوحة لتركيا والقرارات المتخذة في اجتماع القمة هي جزء من المفهوم ضد الشعب الكردي، وحول ذلك، تحدث آلدار خليل لوكالة فرات للأنباء (ANF).
أوضح آلدار خليل ان الدولة التركية تهاجم الشعب الكردي منذ عشرات السنوات بهدف القضاء عليه وإبادته وقال:" إن الشعب الكردي وحركة الحرية يخوضان مقاومة تاريخية من اجل الوجود والحرية، يجب أن يتم رؤية هذه الحقيقة، فلولم تتلقى الدولة التركية دعماً ومساندة فعالة من الناتو، لكان وضع الشعب الكردي الان مختلفاً، ولكان قد تحقق مطلبه في الحرية، بمعنى آخر، في أعوام 1984 و1985 وما بعدها، فإن من يحارب ضد حركة الحرية ويسعى لإبادة الشعب الكردي هو الناتو، ومن أجل أن يشارك كافة الدول في حرب الإبادة ضد الكرد، اتخذ الناتو هذا الشيء كمعيار وقانون رئيسي له، في هذه المرحلة حيث تصدر قرارات مهمة ضد الشعب الكردي، جدد حلف الناتو قراراته من كافة الجوانب، وأظهر هذه القرارات بأساليب مختلفة".
أشار آلدار خليل إلى مكانة السويد في المفهوم الجديد وقال: "هذا هو الشيء المثير للاهتمام، لأول مرة، عندما تم وضع حزب العمال الكردستاني في قائمة" المنظمات الإرهابية "، دخلت السويد على جدول الأعمال واتخذوا القرار، ما هي الحجة...؟ مرةً أخرى كانت السويد وأولوف بالمه في عام 1986، مع اغتيال أولوف بالمه، أعلن الناتو رسمياً قراره وأتهمت الحركة، وكما هو معلوم فقد قرر المدعي العام السويدي العام الماضي أن حركة الحرية الكردية والكرد لا علاقة لهما بهذا الاغتيال، وبذلك اتخذوا قراراً جديداً ضد هذه الحركة. عندما اتخذوا خطوة عن طريق السويد في عام 1986، اليوم أيضاً يتخذونها عن طريق السويد، هذه المرة ولكي تنضم السويد إلى حلف الناتو، وضعوا شيئاً جديداً على جدول الاعمال.
بالأساس حلف الناتو يعادي الشعب الكردي ويظهر موقفه على هذا الأساس، حيث يجدد قراره بانضمام السويد وفنلندا إلى الحلف، بأسلوب وطريقة قال للسويد" أنتِ قلتِ خلال تصريح، أنه لا علاقة لحزب العمال الكردستاني باغتيال أولوف بالمه، سنقوم بخطوة جديدة مقابل انضمامكِ إلى الناتو" لهذا السبب يريدون التراجع عن القوانين الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يدعونها، قالوا للسويد "إذا انضممتِ إلى الناتو، فإنكِ ستضعين بصمتكِ على الاتفاقية ضد الكرد"، وهي انضمت إلى ذلك، في عام 1986، عندما تم اتهام حزب العمال الكردستاني بمقتل أولوف بالمه، كان لذلك تأثير خطير للغاية على الشعب الكردي وحركته، خلق جواً مختلفاً، هذه الحركة تعاني من هذا الاتهام منذ سنوات، وبدلاً من انتقاد نفسها وقبول وجود الشعب الكردي، واتخاذ خطوة، ماذا فعلوا...؟ لعبت السويد مرة أخرى دوراً مماثلاً، أصبحوا أساساً لتجديد قرار الناتو ضد الكرد ".
وأفاد آلدار خليل، أنه كان ينبغي على السويد وفنلندا إبداء موقفهما وتبني المعايير الديمقراطية وقال:" للأسف موقفها هذا محل نقد وأيضاً محل استنكار".
وتابع آلدار خليل:" هذه الحركة حركة ديمقراطية تناضل من اجل حرية الشعب الكردي، لم تسبب أية ازعاجات للإنسانية قط، وخاصةً أن القوات في روج آفا قد وقفت في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي وحاربته، في حين لم يستطع أحد الوقوف ضده ومحاربته، قدمت خدمة للإنسانية، ناضلت ضد الإرهاب الأكبر وضد الفاشية، وفي الوقت نفسه، حققت ثورة ديمقراطية.
من أجل إرضاء الدولة التركية وتحقيق مصالح الناتو المعادية للشعب الكردي، تقوم بالتضحية بقضية الشعب الكردي والحركة الديمقراطية، الناتو ودول الغرب تتحد مرةً أخرى وتقف وبإصرار مع الدولة التركية ضد مطالب الشعب الكردي في الحرية، بالأساس لا يفعلون هذا الشيء بناءً على مطلب الدولة التركية، بل على العكس، إن الذين يتخذون القرار حيال هذا الشيء هم أنفسهم، وهم أنفسهم لا يريدون أن تنتصر قضية الشعب الكردي، ومن اجل أن يحاربوا ضد الشعب الكردي، يستخدمون الدولة التركية كأداة لتحقيق مآربهم، وهذا لم يكن قراراً إيجابياً".
اتخاذ القرار في 29 حزيران ليست مصادفة
ونوه آلدار خليل إلى الموافقة على قرار الإعدام بحق القائد عبد الله اوجلان والشيخ سعيد وقال:" اجتمعوا في 28 حزيران، ووضعوه على جدول أعمالهم واتخذوا القرار في 29 حزيران، 29 حزيران هو يوم معروف في تاريخ الشعب الكردي، هذا اليوم ليست مصادفة حيث انه يوم اتخاذ قرار بإعدام الشيخ سعيد ومقاضاة القائد آبو، انتهاكات الدولة ضد الشعب الكردي ارتكبت وتمت الموافقة عليها في هذا الوقت بالذات، ولذلك أندد بهذا الوضع، وأطالب الرأي العام العالمي والشرق الأوسط وأوروبا وحماة الحرية والديمقراطية أن يبدوا موقفهم، لا يمكن القبول بذلك".
وذكّر آلدار خليل بتهديدات أردوغان لاحتلال شمال وشرق سوريا والتي كررها مرةً أخرى خلال اجتماع الناتو، وحول سؤال ما إذا كان هذا من اجل قبول العالم بهجمات احتلالية...؟ أجاب: "الدولة التركية وحكومة حزب العدالة والتنمية عازمان على ذلك، يريدون احتلال شمال وشرق سوريا بالكامل، في اجتماع الأمم المتحدة، أظهر أردوغان بوضوح خريطة بعمق 30 كيلومتراً تستهدف شمال وشرق سوريا بالكامل، قال: كل هذه المناطق ستكون لي، ولم يصدر صوت من أحد هناك، هذا يعني الموافقة، لهذا تريد الدولة التركية أن تحتل المنطقة، بقرار موافقة انضمام السويد وفنلندا، وبقرار الناتو، قيل له نعم، منحوه الضوء الأخضر، وقالوا يمكنك ان تهاجم، الطريق الذي أمامنا هو أننا سنتحرك وفقاً لهذا الواقع، وهذه القرارات وحّدت قرارهم.
من أجل حماية وجودنا، يجب علينا أيضاً تعزيز نظامنا الدفاعي، سينظم المقاتلون المحترفون والمجتمع أنفسهم ويعززون دفاعهم والذي سيتحول إلى حرب الشعب الثورية، ومن اجل حماية وجودهم، لن يتركوا ممتلكاتهم وأراضيهم، وسيقاومون حتى النهاية، بهذه الطريقة سيتحقق النصر.
إذا لم نقم بهذه الحسابات، هل سيدعمنا أحد أم لا...؟ هل سيعطون الضوء الأخضر أم لا...؟ هل ستهاجمنا أم لا...؟ هذه استراتيجية الاتراك، فإن لم يقوموا بها اليوم، سيقومون بها غداً، سيقومون بها بعد شهر، بعد سنة، هذه الدولة اتخذت قرارها، فإن لم تقم بها اليوم، فهذا لأن تدابيرنا جيدة، يمكن أنهم يخافون، فهم فشلوا في زاب وآفاشين ومتينا، يمكن أن يكون السبب في عدم تحقيق مخططاتهم على شنكال، فإن لم يهاجموا اليوم، فلا أحد يقول انهم غيروا قرارهم، إنهم قرروا من أجل الهجوم، ويقولون بأنهم سيحتلون المنطقة".
إذا حدث احتلال جديد، لن تبقى هناك دولة اسمها سوريا
من أجل حماية وحدة وسلامة الأراضي السورية، قال آلدار خليل: "يريدون استغلال الأزمة الحالية في سوريا، النظام ضعيف، لا يوجد من يحمي سوريا، لا يوجد الكثير من الدول الإقليمية لمساندة سوريا، لهذا السبب يريدون الاستفادة من هذا الوضع، سواء وُجِدَ هذا الوضع أم لا، فإن استراتيجيتهم هي الاحتلال، لذلك، ومن أجل حماية إنجازاتنا معاً، يجب أن نقوم بمقاومة تاريخية بكل قوتنا ونتغلب على كل مخططات الدولة التركية، وفي نفس الوقت يجب علينا أن نحرر الأراضي المحتلة ونطرد الدولة التركية من أراضينا.
على هذا الأساس أقول لشعبنا وشعب سوريا وحكومة دمشق، دعونا نحمي سيادة سوريا معاً، دعونا نطرد الاحتلال من أراضينا معاً، ربما لدينا مشاكل داخلية، وربما أفكارنا مختلفة، وربما لا نفكر بنفس الطريقة في مستقبل سوريا، هذه مشاكلنا الداخلية، لكن هناك شيء ما، هذه الأرض يتم احتلالها، يجب تحرير هذه المناطق وعدم السماح باحتلال مناطق أخرى، إذا تم احتلال منطقة أخرى من سوريا، فلن تبقى دولة اسمها سوريا.
يجب ألا نقل، أن هذه مشكلة بين الكرد والأتراك، صحيح أن أحد الأهداف الرئيسية للدولة التركية هو إبادة الشعب الكردي، لكن هدفها ليس هذا فقط، الدولة التركية تسعى لاحتلال جزء كبير من سوريا وضمها إلى أراضيها، تريد أن تبني تركيا الكبرى، ولهذا السبب يجب على كل المكونات السورية الانضمام إلى هذه المقاومة وإظهار موقف واضح لحماية الأراضي السورية ".