لا يمكن إغفال الدور الغربي السلبي تجاه قضية القائد عبد الله أوجلان والقضية الكردية بشكل عام لصالح الدول التي تحتل كردستان كورقة ضغط، ولذلك حاورت وكالة فرات دكتور أحمد انبيوه الأكاديمي المصري وباحث الدكتوراه بجامعة القاهرة، حول الموقف الدولي والإقليمي من حرة القائد أوجلان وإلى نص الحوار:
1ـ كيف ترى الموقف الأوروبي من القضية الكردية وقضية القائد أوجلان؟
أهم ما تمخضت عنه سنوات ما بعد سقوط حائط برلين، هو الارتباك الذي ساد بنية العلاقات الدولية، وبنية النسق المعرفي لمفاهيمه المؤسسة، فقد تبع سقوط الاتحاد السوفيتي تغير البيئة الجيوسياسية في منطقة شاسعة من العالم بين آسيا وأوروبا، وأعيد ترسيم الحدود والخرائط تبعا لاعتبارات وارتهانات سياسية واجتماعية جديدة، ولهذا، تشكل الفضاء السياسي الكردي في سنوات التسعينيات وبداية الألفية في بيئة دولية وإقليمية متغيرة باستمرار، بيئة كانت تعترف بالمصالح وما يمكن تحقيقه من وراء ما أسمته دوائر السياسة الأوروبية "الورقة الكردية".
2ـ كيف ترى موقف المؤسسات الأوروبية مثل لجنة مناهضة التعذيب وغيرها من منظمات حقوق الإنسان الأوربية من قضية القائد أوجلان؟
تأسست علاقة المؤسسات الأوروبية بالقضية الكردية وقضية القائد عبد الله أوجلان من باب العلاقة المركبة بتركيا صعودا وهبوطاً، هذه العلاقة بالأساس كانت الحاكم في أغلب قرارات لجنة مناهضة التعذيب أو غيرها من المؤسسات، أي إن القرار، كان سياسيا ولم يكن أبدا قانونيا أو حقوقيا.
3ـ كيف ترى ورقة اللاجئين وهل أصبحت ورقة تركية ضاغطة على الموقف الأوروبي؟
تركيا لا تتورع أبدا كل الأوراق الإنسانية والحقوقية في سبيل تحقيق ما تراه حكومة العدالة والتنمية "الصالح الوطني"، دونما التفات كبير للتكلفة الإنسانية، وما قد يلحق من ضرر بالغ بجماعات اللاجئين على أراضيها.
4ـ كيف ترى الموقف الأوروبي من الاعتراف السياسي بالإدارة الذاتية رغم انخراط الكثير من الدول الأوروبية عسكرياً في التحالف الدولي ضد داعش؟
القضية الكردية تتشكل من جديد في سياق إقليمي سائل يتجاوز الحدود الوطنية، اليوم، فقد تجاور نضال الكرد من أجل "العدالة والمساواة والحرية" إلى جانب "الدفاع عن كردستان" ككيان سياسي، وعليه فإن راهن القضية لا يمكن التعويل عليه وحده، بل من المهم أن تكون جماعات الشتات الكردي، على سبيل المثال، قادرة على ممارسة قدر أعلى من الضغط على فضاءات ودوائر السياسة الغربية، مستغلين التوترات التي تجتاح الإقليم، والتي بدورها تعيد كردستان دوما إلى الوجهة، وفوق هذا من المهم أيضا إبراز الدور الذي لعبه الكرد في إيقاف المد الداعشي.
5ـ هل ستؤثر الانتخابات الأمريكية على شمال وشرق سوريا خاصة إذا وصل ترامب لسدة الحكم؟
لا يمكن التكهن تماما بسياسات ترامب، لكونه قادم من خارج المؤسسة السياسية، كما أن للرجل سوابق في خرق كل توقعات قد تبنى على محاولة التنبؤ بتوجهاته وسياسته. رغم هذا، فمن المتوقع، ووفقا للمبدأ والشعار الترامبي الأهم أمريكا أولا، من المتوقع نكوص أمريكي في أدوارها الخارجية، بخاصة في يتعلق بالنقاط الملتهبة. ولهذا، من المهم مخاطبة ترامب يفهمه؛ ماذا قد تستفيد الولايات المتحدة إن عمقت نفوذها في شمال وشرق سوريا.