السيسي يؤدي اليمين الدستورية.. والمصريون يطمحون لمواصلة الإنجازات

أدى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم، اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة، ووجه كلمة حملت عددا من الرسائل، في وقت يطمح شعبه إلى مواصلة إنجازات الولاية السابقة.

وفي كلمته، وجه السيسي تحية شكر للشعب المصري الذي وصفه بأنه "صاحب الكلمة وصاحب القرار رمز الأصالة والعزة والصمود"، متعهدا للمصريين باستكمال مسيرة بناء الوطن وتحقيق تطلعات الأمة المصرية في بناء دولة حديثة ديمقراطية متقدمة في العلوم والصناعة والعمران والزراعة والآداب والفنون متسلحين بتاريخ عريق.
وأكد السيسي أن أمن مصر وسلامة شعبها وتحقيق التنمية والتقدم بها هـو خياره الأول فوق أي اعتبار من خلال نهج المصارحة والمشاركة بشأن كل القضايا والتحديات، مشددا على ضرورة تحقيق التماس الوطني ووحدة الشعب المصري.
طريق بناء الوطن
وقال إن "طريق بناء الأوطان ليس مفروشا بالورود وأن تصاريف القدر ما بين محاولات الشر الإرهابي بالداخل والأزمات العالمية المفاجئة بالخارج والحروب الدوليـة والإقليميـة العاتية من حولنا تفرض علينا مواجهة تحديات ربما لم تجتمع بهذا الحجم وهذه الحدة عبر تاريخ مصر الحديث وهي التحديات التي لم يكن لنا أن نصمد في وجهها، لولا عراقة شعبنا العظيم وما بذله من جهود خارقة".
وحدد السيسي في كلمته ملامح ومستهدفات العمل الوطني خلال المرحلة المقبلة، موضحا أنه على صعيد علاقات مصر الخارجية ستكون الأولوية لحماية وصون أمن مصر القومي في محيط إقليمي ودولي مضطرب، مع مواصلة العمل على تعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف في عالم جديد تتشكل ملامحه وتقوم فيه مصر بدور لا غنى عنه لترسيخ الاستقرار، والأمن، والسلام، والتنمية.
وداخليا، أكد السيسي ضرورة استكمال وتعميق الحوار الوطني خلال المرحلة المقبلة وتنفيذ التوصيات التي يتم التوافق عليها، مع تبني استراتيجيات تعظم من قدرات وموارد مصر الاقتصادية وتعزز من صلابة ومرونة الاقتصاد المصري في مواجهة الأزمات مع تحقيق نمو اقتصادي قوى ومستدام ومتوازن وتعزيز دور القطاع الخاص كشريك أساسي في قيادة التنمية.
وحدد السيسي قطاعات سيتم التركيز عليها منها الزراعة، والصناعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسياحة، وزيادة مساهمة تلك القطاعات في الناتـج المحلـى الإجمالي تدريجيـا.


ولاية تدعم مسيرة التنمية
في هذا السياق، هنأ النائب عصام هلال الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن، الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة أداء اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة، مؤكدًا أن فوزه لفترة حكم جديدة، تدعم مسيرة التنمية والبناء والاستقرار التي بدأها منذ 10 سنوات ماضية في مختلف المجالات والقطاعات.
وأكد هلال أن فوز الرئيس السيسي بمنصب رئاسة الجمهورية للمرة الثالثة على التوالي، يعكس ثقة الشعب في قيادته الحكيمة لتولي أمور البلاد، ونجاحه في العبور إلى بر الأمان، وإعادة الحياة إلى جميع القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتوفير الاستقرار للوطن والمواطن، والعمل على تحسين مستوى معيشته، وتحقيق إنجازات في شتى المجالات المختلفة.
وأشار وكيل اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس الشيوخ إلى أن قيادة الرئيس السيسي الحكيمة تمكنت من دحر الإرهاب، وإقامة مشروعات قومية حققت نهضة شاملة، وبدأت لتأسيس جمهورية جديدة، جمهورية يتحد فيها الشعب مع قيادته، ويقف مساندًا وداعمًا للدولة المصرية في جهودها نحو مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وأوضح الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن، أن استكمال مسيرة الإصلاح والتنمية والأمن والأمان والمشروعات القومية الكبرى والعملاقة التي أطلقها الرئيس السيسي في فترة وجيزة، ساهمت في تحقيق الأمن الغذائي من خلال الاكتفاء الذاتي من الغذاء والسلع الاستراتيجية، وبناء العاصمة الإدارية الجديدة.
كما ساهمت، وفقًا له، في زيادة دعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وتعزيز عوامل تنمية القطاع السياحية، والعمل على تطوير وتوطين الصناعة، وتوسيع دائرة الإصلاح الاقتصادي الشامل، الأمر الذي مكّن الدولة من العبور من التحديات والأزمات التي ألقت بظلالها على كبرى اقتصاديات العالم.
ولفت هلال إلى أن من بين الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع، تعزيز مكانة مصر واستعادة مكانتها الريادية عالميًا وعربيًا، وكذلك المبادرات الرئاسية التي ساهمت في توفير الرعاية الصحية الشاملة، وتوفير الرعاية الاجتماعية المناسبة بما يُسهم في تحسين مستوى معيشة المواطنين وتوفير الحياة الكريمة لهم.
تبني الإصلاح المؤسسي
وبالعودة مرة أخرى إلى كلمته، أكد السيسي ضرورة تبني إصلاح مؤسسي شامل يهدف إلى ضمان الانضباط المالي وتحقيق الحوكمة السليمة مع تحويل مصر لمركز إقليمي للنقل وتجارة الترانزيت والطاقة الجديدة والمتجددة، والهيدروجين الأخضر ومشتقاته، مع تعظيم الدور الاقتصادي لقناة السويس.
السيسي أشار كذلك إلى أنه سيتم العمل على تعظيم الاستفادة من ثروات مصر البشرية من خلال زيادة جودة التعليم ومواصلة تفعيل البرامج والـمبادرات، الرامية إلى الارتقاء بالصحة العامة للمواطنين واستكمال مراحل مشروع التأمين الصحي الشامل، ودعم شبكات الأمان الاجتماعي وزيادة نسبة الإنفاق على الحماية الاجتماعية والاستمرار في تنفيذ المخطط الاستراتيجي للتنمية العمرانية واستكمال إنشاء المدن الجديدة من الجيل الرابع.


أبواب الأمل
بدوره، يقول الكاتب الصحفي المصري محمود الشناوي مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن تنصيب الرئيس السيسي لفترة رئاسية جديدة يفتح أبواب الأمل والتساؤلات في نفس الوقت، موضحًا أن الأمل يكون في عهد جديد تنتهي فيه مشكلات كثيرة عانى منها المصريون خاصة على الصعيد الاقتصادي، ومسألة الحريات وفتح المجال العام.
ولفت إلى أن الرئيس السيسي قدم كثيرًا من الوعود في كلمته، وبالتالي يرى أن هناك تساؤلات حول خطط الحكومة للتخلص من آثار برنامج الإصلاح الاقتصادي، وما تحمله الشعب المصري خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي بما حصل عليه من أغلبية لديه تفويض كامل من الشعب المصري باتخاذ كل القرارات الحياتية التي يجب أن تضع مصر على الطريق الصحيح والقويم.
وقال الشناوي إن الرئيس السيسي لديه مشروعه الخاص، وربما قد عانى المواطنون كثيرًا، ولكن خلال الفترة الرئاسية الجديد سيكون هناك مزيد من الإصلاحات والمميزات التي يحصل عليها الشعب المصري، كما أن مجالات الصحة والتعليم حظيت باهتمام كبير خلال الفترة الماضية والشعب يتطلع إلى مزيد.
ولفت الكاتب الصحفي المصري إلى أهمية الجهود التي تبذل لخفض نسبة البطالة، وأن تكون هناك مجالات أوسع لاستيعاب جهود الشباب، وأن يكون هناك اهتمام أكبر بالمجالات التكنولوجية والتخصصات النادرة، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي أعطى كثيرًا ولكن الشعب المصري ينتظر ما هو أكثر، على حد تعبيره.
وكان الرئيس المصري استهل حديثه بالآية الكريمة "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وأنهى كلمته بالآية الكريمة "رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ".