هدف الدولة التركية الأساسي هو احتلال جنوب كردستان

خلال حديثه عن هجمات الاحتلال التركي، قال المراقب السياسي نوروز فاضل إن تركيا لم تعد تعترف بأي حدود سياسية وهي تسعى بشكل تدريجي احتلال أراضي جنوب كردستان.

في لقاء مع وكالة فرات للأنباء (ANF)، قيم المثقف والمراقب السياسي من جنوب كردستان نوروز فاضل التطورات الأخيرة على الساحة الكردستانية وتحدث عن ضرورة التصدي للهجمات التي تشنها دولة الاحتلال التركي على كردستان وبشكل خاص على جنوبه واخذ الحيطة والحذر من قبل المجتمع حيال العدوان الأخير.

تسعى تركيا لاحتلال جنوب كردستان

وقال فاضل إن أبرز أهداف دولة الاحتلال التركي في جنوب كردستان هي التغلغل بعمق أكبر في كردستان وخاصةً في جنوبه، وقال:" الاحتلال التركي يسعى الى احتلال جنوب كردستان نظراً لموقعها الاستراتيجي من الناحية الجغرافية، وغناها بالموارد الطبيعية وكذلك غناها من الناحية الاقتصادية".

العدو المحتل غير من استراتيجيته

كما نوه فاضل الى لجوء الاحتلال التركي الى تغيير استراتيجيته وهجماته قائلاً:" الاحتلال التركي في هذه المرحلة غير من أسلوب سياسته واستراتيجيه الاحتلالية، فقد عمق من استراتيجيته تجاه جنوب كردستان، وصعد من هجماته عليه، فأهداف الاحتلال التركي الأساسي منذ عام 1991 ليس فقط الهجوم وانما السيطرة والتحكم بالقوى السياسية والعسكرية الموجودة في جنوب كردستان ايضاً، بهذه الطريق يحاول تحريض جميع الأطراف ضد حزب العمال الكردستاني ومحاربته".

واضاف فاضل أن دولة الاحتلال التركي تستخدم حزب العمال الكردستاني كذريعة لاحتلال جنوب كردستان قائلاً:" تركيا تستفيد الفراغ السياسي في العراق من اجل تحقيق أهدافها الاحتلالية".

كردستان: المنبع الاقتصادي لتركيا  

وأشار المراقب السياسي نوروز فاضل الى خطط تركيا الاقتصادية في جنوب كردستان والى اهمية اقتصاد المنطقة وتابع بقوله:" تعتبر جنوب كردستان ذو مورد غني، وتركيا تسعى الى اغناء اقتصادها من خلال احتلالها لجنوب كردستان، لأنه في السنوات الأخيرة الماضية أُفلِسَت تركيا من الناحية الاقتصادية مما أثرعلى الفرد التركي أيضًا، أفلست العديد من الشركات، لذلك ولكي تستطيع تقوية اقتصادها والاستفادة من اقتصاد جنوب كردستان ترى فيها نقطة مهمة لمنع انهياره.

تركيا تستخدم سلطتها على الأقليات العرقية

وتعليقًا على استخدام وتسييس الأقليات العرقية في جنوب كردستان والاعيب تركيا ضدهم، قال فاضل: " تركيا تستخدم سلطتها على الأقليات العرقية هنا وتريد ان يجعلهم يفكرون مثلها واستخدامهم وتحريكهم في حربها ضد الشعب الكردي في الجنوب، هناك أثر آخر هو أن تركيا استخدمت وسائل الإعلام هنا لإفشال وضرب الحركة الكردية في سياق الحرب الخاصة، استخدمت العديد من وسائل الإعلام في جنوب كردستان ووضعتهم في خدمتها مما أثر سياسة الأحزاب الذين باتوا غير قادرين على مواجهتهم، لم يبقى لهم سلطة الاستقلال والحرية، فقدوا كل شيء وأصبحوا تحت خدمة تركيا، إذا تمعن المرء هذه القنوات من حيث المحتوى، فسيرى أنها لا تخدمنا، بل تخدم المحتل، هذه هزيمة أخرى لحكومة إقليم كردستان.

تركيا تريد اخلاء القرى في جنوب كردستان واحتلاله

تحدث فاضل ضمن نفس السياق عن احتلال تركيا لجغرافية كردستان وتابع:": "تركيا لم تعد تعرف الحدود وتحاول الدخول شيئاً فشيئاً الى أراضي جنوب كردستان، لاحتلال جغرافيته وأراضيه وحرق ونهب القرى وجعلها اطلالاً، كما تريد إجلاء سكان القرى في تلك المنطقة لأجل انشاء المزيد من القواعد العسكرية.

من الآن نستطيع القول بأنه تم نشر حوالي 30 ألف جندي تركي في أراض جنوب كردستان، موزعين في عدة مراكز وثكنات وجبال ووديان، هنا الخونة ايضاً يضعون أيديهم في أيدي الاحتلال، يسقبلون العدو المحتل ويأتون بهم الى قراهم ويستضيفونهم في منازلهم ويقومون بخدمتهم.

ضرورة بناء جبهة موحدة لمواجهة احتلال جنوب كردستان

وفيما يتعلق بهجمات وخطط الاحتلال التركي في جنوب كردستان، قال فاضل إنه من أجل منع الهجمات غير الشرعية التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي، يجب إنشاء جبهة موحدة ضد الاحتلال التركي في أسرع وقت ممكن، وتابع:" في المرحلة الحالية والتي بات التدخل العسكري يشكل تهديدًا كبيرًا على جنوب كردستان، إذا لم تكن هناك وحدة وتضامن، إذا لم يتم الوقوف الجاد أمام هذا التدخل فإنه سيؤدي إلى فقدان جنوب كردستان، هنا يمكننا أن نناقش موضوع منع الاحتلال على جبهتين، الأولى الدولة والأحزاب السياسية والأخرى الشعب والأفراد.

حكومة إقليم كردستان أوقفت علاقاتها مع الحكومة العراقية بسبب تركيا

قسم فاضل طريقة مواجهة الاحتلال التركي إلى جبهتين، الأولى تتكون من الحكومات والأحزاب السياسية والثانية تتكون من الناس والمثقفين والناشطين، ويبين فاضل اقتراحاته كمايلي:" من المهم جدًا أن تراجع الدولة والأحزاب السياسية نفسها، أي أولئك الذين هم الآن في جبهة العدو ولديهم سياسات وطرق خاصة بهم، يجب أن يبتعدوا عن تلك السياسة ويسعوا الى بناء جبهة موحدة،

 من الضروري العمل بطريقة موحدة في إطار مفهوم الدفاع عن جنوب كردستان وتحمل المسؤولية في القدرة على منع هذه السياسة الخطرة، تركيا سوف تحرق الأخضر واليابس في المستقبل القريب، هم أيضاً سوف يحترقون ضمن تلك الهجمات، ففي جنوب كردستان هناك حكومة ضعيفة وخانعة، برأي يجب الإطاحة بالحكومة الحالية وبناء حكومة جديدة تستطيع مواجهة هجمات الاحتلال التركي، وبناء علاقات قوية وجيدة مع حكومة بغداد، واعادة العلاقات الاقتصادية التي قطعتها منذ سنوات مع الحكومة العراقية بسبب مصالحها ومصالح الدولة التركية، لكي تستطيع الحكومة العراقية بدورها مد يد العون لحكومة جنوب كردستان في التصدي للاحتلال التركي ومنعه من التدخل في شؤنها الداخلية واحتلال أراضيها.

تستطيع جميع الأطراف والقوى في المجتمع ان تجتمع وتبني جبهة موحدة

كما قيم المراقب السياسي والمثقف نوروز فاضل في الوقت نفسه موقف الشعب وجبهته: "من ناحية أخرى، هناك مجتمع وفي رأيي المجتمع مهم في هذه المرحلة، لأنه لا يوجد أمل من الطرفين لحل هذا الوضع، يمكن لجميع فئات وأقسام المجتمع السياسي والمثقفين والأكاديميين وصغار الكسبة والكادحين ..الخ، أن يجتمعوا بطريقة جادة لمناقشة الوضع وشرحه والتعليق عليه وحله، من المهم هنا أن يلعب المثقفون دورًا رئيسيًا في تعزيز الوحدة ومنع الاحتلال، إن وظيفة المثقفين هي تحذير حكومة الإقليم على الدوام وفي أي مستوى من الخطورة هي الآن، يمكن للمثقفين أن يأخذوا زمام المبادرة بين الناس في هذه المرحلة، هذا لا يعني الحديث عن الوضع في وسائل الإعلام بل تحمل المسؤولية عمليًا، يجب على الشعب اتخاذ خطوات جادة بشأن هذا الوضع لتحقيق ما يتطلبه ذلك الوضع، نحتاج أن نتحد ونناقش مدى خطورة هذه الهجمات على حياتنا وثقافتنا وتاريخنا، نحن بحاجة إلى بناء جبهة شعبية موحدة وتطوير وتوجيه أنفسنا بطريقة صحيحة ".

يجب على كل فرد ان يقوم بوظيفته وان ينضم الى العمل

وفي ختام حديثه دعا فاضل أهالي جنوب كردستان، وقال: "إن رسالتنا لأهالي الجنوب هي أن يكونوا قادرين على تحمل المسؤولية في منع الاحتلال والوقوف ضده، يجب توظيف جميع افراده، يجب ان يجتمعوا على شكل مجموعات ويأتوا بنتائج، إلى الحد الذي يمكنهم من إشراك شبابهم في العمل والنضال من أجل الوقوف في وجه المحتلين بطريقة عسكرية، لأنه إذا لم نقف ضدها في المستقبل، فسوف نفقد جنوب كردستان ولن يكون هناك حل أبداً في أيدينا، لذلك من المهم محاربته بعزم وإيمان، لأنك إن لم تفعل ذلك اليوم فلن تتمكن من إيقاف الاحتلال غداً ".