أثارت قرارات رئيس مجلس السيادة السوداني الجدل خاصة مع قرار عودة العلاقات بين الخرطوم وطهران، والتي سبقتها زيارة من عبد الفتاح البرهان إلى أنقرة والحديث عن دعم عسكري من إيران وتركيا بالطائرات المسيرة، بينما رآه البعض بأنه سير على خطى النظام السابق وتلبية لرغبات الحركة الإسلامية في السودان.
عاد التعاون العسكري بين السودان وإيران بعد أشهر من استئناف العلاقات بينهما بصورة رسمية في تشرين الأول 2023، عقب 7 سنوات من القطيعة، حيث زودت طهران الجيش السوداني بطائرات مسيرة.
بينما كان التعاون بين تركيا والبرهان بشكل أوضح، حيث زار رئيس مجلس السيادة تركيا، وجرى الحديث هناك حول إعادة اتفاقية سواكن من جديد، غير ما تحدثت عنه وسائل الإعلام عن تسليم طائرات من طراز "بيرقدار" إلى السودان في الحرب الدائرة حالياً.
وكشف شهاب إبراهيم، المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، أن "عودة العلاقات الإيرانية بنظام الإخوان في السودان يعني عودة التدخلات الإيرانية ضمن أدعية خلط الأوراق السياسية في المنطقة وهذا له ارتباط في الوضع الحالي بدعم النظام الذي أسقطته الإرادة الشعبية وبقاء النظام الساقط يحقق أحد أوراق إيران في الضغط على خصومها في المنطقة العربية وهو واحد من تكتيكات مشروع الاسلام السياسي الذي تعتمد عليه إيران مثل الإخوان المسلمين في السودان".
وأكد "إبراهيم" في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن "تركيا لها استراتيجية جديدة قائمة على تعريف علاقتها مع الأنظمة لا تعتمد على دعم الاخوان المسلمين في الأساس بل قائمة على التوازن الذي يحقق لها المصالح الحقيقية بالتالي لا نعتقد أن الحكومة التركية على استعداد أن تدعم عودة نظام الإخوان في السودان".
وأضاف المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي: "الدعم العسكري بالطائرات المسيرة والدعم لأي من أطراف الحرب هو تحول كبير في اتجاه الحرب في أن تصبح حرباً بالوكالة لأطراف إقليمية ودولية في إطار صراع النفوذ وهو ما قد يطيل أمد الحرب في السودان، ولذلك لابد من عزل التأثير الدولي والإقليمي الذي يدعم استمرار الحرب والضغط للتوصل لوقف الحرب".
وبيّن "إبراهيم"، أن أطراف الحرب في السودان يحاولون إيجاد الدعم الذي يساعدهم على مواصلة الحرب وهو ما قد يدفع أطرافاً عديدة للاستفادة من هذا الوضع في تحقيق مختلف المصالح سواء كانت مرتبطة بالموارد التي يتمتع بها السودان أو مرتبطة بالنفوذ السياسي، مشيراً إلى أن ذلك هو ما يدفع باتجاه المحافظة على استمرار الحرب في السودان أو السيناريوهات التي تبقي على الأوضاع الهشة في الدولة.
بينما كشف محمد حسن الحلفاوي، الصحفي والإعلامي السوداني من الخرطوم، أن "العلاقة بين البرهان وتركيا وإيران لن تصل لأن تكون علاقة استراتيجية أو بها مساعدات تذكر من القاهرة وإيران إلى السودان".
وأكد الصحفي والإعلامي السوداني لوكالة فرات للأنباء، أن الوضع لا يزال مبكراً للحكم على تلك العلاقة بأنها استراتيجية أو حتى متينة وذلك لأن الوضع الحالي في السودان لا يسمح بإقامة علاقات استراتيجية، كما إن الحرب في السودان لم تصل لمرحلة التدويل، وبالتالي لا يوجد أيّ طرف دولي لديه علاقة مباشرة أو متينة مع أي طرف عسكري في السودان.