في حديثٍ خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF), تحدّث الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب, نوري محمود عن آخر التطوّرات على الساحة السورية بالعموم, وفي منبج وعفرين على وجه الخصوص, مؤكّداً على الدور السلبي الذي تلعبه الدولة التركية في شمال سوريا, كما تطرّق إلى الأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها تركيا نتيجة سياسات أردوغان الخارجية والداخلية على حدّ سواء, مشيراً إلى الترتيبات بخصوص مدينة منبج بعد الاتّفاق الأمريكي مع تركيا.
لماذا سحبتم مستشاريكم العسكريين من مدينة منبج؟
بناءً على طلب أهالي مدينة منبج، دخلت وحدات حماية الشعب إلى مدينة منبج في عام 2016 لهدف تحرير المدينة وريفها ولتخليص الأهالي من ظلم مرتزقة داعش وكسر شوكتهم وعودة أبناء منبج ممن اضطروا للخروج منها بسبب ملاحقة المرتزقة والقضاء على سياسة تركيا الممولة لمرتزقة داعش في المنطقة.
وفي نفس العام وخلال مدة قصيرة تمّ تحريرها من المرتزقة، حيث قمنا بسحب قواتنا من المدينة وتسليم مناطق المحرّرة إلى قوات مجلس منبج العسكري وذلك بعد الاستقرار وتشكيل مجالس المحلية، وأبقينا بعضاً من مستشارينا العسكريين لتقديم العون للمجلس العسكري في مجال التدريب، ليكونوا قادرين على دحر أي هجوم إرهابي وحماية المدينة.
وبعد مرور عامان, وجدنا أن مجلس منبج العسكري بات قادراً على متابعة التدريب والحماية وأنه يمتلك القادة والخبرة الكافية في مجالات التدريب والقتال وشعبها قادر على حماية المدينة وإدارة نفسه بعد أن اثبت المدينة قدرتها خلال محاربة تنظيم "داعش" لذلك ليس من الضروري بقاء مستشارين في المدينة.
إلى أيّ مدى يمكن أنّ يؤثّر الاتّفاق التركي-الأمريكي على حربكم ضدّ تنظيم داعش, وما هي مستقبل علاقاتكم مع التحالف الدولي بعد الاتّفاق؟
بنسبة للاتفاق الذي حصل بين أمريكا وتركيا، الدولة التركية المتسلطة هيمنت على جميع مؤسسات الحكومة التركية في سبيل أبقاء على سلطنة الأردوغانية، وتستخدم هذه المؤسسات للدعاية الانتخابية، والاتفاق الذي حصل ما بين تركيا و أمريكا أو روسيا أتت على حساب شعبها.
المؤسسات الدولة التركية وبالأخص العسكرية تُستخدم ضدّ الشعب وثرواته، حيث تمرّ تركيا بأزمة اقتصادية وسياسية نتيجة لهذه الاتفاقات والتدخلات، والتدخلات تأتي على مرىء العالم.
تركيا مصرّة على نشر الفوضى بتدخلها في شؤون الغير وتعقد الأمور أكثر فأكثر، وأردوغان يستخدم إمكانيات الدولة التركية في غايته الشخصية.
فمنذ اندلاع الثورة،تدخّلت تركيا في سورية، وتمارس أساليب عدّة في تدخلاتها، بالأخص استخدام الدين وربط السياسة بالدين في سبيل خداع المجتمع، وساهمت على انتشار اخوان المسلمين وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة ومؤخراً داعش ودعمت كلّ تلك التنظيمات المتطرّفة في سوريا.
أردوغان يمثل السنّة في الأراضي السورية بدعمه للإخوان المسلمين ومرتزقة داعش، وبعد انتكاسات هذه التنظيمات لم يعد أحد يثق بأردوغان، كما أنه تدخل في تطلعات الشعوب الثورية في سبيل تحقيق غايته الشخصية والتوسعية.
نتيجة الاتفاقات وتنازلات مع روسيا وأوروبا، انهار الاقتصاد التركي وتدهور سعر صرف الليرة التركية، أردوغان لا يعترف بخريطة العالم ولا حتى بخريطة التركية حلمه 18 مليون كيلو متر، ويريد بناء سلطنات أردوغانية خارج تركيا، وبعد فشله في شرق الأوسط فشل في خداع شعوب المنطقة.
الاتفاق داخل منبج وتنازلات الرئيس التركي، وليس لنا علم تام بمضمون الاتفاق، ولكننا نرى تناقضات في التصريحات التركية والأمريكية، وكلّ طرف يقول شيئاً مختلفاً.
مجلس منبج العسكري لا يتفق تماماً مع الاتفاق، بل هو إلى جانب تطلّعات الشعب في منبج ولديهم إيمان كبير بأنهم قادرون على حماية المدينة. فالاتفاق لا يحمي المدينة بل أهالي منبج وحدهم لديهم الحقّ على اتخاذ القرارات، وأي أتفاق يحصل، يجب مشاركة شعب منبج فيه.
وأيّ تقاربٍ يحصل بين تركيا وروسيا يؤثّر سلباً على محاربتنا لمرتزقة داعش في المنطقة، بالرغم من وجود الجيش السوري والعراقي ووجود القوات التركية في المنطقة لأن داعش انتشر كثيراً ونفذت عمليات حتى في أوروبا و أسيا.
وكما رأينا في كوباني، كانت قواتنا هي أوّل من أوقف زحف تنظيم داعش، هذه القوات التي تشكّلت من جميع مكونات المنطقة. واليوم يتمّ دحر مرتزقة داعش وله فقط جيب صغير في ريف دير الزور وتقدر بمساحة دولة لبنان، لكنّ الهجوم على عفرين أثر سلباً في حملتنا ضدّ داعش وأدى إلى تقوية نفوذ داعش في المنطقة مجدّداً.
كما أن تمركز قوات موالية لتركية في إعزاز، باب وجرابلس هو بمثابة دعم مباشر لداعش، واليوم تركيا تهدد بضرب أهداف وسط أراضي العراق. لذا فالنظام السلطوي في تركيا هو خطر على جميع الأنظمة الديمقراطية في المنطقة، ولا تقبل الدولة التركية بأيّ نظامٍ يعتمد على مبدأ أخوّة الشعوب وينتهج الديمقراطية.
حملة عاصفة الجزيرة بدأت في الدشيشة هل هذا الأمر سيكون له تأثير إيجابي على التعاون فيما بينكم وبين العراقيين، والعراقيون لم يتواصلوا لا مع الحكومة المركزية ولا مع حكومة دمشق بل تواصل معكم لدحر داعش، هل سيكون هذا سبباً في تواصل مع الحكومة العراقية؟
بالنسبة للاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش العراقي لمحاربة تنظيم داعش هي خطوة مهمة يمكن أن نقول هي بمثابة نظام ديمقراطي لوقف نظام أردوغان السلطاني، ويجب أن يتوسع هذا الاتفاق وسبب هذا الاتفاق هو الخطر المشترك على الأراضي العراقية وأراضي شمال سوريا, لذا جاء هذا التنسيق بيننا وبين الجيش العراقي.
صف لنا أوضاع مدينة عفرين بعد الاحتلال التركي، وأوضاع نازحي المدينة المقيمين في الشهباء؟
الفصائل الإرهابية التي تدعمها الدولة التركية ترتكب انتهاكاتا فظيعة بحقّ أهالي عفرين. وحدات حماية الشعب والمرأة موجودة في عفرين وتنفّذ عمليات ضدّ تلك التنظيمات الإرهابية. ولن تسمح لأن تكون عفرين مكاناً آمناً لهم, حيث تتلقّى الفصائل ضربات قاسية.
الاحتلال التركي لعفرين خارج عن جميع المواثيق والقوانين الدولية، وهناك صمت دولي بخصوص الاحتلال. حيث تمارس الدولة التركية سياسة التغيير الديموغرافي حيث تقيم مستوطنات للغرباء داخل المدينة وفي نواحيها,لكن أعيد القول بأنّ وحداتنا لا تزال متواجدة ولن تسمح بتمرير المخطّط التركي بحقّ عموم المنطقة.
بالنسبة لنازحي عفرين المقيمين في مخيّمات منطقة الشهباء, أولئك أُجبروا على مغادرة منازلهم بعد أنّ تم استهدافهم بشكلٍ مباشر من قبل الجيش التركي والفصائل الإرهابية التابعة له. حيث غادر المدنيون بناء على طلبٍ من الإدارة الذاتية للمدينة باتّجاه مقاطعة الشهباء, حيث تقوم الإدارة بالاهتمام بأوضاعهم.
بحسب معلوماتنا, فإنّ المجلس التشريعي والمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لعفرين يحافظان على تنظيمهما, وهناك إرادة قويّة للعودة إلى عفرين بعد دحر قوى الحتلال.
ما أودّ قوله, الوجود التركي في عفرين خلق أزمات اقتصادية, سياسية وأمنية داخل المدينة, ولن يكون بمقدور الدولة التركية البقاء في هذا المستنقع الخطر, وسياسة أردوغان تدمّر شعوب تركيا وتشكّل خطراً على مستقبل المنطقة بالعموم, ونؤكّد للجميع أنّ الحلّ سيبدأ من عندنا.