نسرين عبدالله: الاستعدادت جارية على قدم وساق لمواجهة أي غزو تركي

بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لتأسيس وحدات حماية المرأة (YPJ)، أجرت وكالة فرات للأنباء لقاءاً صحفياً مع المتحدثة الرسمية باسم الوحدات.

وقالت المتحدثة باسم الوحدات إن وحدات حماية المرأة ومنذ تأسيسها تشارك في المقاومة التاريخية ضد التنظيمات الإرهابية وأبرزها تنظيم "داعش" حيثُ قالت:

"في إطار هذه المقاومة تم تحرير أراضي شاسعة تصل مساحتها إلى 52 ألف كيلومتر مربع.وهي منطقة يعيش فيها خمسة ملايين شخص نصفهم من النساء والأطفال".

وفي حديثها للوكالة استذكرت عبدالله شهداء وحدات حماية المرأة اللاتي وصلت أعدادهن لـ 600 مقاتلة والآلاف من الجرحى، مؤكدة أنَّ تحرير الوطن والمرأة هدفان إستراتيجيان لوحدات حماية المرأة منذ تأسيسها في روج آفا.

وقالت المتحدثة باسم الوحدات إن تنظيم "داعش" كان يشكلُ خطراً كبيراً ليس فقط من الناحية العسكرية، بل من الناحية الإيدولوجية والثقافية أيضاً، مؤكدة إلى أن تنظيم داعش كان قائماً على معاداة المرأة ومحاربتها.

وأضافت عبدالله بأن التنظيم نفسه أيضاً استوعب مسألة أن محاربة وحداتنا له لم تقتصر على الجانب المسلح وقالت: "نحن حاربنا كافة المجموعات الجهادية المرتزقة".

وأوضحت عبدالله أن مشاركة وحدات حماية المرأة كانت حاسمة في القضاء على التنظيم وقالت إن مشاركتهم أدخلت الرعب في قلوب إرهابيي تنظيم "داعش" وأعطت قوة معنوية كبيرة للمجتمعات وللقوات الأخرى التي حاربت التنظيم، مشددة على أن التنظيم كان معتاداً على محاربة قوات وجيوش ذكورية تخوض قتالها لإستراتيجيات سياسية، في حين أن وحدات حماية المرأة كانت تقاتل لتحرير المرأة وحمايتها من ذهنية الإبادة التي يقوم عليها التنظيم الإرهابي وقالت:

"المعركة بالنسبة لوحدات حماية المرأة كانت معركة حياة أو موت".

وقالت المتحدثة باسم الوحدات:

"توافدت المقاتلات من دول الشرق الأوسط ومن كافة العالم للانضمام إلى صفوف قواتنا. بعضهم استشهد في المعارك ضد الإرهاب ومنهم ليغرين، إيفانا، هيلين وتوبراك. وحدات حماية المرأة تحولت إلى قوة عالمية بعد معركة كوباني. وحداتنا تحولت إلى هوية للنساء في جميع أرجاء المعمورة وهذه إحدى نجاحات وحداتنا."

وأضافت عبدالله بأن ثورة روج آفا تحولت إلى ثورة سوريا والعالم ولذلك انضمت المئات من النسوة من الجنسيات الأخرى إلى صفوف وحدات حماية المرأة، مؤكدة أنّ نساء العالم بحاجة إلى قوة مثل وحدات حماية المرأة لتحقيق السلام، العدالة في العالم والمساواة بين الجنسين وقالت: "هذا الأمر سيتحقق بيد المرأة."

ونوهت القيادية في صفوف الوحدات أن كفاحهم دخل مرحلة جديدة قائلة:

"على الرغم من سقوط آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن المخاطر لم تنتهي. هنالك الكثير من الخلايا النائمة في كثير من المناطق ولا يزال تأثير التنظيم وذهنيته كبيراً على المجتمع وخاصة في المناطق التي كان يسيطر عليها. ولذلك تعتبر عملية إعادة تأهيل المجتمعات التي تضررت نفسياً واجتماعياً من إرهاب التنظيم مهمة شاقة. ونحن كوحدات حماية المرأة سنواصل مهامنا في إطار إستراتيجية قوات سوريا الديمقراطية حتى يسود الأمن والسلام مجدداً في كافة المناطق. سنواصل تتبع وملاحقة كافة الإرهابيين المختفيين ونضرب خلاياهم أينما وجدت."

وفيما يخص تهديدات دولة الاحتلال التركية قالت عبدالله إن قواتهم لن تهنأ حتى يتم تحرير كامل مقاطعة عفرين، مشددة على أن عفرين هدف إستراتيجي لوحدات حماية المرأة وأكدت أن قواتهم في حالة جهوزية تامة لهذه المهمة.

وأضافت عبدالله بأن قواتهم تعمل الآن على تطوير مستواها القتالي والتنظيمي وسيتم مناقشة كل هذه النقاط خلال مؤتمرهم العام الذي من المزمع أن ينعقد قريباً.

وأكدت القيادية أن روج آفا تواجه مخاطر جدية، لاسيما وان الدولة التركية تستعد لتوسيع مناطق احتلالها في روج آفا، منوهة إلى أن مطامع الأتراك واضحة فهم يسعون إلى السيطرة على كافة أراضي سوريا وقالت:

" احتلوا إعزاز، جرابلس، الباب وعفرين والآن يريدون غزو باقي مناطقنا. شعبنا الكردي وقواتنا وقوات سوريا الديمقراطية وكافة شعوب المنطقة في حالة تجهيز وتعبئة لمواجهة أي غزو تركي. سنحارب وندافع عن أنفسنا حتى آخر قطرة دم."

وحول المفاوضات السياسية أعربت المتحدثة الرسمية باسم وحدات حماية المرأة عن أملها بأن تتحمل القوى السياسية التي تعتبر نفسها جزءاً من حل الأزمة السورية، مسؤوليتها وتعمل على منع عودة المعارك والحرب، مؤكدة استعداداهم لأي حل ديمقراطي ينهي الأزمة السورية، مشيرة إلى أن الإدارة الذاتية الديمقراطية من جانبها كانت قد أعلنت مراراً وتكراراً استعدادها للمشاركة في المفاوضات القائمة على أساس ديمقراطي من شأنه أن ينهي الأزمة السورية واستعرضت مقاربتها لشكل الحل وسوريا المستقبل.

واختتمت عبدالله حديثها بمباركة الشهداء وعوائلهم والنساء والأمهات والمقاتلات في صفوف الوحدات بمناسبة حلول الذكرى السنوية السادسة لتأسيس وحدات حماية المرأة.