ناشونال انترست: اذا نفذ اردوغان تهديداته للشمال السوري سيكون أمام حرب استنزاف و"فيتنام" جديدة

قد يعتقد أردوغان أن توجيه ضربة إلى للكرد وسرقة نفطهم هو فوز لتركيا، لكنه مخطئ: "إنه ببساطة يفتح الباب أمام حرب استنزاف لا تستطيع تركيا تحملها والتي قد تخسرها بنهاية المطاف."

حذر مايكل روبن الباحث في معهد إنتربرايز الأمريكي للأبحاث، من خطورة إقدام الرئيس التركي على شن عملية عسكرية في سوريا، مؤكدا أنه سيواجه بحرب استنزاف طويلة الأمد لا قدرة لبلاده على مواجتها، متوقعا ان تنتهي بهزيمته، وأن تصبح المعارك بمثابة مستنقع "فيتنامي" جديد يورط به نفسه، في إشارة لهزيمة الجيش الأمريكي في حروب الشوارع في فيتنام.

وقال الكاتب انه على الرغم من تهديدات أردوغان 12 مرة من قبل باجتياح المنطقة الواقعة تحت سيطرة الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فإن هذه المرة يبدو التهديد خطير في ضوء رغبة اردوغان في الدخول بحرب لإلهاء الشعب التركي عن مشكلاتها الداخلية كالاقتصاد المتراجع والضربة القوية التي تلقتها "هيبة أردوغان" بعد هزيمته المدوية للانتخابات المحلية في اسطنبول.

"قد يتحدث أردوغان عن تهديد إرهابي من شمال سوريا، لكنه لم يثبت وجوده بعد. بل على العكس تماما: كان الكرد السوريون هم القوة المحاربة الأصلية الأكثر فعالية ضد داعش، بل هناك أدلة دامغة على أن تركيا تعاونت وربحت من التجارة مع التنظيم الارهابي، وفي بعض الأحيان كانت تنسق مع الشركات السورية التابعة لتنظيم القاعدة وداعش".

"المناطق التي يديرها الكرد في سوريا هي أكثر المناطق أمانًا وتسامحًا داخل البلاد. إن رغبة أردوغان في التغلب عليها لا علاقة لها بالإرهاب المزعوم، بل تتعلق أكثر بالرغبة في توسيع حدود تركيا، والقضاء على سابقة أي حكم ذاتي كردي لا يخضع للإملاءات التركية، والاستيلاء على آبار النفط المحلية. كما احتلت تركيا أكثر من ثلث قبرص منذ أكثر من خمسة وأربعين عامًا وتسعى الآن إلى نهب مواردها الطبيعية. لقد طهرت عرقيا منطقة عفرين في سوريا، وفتحت مكاتب بريد تركية مدنية في جاربلس، حيث تعاملت بشكل متزايد مع المناطق التي تم غزوها. وفي بعشيقة وأماكن أخرى، تحتل تركيا مواقع استيطانية في العراق ترفض المغادرة منها. وتحدث أردوغان عن استقطاع الأراضي من اليونان وبلغاريا، وتشمل الخرائط التركية بشكل متزايد قطعًا كبيرة من الأراضي المملوكة لجيران تركيا."

وأكد الكاتب أنه: "قد يكون أردوغان مغرورًا، لكنه قد يقع في فخ. فالطائرات بدون طيار في تركيا قد تمنحها ميزة عسكرية نوعية في الجبال والمناطق الريفية ولكنها قد تكون أقل فائدة في المدن السورية الشمالية"، مؤكدا أن الكرد لديهم خبرة واسعة في القتال على الأرض، ويرفضون أن يكونوا استكمالا لمذابح تركيا ضد الأرمن في الماضي، كما ان استهدافه لنحو 2 مليون عربي موجود بالمنطقة سيشعل التمرد ضده في سوريا وتركيا.

وتابع: "حتى لو حقق الجيش التركي مكاسب مبدئية، فقد يكون خطأ أردوغان الأكبر هو اعتقاده بأن القتال بين تركيا والكرد السوريين سيظل محصوراً في ذلك، فأردوغان متورط بحروب بالوكالة في ليبيا وفي حرب سياسية ضد السعودية"، مؤكدا ان العديد من البلدان التي في خصومة وعداء مع الرئيس التركي ستدعم الكرد ضد أردوغان.