ناشط من السويداء: مبادرة قوّات سوريا الديمقراطية شكّلت حاملاً وطنيّاً هامّاً يبنى عليه في المستقبل

اعتبر ناشطٌ سوري من مدينة السويداء أنّ المبادرة التي اطلقتها قوّات سوريا الديمقراطية بخصوص تبادل أسرى من تنظيم داعش موجودين لديها مقابل الافراج عن مختطفي السويداء لقيت ارتياحاً شعبيّاً لدى أبناء الطائفة الدرزية بالعموم.

في 25 من شهر تموز الفائت قامت مرتزقة داعش الإرهابية بشن هجمات دموية على مدينة السويداء مستهدفة بشكل مباشر المكون الدرزي حيث خلفت تلك الهجمات عدد من الضحايا والجرحى وبالإضافة لوقوع عدد من الأسرى من النساء في يد التنظيم الإرهابي ومن جانب اخر ومن منطلق انساني قامت قوات سوريا الديمقراطية بإصدار بيان اكدت فيه باستعدادها التام لتبادل اسرى لمرتزقة داعش الإرهابي لديها بالمختطفات من أهالي السويداء .

شادي صعب الناشط في بناء المجتمع المدني والمنسق العام لمنظمة توليب في مدينة السويداء تحدث لوكالة فرات للانباء (ANF) عن أهمية هذا البيان وراي الشارع العام في مدينة السويداء حول هذا البيان وأيضا عن الوضع العام في المدينة ماقبل الهجمات وبعد الهجمات أيضا وعن سير المفاوضات بخصوص اطلاق سراح المخطوفات.

مع انطلاقة "الربيع العربي" وامتداده الى سوريا اين كان موقع مدينة السويداء في هذه الاحداث؟

مع انطلاقة ماسمي ب"الربيع العربي" وعند وصولها الى سوريا اقتصرت على انخراط الشباب والمعارضة السياسية الكلاسيكية في "انتفاضة الكرامة "ولم تتمدد الى باقي شرائح المجتمع نتيجة عدة عوامل طبعا .فاقتصرت على كونها احتجاجات شعبية سلمية من قبل النخب السياسية والشباب الذين انخرطو ضمن هذا الحراك بشكل طبيعي اما بالنسبة للعوامل التي ساهمت في عدم انخراط الشارع في السويداء في هذا الحراك المدني هي كالتالي:

أولا: طبيعة منطقة السويداء الطبيعة السكانية.

ثانيا: الظروف لم تكن مناسبة بالنسبة للمجتمع المحلي في السويداء ثالثا :الخوف من المستقبل الغامض حيث لم تكن التجارب بالنسبة للشارع مطمئنة او مشجعة للانخراط في هذا الحراك.

-كيف استطاع أهالي السويداء النأي بأنفسهم من كل هذه الاحداث التي جرت في سوريا؟

مع تطور الحراك السلمي في سوريا الى حراك مسلح ودخول مجموعات مسلحة على خط الحراك وتطور هذه المجموعات الى مجموعات تعتمد ايديولوجيات دينية والتي مع مرور الوقت أصبحت دينية متطرفة.

كل ذلك جعل أهالي السويداء يتخذون موقف الحياد الإيجابي بنسبة كبيرة منهم طبعا قسم منهم كان مؤيد" للحكومة السورية "وقسم اخر كان معارض للحكومة السورية والقسم الأكبر من المجتمع كان هو مايطلق عليهم اسم الرماديين او الفئة الصامتة والذين فضلو اخذ موقف الحياد الإيجابي الفئة التي اطلقت عليها اسم الفئة الرمادية او الإيجابية عبرت عن رفضها لما يحصل في سوريا بالامتناع عن ارسال أبنائها الى الخدمة الإلزامية او الخدمة الاحتياطية والقتال في صفوف "الجيش السوري" انطلاقا من قناعتهم بان مايحدث في سوريا هي حرب أهلية وليس لابناء سوريا فيها ناقة او جمل. ففضلو ان يكونو هؤلاء الأبناء في موقع المدافع عن السويداء وليس ان يتم ارسالهم الى جبهات أخرى في سوريا لقتل السوريين الاخرين. فكان هذا هو الموقف العام في محافظة السويداء حيث وصل عدد المعتكفين عن الذهاب الى الخدمة الإلزامية حوالي اكثر من 50 الفا من الشباب.

-بالانتقال الى صلب الموضوع مالذي حدث في ال25 من شهر تموز الفائت؟

بالعودة الى مجزرة 25 تموز يوم الأربعاء الأسود علينا أولا ان نتطرق الى السياق العام لمحافظة السويداء لفهم ماجرى في ذاك اليوم بداية كان هناك ضغط من الروس المتواجدين في سوريا على القيادة الدينية في السويداء لاصدار فتوى دينية بعودة 50 الف شاب الى الخدمة الإلزامية والالتحاق ب "الجيش السوري "لحاجة القوات الروسية للمقاتلين للانتشار في المنطقة الجنوبية بعد انجاز ملف التسوية في تلك المناطق  طبعا القيادة الدينية وأهالي السويداء رفضوا هذا الطلب ورفضو عودة أبنائهم الى الخدمة العسكرية.

النقطة الثانية: القوات الروسية من خلال زياراتها المتكررة الى محافظة السويداء طلبت من القيادة الدينية الضغط على أهالي السويداء لتسليم السلاح الذي بين ايادي الفصائل المحلية الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية كرجال الكرامة ومجموعات أخرى هم مقاتلين محليين كذلك قوبل هذا الطلب بالرفض من قبل القيادة الدينية المتمثلة بمشيخة العقل والقيادة الاجتماعية ومن قبل أهالي السويداء حيث رفضوا تسليم السلاح الذي يعتبرونه  سلاحا للحماية الذاتية لهم ولمدينتهم.

أيضا لانستطيع فصل ماحدث في السويداءعن السياق التاريخي والجغرافي للمنطقة فما حدث في السويداء هو من ضمن ملف الجنوب حيث ان ملف الجنوب لم يحسم بعد ولم ينتهي بالتسويات التي عقدت مؤخرا بين القوات الروسية و"فصائل المعارضة المسلحة "في درعا .وفي القنيطرة لازالت هناك بعض النقاط العالقة في هذا الملف لم تتم تسويتها ضمن الاتفاق الروسي الأمريكي منها تواجد "المليشيات الإيرانية" في الجنوب وخاصة السويداء وتصنيف القوات التابعة ل "الحكومة السورية "في هذا المكان لذلك ماحدث في السويداء هو جزء من تسوية ملف الجنوب.

بالعودة الى ماحدث في ال25 من شهر تموز الفائت  بدأت  الاحداث بهجوم مزدوج من قبل "تنظيم الدولة الإسلامية داعش" المصنف ضمن قائمة الإرهاب عالميا على قرى الريف الشرقي حيث تم استهداف 9 قرى في الريف الشرقي وفي نفس التوقيت تم استهداف مركز المدينة التي تبعد 50 كيلو مترا تقريبا عن قرى الريف الشرقي التي تم استهدافها بنفس التوقيت بسبع احزمة ناسفة, انفجر أربعة منها في فجر الأربعاء وتم قتل ثلاثة عناصر من تنظيم داعش قبل ان يتم تفجير احزمتهم الناسفة داخل المدينة والذي كان على الشكل التالي: بداية قام التنظيم باستهداف تجمع للعاملين في سوق الخضار تقريبا حوالي الساعة الخامسة بسيارة مفخخة حيث تم استدراج العمال الى سيارة كانت تقل الخضار وعندما تجمع العمال حول السيارة لانزال الخضار حدث الانفجار الأول تلاه بعد 15 دقيقة ومع  تجمع  الناس اتت فرق الإسعاف قام  انتحاري اخر بتفجير نفسه وسط الجموع.

وبموازاة ذلك تم اطلاق الرصاص من قبل عناصر "تنظيم داعش "والذين كانو يستقلون دراجات نارية بشكل عشوائي على المارة بعدها اختفى عناصر التنظيم في الاحياء والازقة حيث تم مطارتهم من قبل المقاتلين المحليين فقامو باطلاق الرصاص بشكل عشوائي على المتواجدين مصادفة في ذلك التوقيت في الشوارع وتم قتل ثلاثة عناصر منهم قبل ان يلحقو الأذى بالمدنيين الاخرين حيث قام اثنان منهم بتفجير احزمتهم الناسفة والتي لم تسفر سوى عن مقتل شخصين فقط عدد ضحايا التفجيرات التي استهدفت المدينة مايقارب 50 ضحية من المدنيين في نفس التوقيت كانت مجموعات تابعة للتنظيم تقتحم القرى في الريف الشرقي من عدة محاور حيث توزعو على مجموعات كانت كل مجموعة تضم من 30 الى 50 عنصر مجهزين بأسلحة خفيفة واحزمة ناسفة وقناصات.

تقريبا عدد مقاتلي داعش الذين اقتحمو الريف الشرقي كان 300 مقاتل اعتمدو في اقتحام القرى على مرشدين من البدو أي أبناء العشائر ومن سكان القرى التي تم اقتحامها حيث قام المرشدون بطرق أبواب منازل المدنيين ومناداتهم باسمائهم  كي يخرجو ولدى خروجهم يتم مباغتتهم  وقتلهم اما بالسكين او باطلاق الرصاص عليه قبل ان يتم اقتحام المنزل والاجهاز على باقي افراد الاسرة وكان التنظيم يتعمد ترك فرد من افراد الاسرة وعادة مايكون طفل ليكون شاهد على المجزرة ويتم نقل صورة ماحدث الى باقي الناس.

 ثلاث قرى بشكل رئيسي حدثت فيها اكبر نسبة من الضحايا وهم قرية رامي وقرية الشبكي وقرية الشريحي قرية الشبكي حدثت فيها أطول معركة حيث استمر القتال فيها حتى الساعة الثانية ظهرا واستمر القنص من قبل عناصر التنظيم حتى الليل حيث قاموا  بتغطية انسحابهم باسر  عشرات النساء واحتجازهم في مدرسة البلدة.

بعدها استطاعت بعض النساء الفرار من المدرسة نتيجة قيام احد رجال الدين والذي يتجاوز عمره 85 عاما بالدخول على التنظيم دون سلاح ومحاولته اطلاق سراح النساء وتم اطلاق الرصاص عليه وقتله فاستطاعت بعض النساء الفراربعدها ساق التنظيم عشرين امراة و16 طفلا  الى معاقله شرق قرية الشبكي.

واثناء المسيراستطاعت ثلاثة سيدات الفرار وتم قتل سيدتين طاعنتين في السن نتيجة تقدمهما في العمر وعدم استطاعتهما المسير حيث تم إعدامهن باطلاق الرصاص عليهن حيث اصبح عدد النساء 14 منهم امراة حامل في شهرها التاسع السيدة "عبير شلغين" والتي وضعت مولودها قبل أيام في الاسر و16 طفلا وطفلة بالإضافة للشاب "مهند ذوقان أبو عمار" البالغ من العمر 19 عاما والطالب سنة أولى في كلية البحوث العلمية والذي تم قطع راسه يوم الخميس 2 اب وتصوير مقطع فيديو وارساله الى أهالي السويداء لدب الذعر بينهم .

-هل كانت هنالك أخطاء امنية حتى وقع هذا العدد الكبير من الشهداء ؟

حسب رواية الأهالي في قرية الشبكي والذين قاموا بتوجيه اتهامات ل "لحكومة السورية" او للأجهزة الأمنية بانها قامت بقطع الكهرباء عن القرية حوالي الساعة 11 مساءا من ليلة المجزرة مع قيام مليشيا الدفاع الوطني في السويداء بسحب الأسلحة الفردية من العناصر المدنيين والذين تم توزيع الأسلحة عليهم في شهر حزيران اثناء المعارك التي جرت في الريف الشرقي مع تنظيم داعش قبل ان تنسحب "القوات الحكومية" بتاريخ 29 حزيران من المنطقة متوجهة الى ريف درعا الشرقي نتيجة معركة الجنوب, فتركت المنطقة فارغة من الجيش السوري والأسلحة الثقيلة هذه الاتهامات تم توجيهها من قبل الأهالي ل "لحكومة السورية" طبعا لانستطيع ان نؤكد او ننفي صحة هذه الاتهامات في الوقت الحالي.

أيضا بالإضافة الى قيام الحكومة السورية من خلال اتفاق التسوية  بنقل 1220 مقاتل من مخيم اليرموك والحجر الأسود باتفاق وقع مع حزب الله اللبناني الى الريف الشرقي من محافظة السويداء وتحديدا منطقة الكراع والدياته حيث تم توطين 1220 مقاتل من داعش في هذه المنطقة التي بالأساس تعتبر معقل للتنظيم منذ عام 2014

-سمعنا عن وجود مفاوضات بين الروس ومرتزقة داعش بخصوص اطلاق سراح المختطفين وقيل بان هذه المفاوضات فشلت حيث قامت مرتزقة داعش بإعدام احد المخطوفين برايك ماسبب فشل هذه المفاوضات وهل فعلا كانت هنالك مفاوضات ؟

جرت مفاوضات بين أهالي القرية متمثلة بالاستاذ عمار أبو عمار والذي يعتبر مرجعية اجتماعية في القرية ومشايخ عقل ووجهاء اجتماعيين من جهة مع وسيط مقبول من كلا الطرفين حيث قام بنقل مطالب التنظيم التي تمثلت بورقة تفاوض والتي كانت عبارة عن مطالب سقفها مرتفع ولا قدرة لاهالي السويداء على تنفيذها حيث طلب التنظيم بالبند الأول :بانه على "الحكومة السورية " اطلاق سراح كافة معتقلي التنظيم في السجون السورية من العراق والشام من رجال ونساء .

ثانيا : وقف العمليات  العسكرية في وادي اليرموك .

ثالثا: منع استخدام أراضي السويداء في أي  عمليات عسكرية في المستقبل من قبل قوات النظام.

رابعا : توقيع هدنة لمدة عام بين الدروز وتنظيم داعش يتعهد فيه الطرفان بعدم شن عمليات عسكرية.

كانت هذه المطالب حقيقة كبيرة جدا وكانت واضحة بانه تفاوض على ملف الجنوب بالكامل وليس السويداء فتم وقف عملية التفاوض من قبل وفد الأهالي.

 بعدها حدث اتفاق بين تنظيم داعش في الريف الشرقي مع قوات النظام بطلب من تنظيم داعش والذي بادر بالتفاوض  لنقل تقريبا حوال 700 عنصر من عناصر جيش" خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم داعش في وادي اليرموك بريف درعا الغربي حيث تم تجميع المقاتلين في الشركة الليبية وفي مساكن جلين بريف درعا الغربي وتم نقلهم بحافلات تابعة للحكومة السورية الى حوش حماد في منطقة اللجاة في الريف الشمالي الغربي لمحافظة السويداء بعدها تم نقلهم الى البادية.

 اثناء ذلك قامت "فصائل المصالحة" في درعا بإعدام 48 اسير من اسرى داعش حيث كان البند الثاني من الاتفاق ينص على اطلاق سراح 100 اسيرمن عناصر خالد بن الوليد مما عطل عملية التفاوض مجددا وتوقف المفاوضات التي كانت تنص على انه مقابل اطلاق 100 اسير ونقل 700 عنصرمن تنظيم داعش يتم في المقابل اطلاق سراح المخطوفات من السويداء حيث قام التنظيم بإعدام احد الاسرى وهو "مهند ذوقان أبو عمار" وبعد ذلك انطلقت عملية عسكرية كبيرة في الريف الشرقي مؤلفة من "الجيش السوري الفرقة الرابعة "ومن "قوات روسية " و فصائل محلية متمثلة ب "الدفاع الوطني" و"كتائب البعث" و"حماة الديار" و"فصائل نسور الزوبعة "ولم تشارك قوات رجال الكرامة ولا قوات "شيخ الكرامة "في المعركة لكنهم بقوا مرابطين في الريف الشرقي لحماية القرى من أي اختراق .

-قوات سوريا الديمقراطية أصدرت بيانا اكدت فيه استعدادها التام لمبادلة اسرى مرتزقة داعش لديها بالمختطفين من أهالي السويداء لدى مرتزقة داعش كيف تنظرون الى هذه المبادرة؟

طبعا البيان الذي أصدرته قوات سوريا الديمقراطية حول إمكانية مبادلة اسرى مرتزقة داعش لديها بالمختطفين والمختطفات من أهالي السويداء لدى مرتزقة داعش لقيت ترحيب واسع في أوساط الشارع في السويداء وجاء الرد متمثلا ببيان من مشيخة العقل المتمثل بالشيخ الأول "حكمت الهجري" حيث أصدرت الهيئة الروحية بيان تشكر فيه قوات سوريا الديمقراطية على هذا الموقف المشرف وعلى مبادرتها الكريمة واثنت على جهود قوات سوريا الديمقراطية وماقدمته من بادرة حسن نية الأهالي بدورهم شكرو ورحبو بهذه المبادرة الكل كان سعيدا بهذه الخطوة بطبيعة الأحوال نتيجة التشرذم والانقسام في الموقف الداخلي لاهالي السويداء وعدم وجود قيادة موحدة سواء كانت سياسية ام عسكرية وضعف الإمكانيات في التفاوض بسبب التشتت بالمواقف أيضا فتقديم مبادرة من الاخوة الكرد في الشمال متمثلا بقوات سوريا الديمقراطية شكلت حاملاً هاماً تبنى عليها وطنيا في المستقبل ونتمنى ان تصب هذه الجهود في حقل التنفيذ العملي وان لاتبقى مبادرة عالقة.

-هنالك بعض الأطراف والجهات التي عملت ومازالت تعمل على خلق نوع من التقسيم والفتنة بين جميع مكونات الشعب السوري وأيضا حاولت تسيس هذه المبادرة وتحريفها عن مسارها الإنساني ماهو تعليقك او ردك على هذا الموضوع؟

مشكلة السوريين بشكل عام كثرة الانقسامات فالاصوات التي سمعناها من هنا وهناك حول ان عفرين اقرب الى قوات سوريا الديمقراطية من السويداء وبانهم كيف سيرسلون قواتهم لدعم القوات المحلية في السويداء ولايرسلون قواتهم لتحرير عفرين سمعنا هذه الأصوات كثيرا وهيا دائما تظهر هنا وهناك وتعمل دائما في وضع العصي في الدواليب وتشتيت المواقف الوطنية يعتبر موقف قوات سوريا الديمقراطية هو موقف وطني بامتياز وموقف عابر لكل الانقسامات ولكل الخلافات ولكل المعوقات التي عمل عليها الكثيرون سواء كانت داخلية ام خارجية لعرقلة وحدة الشعب السوري سواء كانو عرب او كردا او كانو من باقي الهويات الثقافية.

-قوات سوريا الديمقراطية قالت بانها أصدرت هذا البيان واطلقت هذه المبادرة ايمانا منها بوحدة المصير كيف تقرا هذا التصريح او هذا البيان؟

لاشك انه تاريخيا هناك جملة من الظروف السياسية والتي خلقت حالة من التقارب بين الدروز والكرد مع اختلاف دوافع تلك الظروف حيث اتسمت الدوافع باتجاه الكرد بالخوف من الانفصال وحق تقرير المصير في منطقة تعد الاغنى في الجغرافية السورية وكما يطلق عليها بقرة سوريا الحلوب بينما كانت الدوافع باتجاه الدروز هو تقليص دورهم السياسي بما يتناسب مع وزنهم الديمغرافي ولابد هنا بان هذا التقارب مقبول من كلا الطرفين بالرغم من اختلافها كمكونات من حيث البنية سواء  نوعيتهم كمكونات الامر الذي يمهد لسهولة التلاقي لكن في الوقت ذاته يبدو انه هناك استثمار لتلك العلاقة التاريخية وذلك التلاقي فهو يساهم الى إيجاد حليف اخر في سوريا يضغط ويساهم في ذاك الاتجاه  في اللامركزية الإدارية الامر الذي يبرر في فكرة الإدارة الذاتية في الشمال ثمة سؤال حول استخدام قوات سوريا الديمقراطية لمصطلح وحدة المصير هل المقصود هنا المصير كشعب سوري او وحدة المصير كااقليات وتعزيز لفكرة مكونات الشعب السوري التي اطلقت من قبل الروس في وقت سابق.

-كاهالي السويداء كيف تنظرون الى الواقع السوري الحالي وأين يكمن الحل برايكم؟

في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها محافظة السويداء لديها الان خيار وحيد فقط هو مقاتلة داعش وابعاد الخطر المحدق بهم من قبل هذا التنظيم الإرهابي حيث يسعى أهالي السويداء الى تجميع قواهم على عدو واحد فقط في هذه المرحلة ولايريدون فتح جبهات أخرى مع أي عدو مفترض ومحتمل لذلك الهم الأول للسويداء هو الحماية الذاتية وتسليح الفصائل المحلية الموثوقة طبعا بالسلاح النوعي لدفع الخطر المحدق بهم ومقاومة أي عدوان خارجي ممكن ان يتعرضو له من قبل أي طرف كان ماتتعرض له السويداء بنظر أهلها اكبر من حجم السويداء والكل يدرك ذلك فالقضية اليوم هي قضية الجنوب بأكمله والتسويات التي تحصل اليوم هي ستحدد مستقبل هذه المنطقة ولااحد يشك بان مايحدث ليس بعيدا عن الاتفاقات الروسية والأمريكية لرسم خرائط الجنوب ومستقبل هذه المنطقه سواء كانت بإدارة ذاتية محتملة او لامركزية إدارية مطروحة فهنالك عدة خيارات لمستقبل الجنوب ولااحد يستطيع التكهن بالخيار الأمثل لذلك ستشهد المنطقة في الأشهر القادمة صراعات دامية نتمنى عكس ذلك طبعا ولكن نتوقع بانها ستكلف أهالي السويداء الكثير من الدماء.

الحل في وجهة نظري كناشط في بناء مجتمع مدني هو في المواطنة الكاملة المتساوية لجميع مكونات الشعب السوري المواطنة هي الحل المواطنة القائمة على إعطاء كامل الحقوق في درجة متساوية لكافة المكونات وطبعا من حيث الإدارة سوريا اليوم لايمكن ان تدار بطريقة المركزية المعتادة .في الأساس إدارة الدول بقبضة مركزية هي معادية للديمقراطية ولايمكن ان تنشئ ديمقراطية حقيقية في ظل قبضة امنية وإدارة مركزية لذلك من وجهة نظري اعتقد ان الحل في سوريا هو في اللامركزية الإدارية ولااقول في الإدارة الذاتية بشكل كامل لكنه خيار أيضا وفي النهاية من يقرر ذلك هم الناس على الأرض ومن في الداخل وماهو شكل الإدارة المناسب لهم.