منير أديب لـ ANF: تركيا تُحافظ على بذرة داعش بإرسال عناصره إلى ليبيا لإعادة إنتاج الخلافة المزعومة في إفريقيا

أكد المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية منير أديب، أن تركيا تسعى إلى إيجاد حاضنة جديدة لعناضر تنظيم داعش الإرهابي تتمثل في ليبيا، لتكون واجهة انطلاق جديدة إلى إفريقيا تلتحم بها مع المتطرفين في منطقة الساحل والصحراء.

وشدد أديب على أهمية الدور المصري والسعودي والإماراتي للوقوف بوجه الأطماع التركية ودورها الخبيث في المنطقة. 
وقال الصحفي المصري المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية في حوار مع وكالة فرات للأنباء  ANF :"إن الدور التركي في ليبيا هو دور قديم للغاية، فتركيا التي احتضنت التنظيمات المتطرفة في سوريا على مدار سنوات طويلة، وعندما تم الإعلان عن تحرير الرقة بدى واضحاً أن تركيا تبحث لهؤلاء المتطرفين عن مكان جديد ومأوى بعيداً عن الرقة التي حررت، وطبعاً معروف دور  القوات الكردية ضمن  قوات سوريا الديمقراطية في عملية تحرير الرقة وتحرير الأماكن التي كان يتواجد فيها الدواعش".
وأضاف أديب أن " تركيا عادت واحتضنت هذه التنظيمات على أراضيها وبحثت لهم عن مأوى جديد، واعتقد أن تركيا بعد أن كانت بمثابة معبر آمن وممر، مر من خلاله هؤلاء المتطرفين من الرقة، التي تم تحريرها والموصل أيضا التي أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي  في 9 ديسمبر من عام 2017 تحريرها، هنا تركيا استقبلت هؤلاء المتطرفين ونقلتهم إلى ليبيا".
وحول هدف تركيا من توريد المتطرفين الى ليبيا قال : إن "الهدف من نقل هؤلاء المتطرفين الى ليبيا، هو في المقام الأول الحفاظ على بذرة داعش، وحتى لا يتم القضاء على هذا التنظيم المتطرف، وبالتالي كان هناك تفكير في مسار جديد أو صورة جديدة يخرج عليها التنظيم بعد سقوط خلافته المزعومة في الرقة والموصل".
وتابع: "الأمر الثاني: أن تركيا تريد من هذا التنظيم أن يتوغل بشكل كبير في أفريقيا فاتخذت له مقراً ومركزاً رئيسياً في ليبيا وأعتقد أن العملية، التي أطلقها الجيش الوطني الليبي بقيادة الفريق خليفة حفتر في 4 أبريل 2019 ربما دفعت بشكل أو بآخر تركيا إلى إرسال المزيد من هؤلاء المتطرفين إلى طرابلس من أجل مواجهة ومجابهة الجيش الوطني الليبي وإثارة الفوضى في ليبيا". 
ولفت إلى أن "إرسال الشاحنة الأخيرة للأسلحة، والتي عرفت بآمزون لم يكن الهدف منها إرسال أسلحة ثقيلة أو خفيفة إلى هؤلاء المتطرفين في ليبيا، فقط، وإنما كانت هناك أهداف أخرى  فإرسال هذه السفينة كان للمدارة على جريمة أكبر وهو ارسال عدد كبير من هؤلاء المتطرفين الذين كانوا ما زالوا موجودين على الأراضي التركية وبالتالي تركيا لها دور كبير وعظيم في دعم هؤلاء المتطرفين سواء قبل تمكين خلافتهم المزعومة والساقطة والهالكة في الرقة والموصل".

وأوضح أن هؤلاء المتطرفين كانت تركيا متنفسهم ومعبرهم الذي يتحركون ويسافرون منه إلى كل دول العالم، كما أنها كانت توفر لهم العلاج في مشافيها كما وفرت لهم حماية وكانت ترسل لهم أسلحة فضلاً عن الدعم المعنوي والإعلامي عبر منصات إعلامية كانت وما تزال تدافع عن هؤلاء المتطرفين ووجودهم في سوريا ثم انتقالهم مرة ثانية ليبيا.
وأكد أن تركيا تريد إنتاج الخلافة المزعومة والدولة الساقطة في الرقة والموصل وتريد لها أن تتجدد في ليبيا وتمتد إلى إفريقيا عامة وتلتحم مع هؤلاء المتطرفين الموجودين في منطقة الساحل والصحراء، كما أن وجود هؤلاء المتطرفين ليبيا ربما يكون داعم اساسي ورئيسي لوجود زيل لهذا التنظيم المتطرف الموجود في سيناء (مصر)، وبالتالي الدور التركي هو دور خبيث هدفه إثارة الفوضى في الشرق الأوسط والمنطقة العربية تحديداً.
وحول الدور العربي لمواجهة الخطر التركي أوضح: "هناك  بالفعل دور عربي لمواجهة النفوذ التركي في المنطقة، خاصة أن مصر والسعودية والإمارات على وجه التحديد لهم رؤية لمواجهة الإرهاب في المنطقة، ومواجهة الإرهاب في المنطقة ليس المقصود منه مواجهة الجماعات المتطرفة فقط وإنما مواجهة الدول، التي تقوم على دعم هذه الجماعات والتنظيمات المتطرفة خاصة أن هذه الرؤية، التي تؤمن بها هذه الدول ترى أن فكرة مواجهة الدول التي تدعم هذه التنظيمات أو قطع اليد، التي تقدم دعماً لهذه التنظيمات تمثل تقريباً 80% من فكرة مواجهة الإرهاب ويبقى 20% فقط لمواجهة التنظيمات المتطرفة والأنشطة التي تقوم عليها هذه التنظيمات".
وأضاف "الدور المصري والسعودي والإماراتي في الوقوف بوجه الأطماع التركية والدور الخبيث لها قائم على فضح الدور التركي وربما الوقوف أمام تقديم هذا الدعم المتواصل من تركيا لهذه التنظيمات المتطرفة، ودعم المشير خليفة حفتر على سبيل المثال في العملية الأخيرة بطرابلس، وهناك دور أيضا في مواجهة المنصات الإعلامية، التي تقوم تركيا بدعمها وهدفها هو توفر حماية للتنظيمات الإرهابية الموجودة في ليبيا، وهناك أيضا دور سياسي ودبلوماسي تقوم به هذه الدول من للوقوف أمام النوايا التركية وتحركاتها، التي هدفها الأساسي والرئيسي هو تخريب منطقة الشرق الأوسط بدعم المجموعات الإسلامية المتطرفة، إذا ترى تركيا أنها تخدم شروعها الاستعماري وترى فيه أنه أولى حلقات عودة ما تسميه الامبراطوية العثمانية، والتي يعتقد أردوغان أنه يُمكن أن يكون سلطاناً لها".
وكان أحد ضباط العمليات بالبحرية الليبية التابعة للجيش الوطني، العقيد أبو بكر البدري، قال إن الباخرة التركية " أمازون "، التي رست مؤخراً بميناء العاصمة طرابلس، كانت تحمل أعداداً كبيرة من الإرهابيين.
وأوضح "البدري" أنه من ضمنهم عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، لافتاً إلى أن شحنة المدرعات التي أُعلن عن وصولها إلى المجموعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق، كانت للتغطية فقط على الشحنة الحقيقية.
وأكد على أن الشحنة احتوت أيضاً على كميات من الأسلحة والذخائر التي قدمتها تركيا كدعم للمجموعات المسلحة في طرابلس، في معاركهم ضد الجيش الليبي،  فيما تأتي الشحنة التركية بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضه للعملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني الليبي لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات.
وتجدر الإشارة إلى أن العاصمة طرابلس، التي أعلن الجيش الليبي بدء عملية تحريرها من المليشيات قبل أسابيع، هي آخر معقل لتنظيم الإخوان في ليبيا، مما يعني نهاية هيمنتهم على القرار السياسي والمالي في ليبيا، سينتهي فور تحريرها.