كشف الخبير في شؤون الحركات المتطرفة والباحث المصري في مجال الإرهاب الدولي، منير أديب عن طبيعة العلاقة الوظيفية التي تجمع بين تركيا وتنظيم الاخوان حاليا، مؤكدا في حوار لوكالة فرات للأنباء ANF على أنه بخلاف ما يعتقده البعض من امكانية تخلي تركيا تدريجيا عن علاقتها بالاخوان نتيجة انكشاف امرهم وخسارتهم للسلطة وغيرها، فإن تلك العلاقة قد تصاعدت أهميتها لدى النظام الحاكم في أنقرة، كون الاخوان، الذين وصفهم بأنهم لا يؤمنون بفكرة الوطن، هم القادرون على معاونة أردوغان على احتلال مناطق في شمال شرق سوريا، وتحقيق حلمه الامبراطوري الذي يسعى لتحقيقه على حساب دماء السوريين والاتراك معا.
-كيف تابعتم التحريض شبه اليومي الذي يقوم به الإخوان في تركيا والمسؤولين في تركيا منذ إعدام قتلة النائب العام؟ مرورا بتعليقاته على القمة العربية الأوروبية؟
اعتقد ان الاخوان وغير الاخوان ممن لديهم خصومة مع النظام السياسي المصري ونفس هذه الخصومة مع المجتمع المصري عموما علي خلفية ثورة، وهذه الثورة ادت لسقوط نظام الاخوان ودخول اغلب قيادات الاخوان السجون، فبالتالي لدي الاخوان مشكلة مع النظام السياسي ومع المجتمع المصري، واعتقد ان هذا المشكلة او هذا الصراع ترجم في خصومة، وهذه الخصومة أدت إلي ربما إلى شماتة ظهرت بعد عام 2013 ضد كل ما يحدث داخل المجتمع المصري بدءً من مباريات كرة القدم التي ربما يهزم فيها الفريق المصري، فيشمت فيها الاخوان علي مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واضح وهم لا يخفون مشاعرهم في هذا الأمر وهناك حوادث كثيرة سياسية وتفجيرات ارهابية قامت بها التنظيمات المتطرفة اظهر الاخوان وقتها شماتة كانت واضحة في الدولة وفي النظام السياسي.
الاخوان دائما في ظل هذه الفترة الزمنية يحملون النظام السياسي المصري ربما تبيعات او كوارث قد تكون طبيعية او ازمات قد تكون اقتصادية ربما طبيعة المرحلة تفرضها او الظرف الاقتصادي يفرضها او الظرف السياسي خاصةً بعد عام 2013، حيث ان الاخوان يحملون النظام السياسي المسئولية عن كل شيء، واعتقد هذا يأتي من باب الشماتة ومن باب انهم يردون ان يثبتوا انهم كانوا الانجح في إدارة البلاد، أو علي الأقل من أتي بعدهم كان فاشلًا في إدارة البلاد، وكأنهم يريدون ان يقولوا ان خروجهم من السلطة كان بشكل تعسفي، ولكن هذه الصورة تطورت بشكل أكبر بعد تنفيذ حكم الإعدام علي 9 من شباب الجماعة الإرهابية المتهمين بقتل النائب العام المصري.
انعدام مفهوم الوطن لدي الاخوان جعلهم يؤيدون الاحتلال التركي للمنطقة الآمنة بسوريا
-هل لا يزال المشروع التركي قائم في المنطقة وسط ما نشهده من تدخلات تركية متواصلة في شمال سوريا والعراق؟
اعتقد المشروع التركي قائم كما المشروع الإيراني قائم كما المشروع الإسرائيلي قائم، اسرائيل مهما عقدت من اتفاقيات سلام سوف يبقي مشروعها وسوف تعمل من اجل هذا المشروع، وايران مهما تعاملت مع العالم الخليجي سوف تبقي علي مشروعها وتسعي إلي اقامة إمبراطورتيها، ايضا الاتراك لديهم مشروع هم يسعون الي اقامته الامبراطورية العثمانية الجديدة، وهناك حلم لهذه الامبراطورية وتركيا عبرت عن ذلك بشكل واضح في انها تريد السيطرة علي المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا، واعتقد ان الاخوان المسلمين اعلنوا بشكل واضح ومباشر تأيد تركيا للسيطرة علي شمال شرق سوريا، بما يعني ان الاخوان يؤيدون احتلال تركيا لأرض سوريا، وهذا يعني انعدام مفهوم الوطن عند الاخوان، وان العلاقة قوية بين الاخوان وبين النظام التركي لن تنحل ولن يصدر اوردغان اوامره للإخوان بالذهاب بعيدا عن تركيا خاصة وان هناك مصالح مشتركة وانهم يسوقون للاحتلال التركي في المنطقة الامنة بسوريا بعد انسحاب القوات الامريكية.
داعش سينتهي جغرافيا.. وسيبقى المقاتلون الأجانب يهددون العالم
-كيف ترى خطورة عودة المقاتلين الأجانب وكيف يمكن التعامل مع تلك القضية وهم من 40 دولة أوروبية وغيرها.. وكيف يمكن لمصر المساهمة خاصة في ضوء خبرة مصر مع "العائدين من أفغانستان"؟
هناك مشكلة لدي المجتمع الدولي حول موضوع المقاتلين الاجانب، وهم الذين سمحوا لهؤلاء المقاتلين الاجانب بالانضمام إلي داعش وهؤلاء المقاتلين هما الذين شكلوا النواة الحقيقية لداعش رغم انها نشأت في بيئة عربية واسلامية، وسوف ينتهي داعش جغرافيا ويبقي المقاتلين الاجانب يهددون العالم، الذين اتوا من فرنسا وهولندا والمانيا وكثير من الدول ولا يجد المجتمع الاوروبي والعربي شكل للتعامل معهم، وهناك دول اوروبية ترفض استقبال هؤلاء، والكرد يريدون تسليم كل المقاتلين الاجانب الذين ينتمون الي عواصم اوروبية إلي عواصمهم للتعامل معهم، ولكن الدول ترفض استقبالهم خاصة انه لا توجد تهم حقيقية علي أساسها تستطيع العواصم الاوروبية محاكمة هؤلاء، كما انها تخشي ان ينتشر هذا الفيرس وينتقل من العراق وسوريا الي العواصم الاوروبية محاكمتهم ولذلك لا تريد استقبالهم، ولكن يمكن حل هذه المشكلة عبر انشاء محاكمة دولية للبت حول هؤلاء المتهمين.
-ما تعليقكم في وصف الأزهر للإخوان بالدواعش مؤخرا... وكيف ترى دور المؤسسة في مواجهة التطرف وتصحيح الفكر والخطاب الديني؟
مرصد الأزهر الشريف قال في بيان ان الاخوان يسيرون في نفس الطريق الذي سار فيه داعش، وانهم يسيرون خلف داعش وبالتحديد المقصود ان الاخوان يؤيدون الكثير من العمليات الارهابية التي تقوم بها داعش، والاخوان شارك بعضهم ونفذوا عمليات إرهابية مسلحة، وانهم لم يعلنوا صراحة رفضهم للعنف او انتقادهم لأعمال العنف بل كانوا يشجعون هذه الاعمال بل خرج بعض الاخوان وقاموا بتنفيذ علميات مسلحة، وربما لذلك ظهرت لهم صورة أكثر واقعية واكثر تفصيلًا مما كان يعرفها عنهم المصريين خاصة في الثلاثة عقود الأخيرة، هذه الصورة ترجمت في تحريض الاخوان علي استخدام العنف، فضلًا عن استخدام بعض الاخوان لهذا العنف وهم يعملون طول الوقت علي فكرة محاولة العودة للسلطة مرة آخري حتي لو كان ذلك علي حساب دماء المصريين او حتي لو كان ذلك علي حساب المصالح العامة للمجتمع المصري، واعتقد انه خلال هذه المحاولة الاخوان يقدمون المصلحة الشخصية لتنظيمهم السياسي علي مصلحة مصر، وهذه مشكلة حقيقية.
وفيما تتعلق بمواجهة الدولة للإرهاب فكريا، فان الدولة قامت بمواجهة الجماعات والتنظيمات التكفيرية بصور واشكال مختلفة قد تكون الصورة الاهم والابرز التي استخدمتها الدولة في مواجهة التنظيمات المتطرفة هي الامنية والعسكرية فقط، ولكن الدولة لم تتخذ خطوات في ما يمكن ان نسميه بالمواجهة الفكرية الابرز والتي تسطيع من خلالها ان تقضي علي الارهاب، وهناك دراسات كثيرة تحدثت علي أن المواجهة الأمنية المقصود بها تفكيك الخلايا الإرهابية وخلايا المتطرفين فقط تقضي علي الإرهاب بنسبة 7% وانما تبقي المواجهة العسكرية المقصود بها المواجهة الاستخبارتية وفكرة الحصول علي معلومات واستثمار هذه المعلومات في القبض علي المتهمين تمثل نسبة 31 % في القضاء علي تلك التنظيمات بينما يبقي 62 % من فكرة القضاء علي الإرهاب للمواجهة الفكرية التي لم تأخذ فيها الدولة خطوات حقيقية لنستطيع ان نقول ان الدولة قطعت خطوة بالفعل للقضاء نهائيًا علي هذا التنظيمات.
واعتقد ان الأمر ليس معني به الجهاز الأمني في مصر بقدر ان هناك مؤسسات اخري هي المعنية بفكرة المواجهة الفكرية ويأتي في مقدمة هذه المواجهة الفكرية المؤسسة الدينية في مصر لا بد ان تأخذ خطوات حقيقية في هذا الأمر من خلال تجديد الخطاب الديني او تجديد الفكر الديني، ومعالجة التراث ولا بد ان تكون هناك خطوات علي مستوي التعليم والثقافة وان يكون هناك دور للمجتمع المدني، كل هذه الادوار تبدوا ادوار باهتة وضعيفة، والدولة لم تدفع في هذا الاتجاه بينما تري الدولة الأهمية فقط في المواجهة الأمنية والعسكرية، فاذا نجحت الدولة ونجح الجهاز الأمني في تفكيك خلية او اثنين او أكثر، تظهر خلايا اخري طالما ان البذرة ما زالت موجودة والقضاء علي البذرة لا تكون من خلال المواجهة الأمنية فقط، وانما تكون بصور اخري ومنها المواجهة الفكرية.
-الرئيس السيسي دعا مؤخرا في القمة العربية الأوروبية الى مزيد من المصداقية في مكافحة الارهاب ودعا لمواجهة ممولي وداعمي الارهاب كيف تعلقون على ذلك ومن هم داعمي الارهاب؟
هناك دول تدعم الارهاب في المحيط الاقليمي، وهناك دول كبري اخري تدعمه، وهذا الدعم لا يمكن حصره في الدعم المالي فقط ولكن هناك دعم عبر منصات اعلامية وهناك دعم عبر عدم استخدام تحركات ومواجهات للتنظيمات المتطرفة، ويعتبر المتهم الأول في هذا الامر الولايات المتحدة الامريكية التي انشأت ما يمسي بالتحالف الدولي المكون من 77 دولة لمواجهة داعش علي مدار خمس سنوات منذ 2014 الي 2019 وحتي الان لم يقضوا علي الجيب الاخير لداعش بما يعني انه لا إرادة لمواجهة داعش، والولايات المتحدة الامريكية ادخلت شاحنات نقلت بعض الدواعش واسر هؤلاء الدواعش ولم يعرف احد اين ذهب المقاتلون بما يضع الولايات المتحدة الامريكية في دائرة اتهام، وتركيا ايضا تفعل ذلك وقطر تفعل ذلك، اذا كانت المصلحة السياسية تستدعي ذلك، ولا يوجد ارادة دولية للقضاء علي التنظيمات المتطرفة بل يوجد فقط توجه عربي اقليمي واوروبي ودولي لتحقيق المصالح السياسية حتي لو كان ذلك من خلال التعامل مع التنظيمات المتطرفة، اقتصاديا او سياسيا، وعندما تحرك ابو بكر البغدادي من الرقة الي الموصل ليلقي خطبة الجمعة الشهير من المسجد النوري ويعلن قيام الخلافة لم تلقي عليه قذيفة واحدة رغم ان اجهزة الاستخبارات الدولية والاقليمية والعربية سجلت هذا الامر وتم تصوريه، إلا انه لم تلقي قذيفة واحدة مما يعني ان هؤلاء لا يردون القضاء علي داعش وانهم لديهم مصالح سياسية مع هذا التنظيم.
- الاتهامات التي وجهتها القمة العربية الأوروبية لتركيا، ردت عليها أنقرة بانتقاد الاوضاع الداخلية بالمنطقة، في حين أن التقارير الدولية تصف تركيا بأنها سجن كبير للصحفيين وزنزانة للمعارضين... من أين يأتي الرئيس التركي بمنطق لتوجيه دروس للمنطقة في حرية الرأي وغيرها؟
هناك مشكلة لدي النظام التركي ولدى اوردغان، وفي اعتقادي ان اردوغان يحقق احلامه السياسية بنوع متطرف من الاستبداد. وهذا الاستبداد ظهر في القاء القبض علي الالاف من الشعب التركي وبخاصة حركة غولن، وتم توجيه الاتهامات للجميع ونجح في القاء القبض علي آلاف من المعارضين وعلي الصحفيين حتي الان، ولم يبقي لحزب او تيار سياسي او لحركة اجتماعية وجود إلا اذا كانت علي توافق حقيقي مع نظام اردوغان وهذا يعني انه نظام مستبد وان اردوغان لا يريد منافسا له علي الساحة السياسية ولا يريد شخص ينافسه في الشعبية.
-هل بدأت تركيا في التخلي عن الإخوان الأمر الذي ظهر مع ترحيل محمد عبد الحفيظ المحكوم عليه بالإعدام في قضايا إرهاب؟
لا نستطيع ان نقول ان تركيا تخلت عن الاخوان، فالإخوان لديهم علاقات وطيدة مع حزب العدالة والتنمية في تركيا، وهم يرون ان الاخوان المسلمين امتداد او يرون هم انفسهم امتداد للإخوان في مصر، ويرون ان عودة الاخوان للحكم في مصر هي قوة لوجود ارودغان ومجموعته وافكاره علي رأس السلطة في تركيا، إذ أن تركيا تسعي لعودة الإخوان وتفعل وتصنع من أجل ذلك أشياء كثيرة، ولن تتخلي عن الاخوان مطلقا مهما حدث، وهي تجد نفسها مع الاخوان بل لا يجد الاخوان انفسهم إلا مع نظام سياسي مثل اردوغان، واعتقد ان العلاقة بين الاخوان وبين النظام التركي أقوي بكثير بين العلاقة بين الاخوان وبين النظام القطري علي غير ما يفهم الناس، فضلًا ان النظام التركي لديه مشكلة حقيقية في ظل وجود الرئيس السيسي علي رأس السلطة في مصر، خاصة انه ينتمي للمؤسسة العسكرية، لوجود صراع ممتد لعقود طويلة مع هذه المؤسسة في تركيا مع نجم الدين اربكان، الذي تولى رئاسة حزب الرفاه وكان حزبًا اسلاميا وهو استاذ اردوغان وكانت هناك مشكلة مع حزبي الفضيلة والعدالة والتنمية مع جنرالات الجيش، واردوغان يري ان الرئيس السيسي ينتمي إلي المؤسسة العسكرية ويري ان هذا انقلاب، وهو لم يتصالح مع المؤسسة العسكرية في تركيا ولذا لن يتصالح مع المؤسسة العسكرية في مصر. والمسار الراهن منذ سنوات أن العلاقات تقوي وتضعف لكن لن تكون هناك علاقات طبيعية، وفي المقابل لن يقطع علاقته بالاخوان ولن يمنع احتضانه للإخوان المسلمين، لأسباب عديدة لأنه يسعي جاهدًا لان يأتي الاخوان المسلمين علي رأس السلطة لان ذلك يعطي قوة لتركيا ونظامها السياسي، خاصة ان تركيا تري نفسها في الوطن العربي، وليس في اوروبا التي ترفضها وترفض ان تنضم إلي الاتحاد الاوروبي.
-هل تحدث انشقاقات في صفوف الاخوان ام حدثت بالفعل.. وخاصة بعد حدوث وقفة احتجاجية داخل تركيا لعدد من شباب الاخوان يدينون القيادات الاخوانية في توريطهم للصدام مع النظام المصري وقضاء حياتهم هاربين داخل الاراضي التركية من اجل صراع علي السلطة لا دخل لهم به؟
منذ نشأة تنظيم الاخوان عام 1928 وحتي هذه اللحظة حدث عدد من الانشقاقات الكبيرة والصغيرة داخل التنظيم، ولكن كان تعامل القيادة مع هذه الانشقاقات كان يختلف منذ الانشقاق الاول لوكيل الجماعة الأول وظهور جماعة ما تسمي بشباب محمد وهو عدد ليس بقليل من تنظيم الاخوان المسلمين، ولكن تعامل معهم حسن البنا بنوع من الاحتواء وربما معه تلاشت هذه الجماعة من الوجود، وعقب ذلك حدثت انشقاقات اخري زادت بشكل كبير بعد العام 2013 وحدثت انشقاقات ربما كانت فردية في عام 1990 وما تلاه، والاخوان يتعاملون وفق ادبياتهم او يعاملون اتباعهم عندما يحدث انشقاق او اختلاف مع بعض الافراد، لا يسمع افراد الجماعة لأي شخص ينشق او يختلف او يخرج عن الجماعة والاخوان حتي يطلقون علي هذا الأمر وحدة الصف الاخواني، يستتبعها ان يكون الافراد علي علاقة وثيقة وقوية وثقة عمياء بالقيادة، وبالتالي لا يتم السماع لأي شخص منشق بما فيهم الدكتور محمد حبيب، والذي كان يعرفه دائما مرشد الاخوان السابق محمد مهدي عاكف، بانه لديه كل تفاصيل الجماعة واحشاء الجماعة من الداخل، وفي حقيقة الأمر كل ما كانت تفعله الجماعة سرا وعلانية كان يعلمه الدكتور محمد حبيب، وهو الذي كان يدير التنظيم تنفيذيًا، ولكن رغم ذلك عندما خرج من التنظيم قال ما قال ولكن لم يسمع له أحد، لسبب بسيط انه ضمن نظام الاخوان مبدأ الثقة والسمع والطاعة في المنشط والمكره وهذا يصطدم في شخص ينشق عن الجماعة فيتم مهاجمته وتسميه الجماعة مروج للفتنة، وانه يقول كلامًا الهدف منه النيل من التنظيم وخلافه.
وبالتالي تبدوا الانشقاقات ضعيفة وغير مؤثرة، وكلما يتعرض الاخوان للسب والقذف علي السنة بعض السياسيين نفاجأ ان التنظيم استغلها واصبحت ذات اهمية، حتي يقنع اتباعه ان الجماعة تسير في طريق الانبياء وانها تتعرض للسب والقذف وخلافه، ولكن مؤخرًا حدث عدد من الانشقاقات الطولية في التنظيم وهي الاخطر، لان افراد الجماعة يرون ان افكار الجماعة اصبحت بلا قيمة وبلا تأثير واصبحت افكار رجعية لا تؤدي إلي تحقق اي نتيجة او تقدم وان الاخوان لم يسعون الي التجديد ولم يقومون بنقد ذاتي يسمح لهم بالبقاء اكثر من 90 عاما، وبالتالي سوف يحدث انشقاقات اكبر داخل التنظيم خلال الفترة المقبلة ولها علاقة بالأفكار، وبالتالي تنعكس علي الافراد فينتهي التنظيم تمامًا وانتهاء تنظيم الأخوان لن يكون علي يد أجهزة الأمن واجهزة الأمن في بعض المرات عندما توجه ضربات لهم يشتد عود التنظيم، وليس العكس ولذلك المواجهة الحقيقية للإخوان وغير الاخوان ليس الامنية، ولكن المواجهة الفكرية التي تقضي علي الأفكار، وإذا قضيت علي الافكار لن يستطيع الاخوان تجنيد افراد اخرين خاصة ان هذه الفكرة تصبح بلا تأثير ويصبحون هم غير مقنعين للأخرين حتي ينضموا الي التنظيم.
- العديد من الجماعات المتطرفة ورموزها اصبحت متماهية مع الاخوان في الخارج كما نرى.. فما طبيعة العلاقة بين التنظيمات المتطرفة والإخوان في الخارج تحديدا في قطر وتركيا؟
اعتقد أن جماعة الاخوان المسلمين هي الجماعة الام لكل الجماعات المتطرفة سواء الجماعة الاسلامية او حتي جماعة الجهاد وغيرها من اشكال القاعدة مهما اختلفت المسميات، هناك علاقة ما بين كل التنظيمات المتطرفة سواء الاخوان او بقية الجماعات والتنظيمات، وهي علاقة فكرية وربما تم توطيدها بعد العام 2013 عندما سقط الاخوان المسلمين، وقبل هذا بقليل أصبحت المصلحة واحدة وعادت ما تسميه هذه التنظيمات بالحكم الاسلامي، وكان الاخوان علي رأس هذا الحكم الذي تسعي التنظيمات إلى عودته مرة آخري، وهذه العلاقة هي نفس العلاقة القوية التي تجمع الإخوان بكل التنظيمات المتطرفة بداية من تنظيم داعش ومرورًا بتنظيم قاعدة وانتهاء بالجماعة الاسلامية والجهاد وغيرها من التنظيمات المتطرفة التي نشأت علي الهامش، وقد تكون العلاقة قوية وتنظيمية وقد تكون المصلحة هي التي تجمع هذه التنظيمات بعضها البعض، وقد يكون الهدف التي تسعي إليه هذه التنظيمات هو الذي يجمع الاخوان بهم، فليس هناك طبيعة واحدة لتلك العلاقة.