أكّد مسؤول منظمة أوروبا لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD), عبد السلام مصطفى في تصريحٍ خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF) على أنّ نشاطاتهم الداعمة لمقاومة عفرين ستتركّز في هده المرحلة على إعلام الرأي العام العالمي بدعم ومساندة روسيا الاتحادية للدولة التركية في عدوانها على مقاطعة عفرين, مشيراً إلى تحرّكات دبلوماسية تقوم بها المنظمة للضغط على الحكومات الأوروبية لتتحمّل مسؤولياتها وتضغط أمميّاً لإيقاف "الحرب التركية على الشعب الكردي".
وقال مصطفى إنّ هناك تقصير في إيصال بعض المعلومات وكذلك تقصير في المتابعة, وذلك في ردّه على تساؤلات البعض "أين هي طاولة الأزمة على الصعيد السياسي والدبلوماسي والتنظيمي", مضيفاً بالقول بأنّه قد أقيمت "عدّة تظاهرات ونشاطات مختلفة في أكثر من 60 مدينة أوروبية مختلفة لدعم ومساندة مقاومة عفرين" مستدركاً بأنّه "لولا وجود طاولة متابعة لما أقيمت كلّ تلك النشاطات".
وعلى الصعيد الدبلوماسي, أوضح القيادي بأنّ هناك "حراك كبير جدّاً" يقومون به في أوروبا, لكنّهم ككلّ دول وحركات العالم لا يمكن أن ينشروا كلّ تحرّكاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنيت أو حتى في وكالات الأنباء", متابعاً بالقول: "أود أن أؤكّد هنا بأنّ هناك لجنة مكوّنة من خبراء في التواصل, تقود حركة دبلوماسية, وباتت لنا علاقات واسعة جدّاً, بالطبع لا ترتقي لمستوى تضحيات المقاتلين في عفرين وصمودهم في وجه الاحتلال, لكن نبذل كلّ جهودنا على هذا الصعيد".
ونوّه مصطفى إلى الدور الذي تقوم به فرنسا وسعيها لإيقاف العدوان التركي على عفرين, حينما دعت إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي, مضيفاً "قد يقول البعض أن لا نتائج نجمت عن ذلك, ونريد أن نردّ عليهم بأنّ هذه المسألة لا تتعلّق بدولة واحدة وليست مرتبطة بنا حتّى, فبعض الدول الاسكندنافية أيضاً دعت لوقت الحرب التركية في عفرين, لكن كلّ تلك الجهود يجابهها تعنّت روسيّ واضح وبلا حدود", مطالباً الكرد وعموم السوريين إلى جانب الأحرار في العالم لفضح "هذا التواطؤ الروسي والوقوف في وجهه".
كما حذّر مصطفى التحالف الدولي والدول الأوروبية من عدم انتهاء تنظيم داعش الإرهابي في سوريا بشكلٍ نهائي, حيث أنّ ظهور التنظيم وعودته إلى قوّته من جديد سيشكل خطراً على أوروبا وعموم العالم "حيث أنّ الكثير من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية مجبرون على الدفاع عن عفرين في وجه الاحتلال التركي, وهذا ما يفتح الطريق لإرهابيي داعش بالتحرّك من جديد".
وتابع المسؤول في حزب الاتحاد الديمقراطي قائلاً: "الهجمة العدوانية للدولة التركية على عفرين تستمرّ بضوء أخضر روسي, لذا نقول لكلّ أعضاء الحزب, الأصدقاء والمناصرين, يجب أن تكون الحركة في أعلى مستوياتها, ونقول للبعض ممن لم ينضم إلى حركة الاحتجاجات بأنّ عفرين هي كردستان بأسرها, وانتصار عفرين يعني انتصر لكلّ الأحزاب الكردستانية ولعموم الشعب الكردي وأيضاً لكلّ الشعوب التوّاقة لحرّيتها من الظلم والعدوان".
وفنّد مصطفى مزاعم الدولة التركية والبعض من أعوانها بأنّ الحرب في عفرين هي حربّ على حزب العمال الكردستاني, منوّهاً بأنّها حربّ على "الشعب الكردي برمّته, والتي تستهدف الوجود الكردي, ورأينا كيف كان موقف تركيا الرافض لعملية استفتاء إقليم كردستان, بالرغم من العلاقات التي كانت تربطها بقيادات الإقليم, لذا نرى بأنّ واجب كلّ كردي حر وواجب على كلّ مثقفينا أن يقفوا إلى جانب مقاومة عفرين كلّ بحسب امكاناته واختصاصه".
وبخصوص الذرائع التركية بوجود خطر من منطقة عفرين على أمن تركيا, استند عبد السلام مصكفى إلى دراسة صادرة عن "قسم الدراسات في البرلمان الألماني" التي أكّدت على عدم صحّة ادعاءات الدولة التركية وذرائعها المتعلّقة بالعدوان على عفرين, حيث تشير تلك الدراسة إلى أنّ "العملية التركية تفتقد للشرعية استناداً إلى القانون رقم 51 من ميثاق الأمم المتّحدة نظراً لغياب الأدلة على وجود تهديد على الأمن القومي التركي".
وفيما يخصّ دور الإعلام في هذه الأزمة, أشار مصطفى إلى وجود تقصير في إيصال المعلومات اللازمة لوسائل الإعلام, مستدركاً بالقول "سنعيد النظر في هذا الموضوع", متمنّياً "معرفة المرحلة التي نمرّ بها والحالة التي نخوض فيها العمل الدبلوماسي, فنحن لا نملك الآلاف من المختصّين في العمل الدبلوماسي, وندعو لكلّ من يجد لدى نفسه الكفاءة أن يتقدّم ويبادر على كلّ الصعد السياسية, الدبلوماسية, الإعلامية وغيرها, ونحن منفتحون على الجميع للوصول إلى صيغة عمل تفيد المرحلة هنا في أوروبا".
ولفت القيادي في PYD إلى أنّهم يبحثون "كإدارة وكحزب الاتحاد الديمقراطي عن كافة السبل الممكنة لإيصال صوت الداخل إلى الرأي العام العالمي, متابعاً "نواصل الليل بالنهار, نتشاور مع الأصدقاء, نسأل الخبراء الأوروبيين كي نرتقي إلى مستوى العظمة التي جسّدها مقاتلات ومقاتلي عفرين والشعب هناك, الذين يسطّرون ملاحم بطولية في وجه ثاني أقوى دولة في حلف الناتو, في وجه آلة القتل التركية منذ أكثر من 53 يوماً".
وختم مصطفى حديثه بالقول بأنّ تظاهراتهم ستتركّز أمام السفارات والقنصليات الروسية في عموم الدول الأوروبية, بالإضافة إلى المؤسسات الدولية في بروكسل وجنيف وغيرها من الدول, حيث أنّ نشاطاتهم "لن تتوقف" مشيراً إلى مظاهرة حاشدة سيشارك فيها 10 آلاف شخص ستقام قريباً في مدينة جنيف السويسرية, إلى جانب إضراب مفتوحٍ عن الطعام يشارك فيه برلمانيون من شمال كردستان".