مايكل روبين: أردوغان يحارب الكرد الذين هزموا الإرهاب في سوريا
يسعى أردوغان عبر سياساته المتطرفة الى التطهير العرقي ضد الكرد، لا إلى مناطق آمنة كما كان يدّعي وذلك من خلال إنشاء كيانات متطرفة إرهابية في المناطق التي كان يقطنها الكرد في شمال سوريا.
يسعى أردوغان عبر سياساته المتطرفة الى التطهير العرقي ضد الكرد، لا إلى مناطق آمنة كما كان يدّعي وذلك من خلال إنشاء كيانات متطرفة إرهابية في المناطق التي كان يقطنها الكرد في شمال سوريا.
يقول الباحث الأمريكي مايكل روبين في مقال له في مجلة الواشنطن إكزامينر الأمريكية إنه لم تكن نتائج الحرب الأهلية السورية كما كان يأمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث هزم الرئيس السوري بشار الأسد (بمساعدة روسية وإيرانية وحزب الله) إلى حد كبير قوى "المعارضة" التي دعمت واشنطن جزءًا منها، بينما دعمت تركيا أطراف "المعارضة" الأكثر تطرفًا.
وبينما كان يحاصر مرتزقة داعش الكرد في كوباني، وهي مدينة مجاورة مباشرة لحدود تركيا، لم يمنع حينها أردوغان عبور الإمدادات التي هم بأمس الحاجة إليها فحسب، بل وفي مرحلة ما، سمح أيضًا لمقاتلي داعش بعبور الحدود التركية في محاولة للتغلب على المقاتلين الكرد.
وقد ساعدتهم عمليات الإنزال الجوي الأمريكية للإمدادات للمقاتلين الكرد في نهاية المطاف على كسر الحصار، وفقط عندما أدركت تركيا حتمية الانتصار الكردي، فتحت الحدود للإمدادات، من أجل تمكين أردوغان من المطالبة بنصيب من النصر.
إن الكرد السوريين تمكنوا من محاربة ليس فقط قوات الأسد ولكن أيضًا جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش والتي كانت أشبه بالمعجزة ونتيجة الإيمان الكردي بقضيتهم العادلة.
وكانت المنطقة الخاضعة لسيطرة الكرد التي كانت تسمى روج آفا أولًا، وبعد ذلك، بدافع الاحترام لتنوع المنطقة، تم تسميتها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ناجحة إلى حدّ كبير، وتمتعت بالاستقرار والأمن.
ومكّنت الزراعة والنفط الإدارة من تحقيق مكاسب اقتصادية متواضعة على الرغم من الحظر الذي فرضته عليها الحكومة السورية وتركيا والجماعات السياسية المتنافسة في كردستان العراق.
وكما احترمت الإدارة التنوع الثقافي والاختلافات الدينية، وسمحت للمسلمين والمسيحيين والإيزيديين بممارسة طقوسهم الدينية بحرية ودون قيود.
والأهم من ذلك، لم يسمح الكرد السوريين باستخدام أراضيهم لإطلاق الإرهاب صوب الأراضي التركية، ولا ينطبق الشيء نفسه على الوكلاء المتحالفين مع تركيا، الذين غالبًا ما كانوا يحمون، إن لم يتم دمجهم بمقاتلي القاعدة وداعش.
وكانت سخافة أردوغان واضحة عندما اقترح مفهوم "الملاذ الآمن" لشمال سوريا، وما كان يفكر فيه أردوغان كان مختلفًا تمامًا عما كان يقترحه في عام 1991 الرئيس السابق توركوت أوزال، حيث وافق حينها الأخير على الحكم الذاتي للكرد، بينما قام أردوغان باحتلال عفرين، ومارس سياسات التطهير العرقي بحق أهلها.
وعزز جيمس جيفري رواية تركيا داخل وخارج الحكومة، وانغمس وشجع اقتراح أردوغان اللاحق بملاذ آمن في الأراضي الكردية السورية.
و نظريًا، كان هذا لمساعدة تركيا في مكافحة الإرهاب، ناهيك عن أنه لا يوجد دليل (بخلاف اتهامات أردوغان) بأن الكرد السوريين شنوا هجمات من أراضيهم على تركيا، وفي الواقع، إذا كانت مكافحة الإرهاب هي الهدف حقًا، فيجب على تركيا أن تنشأ نظامًا للتطويق على جانبها الخاص من الحدود.
وبعد تسعة أشهر من خيانة ترامب للكرد، ما مدى سلامة الملاذ الآمن؟ بالتأكيد، عانى المسيحيون والإيزيديون إلى حد كبير من سياسات أردوغان.
كما أعادت الخيانة الأمريكية تنشيط داعش، والآن، أظهر تقرير جديد لمنظمة نسائية كردية سورية مدى سوء الوضع الذي تعيشه النساء تحت الاحتلال التركي في عفرين.
وخلص التقرير إلى أن النساء "يتعرضن للاضطهاد والإذلال والإساءة وإجبارهن على الزواج، بما في ذلك العديد من الفتيات القاصرات، وتعرضهن للتعذيب وكذلك العنف الجسدي والجنسي، وبلغت ذروتها بالاغتصاب وقتل الإناث".
كما شارك المحتلون الأتراك ووكلائهم في التدمير الثقافي، بما في ذلك تدمير مواقع التراث وحظر اللغة الكردية في المدارس واستبدالها بالتركية.
ويقول جيفري، إن انسحاب القوات الأمريكية كانت صفقة "تكتيكية ومؤقتة فقط"، وإذا كان هذا صحيحًا، فيجب أن يشرحوا لماذا التطهير العرقي اللاحق من قبل تركيا، والعنف المنهجي ضد المرأة، ودعم التطرف، وانبعاث داعش من جديد.
ANHA