مايكل روبن: من المستحيل هزيمة الإرهاب بوجود أردوغان في السلطة

دعا الباحث البارز في معهد "أمريكان إنتربرايز" مايكل روبن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى عدم مقابلة أردوغان، مؤكدا أن هزيمة داعش مستحيلة في ظل دعم أردوغان للتنظيم.

وقال مايكل روبن إن دعوة الرئيس التركي المستبد، رجب طيب أردوغان، إلى واشنطن للمشاركة في مؤتمر يتعلق باستراتيجيات هزيمة تنظيم داعش الإرهابي يشبه دعوة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لحضور مؤتمر حول مكافحة معاداة السامية.


"ببساطة، لقد حوّل أردوغان تركيا إلى "باكستان أخرى على البحر المتوسط". ربما يقبل الدبلوماسيون علنًا الاعتقاد الزائف بأن أردوغان يريد محاربة التطرف العنيف، ولكن بعد سنوات من الإنكار، هناك إجماع واسع على أن تركيا تبذل المزيد من الجهود لتقويض تلك الحرب أكثر من احداث التقدم بها"، بحسب روبن.


وقال الباحث الأمريكي في مقاله المنشور في مجلة نيوزوييك الأمريكية وبمعهد اميركان إنتربرايز، أنها "ليست مجرد مسألة "الجهاديين" الذين يأتون من أكثر من 100 دولة ويمرون عبر تركيا، وغالبًا ما يتركون بحرية، للانضمام إلى داعش. ولم يؤدي إلقاء اللوم على أمن الحدود الرديء على توقف هذا الأمر، فقد قام الصحفيون بتصوير جهاز المخابرات التركي الذي يدعم ويزود داعش بالامدادات بنشاط عبر الحدود. بدلاً من ذلك، المشكلة تكمن في حقيقة أن تركيا توفر إعفاءات من التأشيرات، أو تصدر تأشيرات عند الطلب، لمواطني الدول الذين ينضمون إلى تنظيم داعش الإرهابي، اذا طلبنا أن يحصل الزائرون الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا على تأشيرات دخول مسبقة وفإن تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى سوريا سيتباطأ بشدة".


وأعتبر أن "المشكلة الأساسية مع أردوغان، مع ذلك، هي أنه لا يعتقد بوجود تشدد ديني متطرف. حتى عندما احتجز مقاتلو داعش 49 دبلوماسيًا تركيًا في الموصل بالعراق، عزم أردوغان على التراجع لتجنب اثارة الإرهابيين، قبل إطلاق سراح الدبلوماسيين وبعده. لكنها ليست المشكلة مع أردوغان في داعش فقط. فقد دافع أردوغان عن دعوته للرئيس السوداني عمر حسن البشير لزيارة تركيا ، رغم تهم الإبادة الجماعية التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية. وأوضح أن "المسلم لا يمكنه ارتكاب إبادة جماعية" ، مضيفًا أنه يفضل مقابلة البشير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو... وبعد فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية في يناير 2006 ، حثت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحتى الدول العربية المعتدلة على مواصلة عزل حماس حتى تقبل الالتزامات الفلسطينية بموجب اتفاق أوسلو".


وتابع: "تزداد الأمور سوءا. بعد أن تغلب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب على شمال مالي، مما عجل بالتدخل الفرنسي للإطاحة بالمجموعة، أعلن السفير التركي أحمد كافاس، وهو أحد المقربين من أردوغان، أن "القاعدة مختلفة تمامًا عن الإرهاب" و"كلمة الإرهاب هي اختراع فرنسي".


وعندما قام مفجرون انتحاريون بالهجوم على مسيرة للسلام في العاصمة أنقرة في تشرين الأول أكتوبر 2015، فرض أردوغان حظراً على التقارير الاعلامية على الفور. جزء من السبب قد يكون رغبته في منه الكشف عن أن والدي المفجرين الانتحاريين أخبروا قوات الأمن بأن أبنائهم تدربوا في سوريا مع تنظيم داعش وطلبوا القبض عليهم. لكن الشرطة التركية رفضت. في الواقع، أطلقوا سراح مهاجمًا تم القبض عليه وهو يعبر الحدود، بسبب "الحق الدستوري في السفر بحرية".


المفارقة هنا، بالطبع، هي أن أردوغان قد استخدم منبره المتنمر لتسمية الكرد والمدافعين عن البيئة والأكاديميين والصحفيين وأعضاء حركة فتح الله غولن على أنهم إرهابيون دون أدلة أو محاكمة عادلة، كما أن قواته الأمنية تعتقل هؤلاء بتهم زائفة تفتقر إلى أدلة داعمة، وكل أولئك الذين يعتقد أنهم يعارضون أجندته السياسية أو ينتقدون الفساد المتزايد في سلطته".


واختتم مقاله بالقول: "تمت الاشادة باللرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لرفضه مقابلة أردوغان في هذه الأثناء، بعد سنوات من تأييده السابق للزعيم التركي. وتبقى المشكلة، مع ذلك، في استمرار الحب الدبلوماسي بين الطرفين الامريكي والتركي. إن معاملة أردوغان كجزء من الحل بدلاً من حقيقة أنه المشكلة الأساسية، تشبه تسمية الغربال بأنه وعاء زجاجي ثم التساؤل بدهشة لماذا لا يحتفظ بالماء".