وفي مؤتمر نظمته مجموعة وسائل الإعلام بلومبيرغ في بكين، أعرب كيسنجر عن قلقه من المواجهة التجارية الجارية بين واشنطن وبكين منذ العام الفائت، والتي تتمثل بتبادل فرض رسوم تجارية على واردتهما وقال محذرا: "إذا تركنا النزاع يتصاعد، فقد تكون النتيجة أسوأ مما حدث في أوروبا" في القرن العشرين. وأضاف أن "الحرب العالمية الأولى اندلعت نتيجة أزمة صغيرة نسبيا، بينما الأسلحة أقوى بكثير اليوم".
وإلى جانب خلافهما التجاري، يتواجه البلدان استراتيجيا خصوصا بشأن تايوان وبحر الصين الجنوبي اللذين تؤكد الصين سيادتها عليهما.
وقال كيسنجر إن "الصين قوة اقتصادية كبرى ونحن كذلك ونحن محكومون بان تتضارب مصالحنا في كل مكان في العالم" وأضاف أنه خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، كان وضع خطة لخفض القدرات النووية للقوتين على راس الأولويات.
ولكن وبما أن النزاعات بين الولايات المتحدة والصين كانت دائما "غير فعلية"، حذر كيسنجر من أن واشنطن لا تملك إطارا للتعامل مع بكين "كقوة عسكرية".
وتابع أنه إذا واصل الطرفان النظر إلى "كل قضية في العالم على أنها نزاع بينهما"، فقد يكون ذلك "خطيرا على البشرية".
ورأى أن المفاوضات التجارية بين البلدين ليست سوى "بديل" لمفاوضات أكثر أهمية بشأن خلافات بين واشنطن وبكين، بما في ذلك التوتر بشأن هونغ كونغ.
وردا على سؤال عما إذا كانت الاضطرابات في هونغ كونغ يمكن أن تشكل "الشرارة" لحرب باردة جديدة، قال كيسنجر إنه يأمل أن تتم تسوية هذه القضية "بالمفاوضات".
وكان كيسنجر سافر في 1971 سرا إلى بكين لبدء محادثات حول العلاقات بين الولايات المتحدة والصين الشيوعية.
وهو يلقى إلى اليوم تقديرا في الصين التي تستقبله بحفاوة عندما يزورها، والتقى الرئيس شي جينبينغ عندما زار بكين في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي.
وكيسنجر (96 عاما) وزير الخارجية في عهد الرئيس ريتشادر نيكسون، يعد مهندس التقارب التاريخي بين القوتين الكبريين في سبعينات القرن الماضي.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب).