تزداد حدة الأزمة الليبية مع استمرار الفلتان الأمني والخلافات السياسية وغياب حكومة وحدة وطنية. كما وتزداد المخاوف من أن يصبح التقسيم الحالي للبلاد أمر واقع تفرضه القوى المسيطرة على الأرض وداعميها من الخارج وفي مقدمتهم تركيا.
تدخل تركيا جاء بعد الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية ، حيث وانه بدون هذا الضوء لما استطاع إردوغان جلب 7 فرقاطات عسكرية ومئات الطائرات المسيّرة والمدرعات ونقل 17 ألف مرتزق إلى ليبيا؛ بينهم 3 آلاف داعشي، فالسياسة الخارجية التركية تحاول استعادة مستعمراتها القديمة وايضا تسعى ن خلال تدخلها مع التدخل القطري للاستحواذ على ليبيا وتحويلها إلى بنك مال لصالح "الإخوان" لتمويل مشروعهم في المنطقة وما جاورها.
وفي هذا السياق أشار المستشار الأعلامي لحزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري فرع الشهباء علاء الدين خالد كالو لوكالة فرات للأنباء ANF من خلال حوار مقتضب بأن تركيا تمارس سياسة اللعب على الوجهين لبسط سيطرتها على كامل سوريا.
وأشار كالو في بداية حديثه بأن الثورة الليبية أنقلبت من ثورة الربيع العربي إلى ثورة الخريف العربي وقال:" ليبيا ايضا بدأت هذه الثورات فيها من ضمن ثورات الربيع العربي كما سميت، والتي أنقلبت إلى ثورات الخريف العربي لأن المضمون كان يختلف عن التسمية. أقنعوا الشارع العربي بأنها ثورة الربيع العربي وإذ كان لها مخطط تم وضعه من قبل عدة دول، لبناء مخطط جديد تخدم مصالحهم لمئة سنة مقبلة جديدة.
وتابع:بدأت في ليبيا ثورة كما يسمونها وأزاحوا حكم القذافي وأعترف مجلس الأمن مباشرة بهذه الثورة وكانت القرارات الدولية سريعة بأتجاهها إلى أن تشكل المجلس الوطني الأنتقالي في ليبيا وهنا بدأت تظهر الخفايا المبيتة للشرق الأوسط من خلال تشكيل آلية المجلس الوطني الأنتقالي في ليبيا حيث كان يترأسها حاج مصطفى عبد الجليل و مصطفى عبد الجليل هو كان أحد أركان نظام القذافي، على اساس بأن هذا المجلس وفي هذه المرحلة الأنتقالية لمدة سنتين أن يكتبوا دستور جديد ويكون هناك أنتخابات وبأن يفسح المجال لإعطاء الحريات بتشكيل أحزاب سياسية ديمقراطية في الشارع الليبي لكن وجدنا العكس بان مجلس الوطني الانتقالي خلال هذه المرحلة كان فيه نخب ورموز سياسية من النظام السابق وفيها أشخاص كان يمثلون القوة الأقليمية والدولية ولذلك لم يلتفتو إلى ما كان يريده الشارع الليبي فبدأ هؤلاء الأشخاص الحفاظ على مكتسباتهم وتنفيذ ما يطلب لهم سواءً من الوطن العربي او الأسلامي او الأوربي وغير ذلك.
وأشار:جرت الانتخابات ولم ينجح فيها ما أطلق عليهم الثوار الذين كانوا يطالبون بالتغير الديمقراطي فخرجوا خارج اللعبة السياسية والذي كانو يناشدون ويطالبون بها فجرت معارك ومظاهرات اخرى ضمن الشارع الليبي لتصيحيح المسار إلى وضعه الديمقراطي وهنا وفي هذه المرحلة أستطاع إخوان المسلمين فتح خط وطريق لهم ضمن هذه الفوضى أمثال البلحاج ومجموعته ومؤيديه وفي هذه اللحظة استطاع مشير حفتر أن يظهر إلى الساحة ويهدأ وضع الشارع ويستقطب هذه الجماهيروالذين قاموا ضد الانتخابات وضد النخب السياسية التي كانت تدير المجلس التشريعي والمجلس الأنتقالي فأصبحت هناك قوة عسكرية بعد هذه التظاهرات ومضى:ومن جانب الأخر برز فايز السراج مسؤول حكومة الوفاق في ليبيا. فهناك دول تدعم المشير حفتر مباشرةً علماً بأن المشير حفتر هو من أركان النظام السابق أيضاً ، وبدأ يشكل فصائل عسكرية وشكلوا برلمان لذلك أصبح في ليبيا برلمانين وحكومتين وقيادتين عسكريتين السراج وحفتر.
مجموعة السراج نالت الشرعية الدولية الأممية ومجموعة حفتر نالت الدعم الإقليمي من بعض الدول ومن بعض الدول الإسلامية فأصبحت فرنسا ،مصر ،سعودية، الإمارات ومؤخرأ سوريا تدعم حفتر، وأما بما يخص السراج كان مجلس الامن يدعمه بالاضافة للمنظمات الأممية وإيطاليا وعدة دول أاخرى باعتبارها اكتسبت الشرعية الدولية، وبدأت بتصدير النفط.
وبما انه بدأ السراج بضخ النفط فأصبحت الأموال تصب في البنك المركزي في طرابلس باعتبار لها شرعية دولية وحرمت منها حفتر والبرلمان الذي يخص بنغازي وهنا جرى خلاف قبائلي وبما يخص بنغازي والمدن التابعة لها تكثر فيها القبائل أو المعروف بالبدو،قبائل البوادي كانوا بفترة سيطرة معمر القذافي محرومون من الحقوق ومن رجالات السلطة مع العلم بأنهم لديهم حضارة ومثقفين بعكس قبائل طرابلس."
وتابع: حفتر أختار المنطقة الشرقية لمحاذاته لحدود مصر اختار حفتر هذه المنطقة بالتحديد لأن هذه المنطقة الغربية محاذية لحدود مصر بغية الدعم المصري المباشر له فكان هناك أسباب لخلاف اقتصادي بالدرجة الأولى حول توزيع الخيرات."
وفي شباط 2019 بدأت قوات حفتر بالزحف إلى طرابلس والسيطرة عليها هنا بدأت القوات التركية بالتدخل عسكريا وبدأت بنقل المرتزقة السورين ومن كافة اصقاع الارض من خلال جسرٍ جوي إلى ليبيا من هنا تكبدت قوات حفتر خسائر كبيرة وتراجعت وخسرت ترغولا ونزح اكثر من مئة الف نازح وخسرت الكثير من المناطق لصالح السراج
ونوه: كان الدور الروسي في سهولة وصول قوات المرتزقة إلى ليبيا اساسياً، التدخل التركي في سوريا وأحتلال الأراضي كانت برضاء روسي والمقايضات التي خرجت كلها كانت من مخرجات استانا إلا ان اصبحت تركيا تلعب سياسة اللعب على الوجهين وبالنسبة لروسيا انقلب السحر على الساحر فسهل له الأمور بغية التخفيف من هذه القوات وإرسالها إلى طرابلس لعدة أسباب منها تخفيف الضغط التركي في سوريا ونقل القوات الأرهابية قليلا إلى ليبيا وتركيا هنا أخذت دورها من الناحية العملية والدبلوماسة.
وأشار نرى بأن تركيا تستخدم سياسة مرنة مطاطية ما بين السراج وحفتر تريد بطريقة ما بسط سيطرتها على كامل ليبيا.
ومن جانبه حفتر ادخل شيوخ ووجهاء القبائل إلى الساحة وارسلهم إلى ومصر ومصر تدعم حفتر لكن بالمقارنة بالدعم التركي الهائل إلى السراج الدعم المصري قليل جداً.
فالوضع الآن وفي ظل كل هذه الامور هو كالتالي المرتزقة تنال الأقتصاد وبالمقابل الشعب الليبي تراجع أقتصادياً فوجد الشارع الليبي سواءً في طرابلس او بنغازي القيام بالمظاهرات والأحتجاج والكل ينادي بطرد القوة العسكرية الغريبة والوصول إلى حل لمصلحة ليبيا وتوزيع الثروات مثلما كان سابقا.